قبل ثلاث سنوات، عرض في لبنان مسلسل تاريخي بعنوان "وأشرقت الشمس"، اجتمعت على إنتاجه ثلاث شركات إنتاج وهي M&Mpro (ميلاد أبي رعد)، رؤى للإنتاج (طانيوس أبي حاتم)، Chelae Production (شارل شلالا).
بلغت تكاليف هذا المسلسل مليون دولار أميركي تقريباً. واستطاع الخروج من دائرة المحلية، وكسر القيود المالية التي حكمت الدراما اللبنانية، نظراً لسوقها الضيقة، وعملية بيع المسلسلات، بعيداً عن أي دعم حكومي لبناني في هذا الشأن.
من دون شك، استبشر بعض المنتجين اللبنانيين المحترفين بهذا الخرق البسيط الذي كرسّه "وأشرقت الشمس" خيراً، لكن حساباتهم عادت إلى نقطة الصفر، بعد دخول متمولين آخرين على الخط الدرامي اللبناني، بعضهم يفتقر إلى الخبرة في اختيار الأعمال التي تُنتج.
لكن التفاؤل الذي ولّده المسلسل نفسه، لم يستمر طويلاً، لأسباب كثيرة، منها تمنُّع المحطات اللبنانية عن شراء المسلسلات بأسعار مرتفعة نظراً لكلفتها العالية، واكتفاء المحطات اللبنانيّة المحلية بسقف محدد تجارياً لسعر الحلقة الواحدة عن أي مسلسل لبناني محلي، وهو تقريباً حوالى 10 آلاف دولار لكل حلقة، دون مراعاة لمستوى أو مضمون المسلسل، وكون معظم المحطات تثق بعملائها من المنتجين التجاريين في لبنان.
ولم تكن السنوات الأخيرة للإنتاجات اللبنانية في الدراما، على مستوى واحد. هذا بالطبع دون الذهاب إلى الأعمال الدرامية العربية التي سُميت بالمشتركة. وكان لبنان مُحفزاً لوجستياً رئيسياً لإنتاجها بداية، وبالتالي بيعها إلى السوق العربية.
الواضح هنا، أن هذه الأعمال الدرامية المشتركة، حققت ربحاً تجارياً جيداً، وانتشاراً واسعاً، ونجاحاً يزيد عن الدراما اللبنانية الخالصة، على الرغم من أن بعض العناصر المهمة في هذه الصناعة، هي عناصر مشتركة بين المسلسلات اللبنانية المحلية، والمسلسلات العربية المشتركة، كبعض الممثلين والمخرجين الذين يقومون بأدوار محلية، والأجور دوماً تكون أقل، خصوصاً خلال فترة الهدوء التي تسبق استعدادات رمضان.
الدراما المحلية
هكذا، لم يكن الإنتاج الدرامي اللبناني، يسير في الاتجاه التصاعدي. على العكس، طاولت انتقادات واسعة معظم المسلسلات التي تبنتّها بعض المحطات اللبنانية وعرضتها. لكن سلة الدراما اللبنانية كانت تعيد الأمل قليلاً لهذا الإنتاج الدرامي، من خلال عمل أو عملين، يجدان دوماً متسعاً من المساحة والجمهور، مثل أعمال الممثلة، كارين رزق الله، التي تنتجها شركة ميلاد أبي رعد.
وكذلك، نجحت منى طابع، ولو بنسبة محدودة، في كسب تفاعل الجمهور اللبناني في مسلسل "عشق النساء" الذي اشترت حقوق عرضه بعض الفضائيات العربية. لكن شركة "الصباح" المعروفة بانتشارها عربياً، وخصوصاً في مصر، لم تعد تجربة لبنانية كاملة بعد مسلسل "سمرا" إنتاج 2015، والذي لعبت بطولته نادين نسيب نجيم وأحمد فهمي، والنص كتبته كلوديا مرشليان، وأخرجته رشا شربتجي.
وتعول "الصبّاح" حالياً على الأعمال الدرامية المشتركة لموسم رمضان فقط، والتي بدأتها منذ سنوات مع نادين نجيم وتيم حسن، وهي اليوم تعمل على مسلسل جديد بعنوان "الهيبة"، من نص لهوزان عكو، وإخراج لسامر البرقاوي، ليكون جاهزاً في رمضان 2017.
فتح مسلسل "وأشرقت الشمس" الباب على مجموعة من التساؤلات برأي الكتّاب والمنتجين.
وبدأت المنافسة تظهر، فأعادت الكاتبة منى طايع التجربة من جديد في "أمير الليل" الذي يُعرض حالياً، وهو من بطولة رامي عياش وداليدا خليل، ومجموعة من الوجوه اللبنانية. لكن طايع وقعت في فخ الإنتاج بعدما تخلّت شركات الإنتاج عن دعمها، كما فعلت هذه الشركات في "وأشرقت الشمس". ولوحظ أن طايع لم توفق بمخرج جدير بأن يدير مسلسل مؤلف من 60 حلقة، يعتمد على حقبة تاريخية تعود إلى الأربعينيات والخمسينيات.
وتراجع النجاح المتوقع لهذا المسلسل، في الوقت الذي كانت فيه الكاتبة، كلوديا مرشليان، تحضّر لبيع مسلسل جديد يعود تاريخياً إلى عام 1860، وما حملته تلك الحقبة من أحداث سميت بـ"ثورة الفلاحين".
الاسم نفسه هو عنوان المسلسل المزمع تصويره بداية السنة المقبلة، من إنتاج "إيغل فيلم" لصاحبها جمال سنّان. كلوديا مرشليان تحاول من جديد الدخول في عمل تاريخي، ويُقال أن إنتاج العمل سيشكّل مفاجأة للناس، لأن الشركة وضعت كافة إمكاناتها الخاصة، بخدمة العمل الذي يتطلب بناء خاصاً، يعود إلى القرن ما قبل الماضي.
وتعول مرشليان على مثل هذا الإنتاج ليكون أحد الأبواب الجديدة لتصدير أو بيع الدراما اللبنانية إلى العالم العربي، إذ لم تحقق هذه الصناعة نجاحاً كاملاً كما هو حال المسلسلات العربية المشتركة.
المنتج، مروان حداد، وبعد الإعلان رسمياً عن إطلاق مسلسل "ثورة الفلاحين"، قرر منافسة مرشليان هذه المرة، في مسلسل يعود إلى حقبة الأربعينيات بعنوان "أدهم بيك"، من كتابة طارق سويد، وإخراج زهير قنّوع، وبطولة يوسف الخال وكريستينا، والأخيرة وجه جديد يظهر للمرة الأولى في دور البطولة إلى جانب زينة مكي وآخرين.
وسيُعرض في رمضان المقبل على شاشة MTV اللبنانية، بينما تؤكد المعلومات أن مسلسل "ثورة الفلاحين" سيُعرض على شاشة LBCI دون توقيت محدد، ولم يعرف ما إذا كان سيعرض ضمن السباق الرمضاني، لأنه مؤلف من ستين حلقة.
اقــرأ أيضاً
بلغت تكاليف هذا المسلسل مليون دولار أميركي تقريباً. واستطاع الخروج من دائرة المحلية، وكسر القيود المالية التي حكمت الدراما اللبنانية، نظراً لسوقها الضيقة، وعملية بيع المسلسلات، بعيداً عن أي دعم حكومي لبناني في هذا الشأن.
من دون شك، استبشر بعض المنتجين اللبنانيين المحترفين بهذا الخرق البسيط الذي كرسّه "وأشرقت الشمس" خيراً، لكن حساباتهم عادت إلى نقطة الصفر، بعد دخول متمولين آخرين على الخط الدرامي اللبناني، بعضهم يفتقر إلى الخبرة في اختيار الأعمال التي تُنتج.
لكن التفاؤل الذي ولّده المسلسل نفسه، لم يستمر طويلاً، لأسباب كثيرة، منها تمنُّع المحطات اللبنانية عن شراء المسلسلات بأسعار مرتفعة نظراً لكلفتها العالية، واكتفاء المحطات اللبنانيّة المحلية بسقف محدد تجارياً لسعر الحلقة الواحدة عن أي مسلسل لبناني محلي، وهو تقريباً حوالى 10 آلاف دولار لكل حلقة، دون مراعاة لمستوى أو مضمون المسلسل، وكون معظم المحطات تثق بعملائها من المنتجين التجاريين في لبنان.
ولم تكن السنوات الأخيرة للإنتاجات اللبنانية في الدراما، على مستوى واحد. هذا بالطبع دون الذهاب إلى الأعمال الدرامية العربية التي سُميت بالمشتركة. وكان لبنان مُحفزاً لوجستياً رئيسياً لإنتاجها بداية، وبالتالي بيعها إلى السوق العربية.
الواضح هنا، أن هذه الأعمال الدرامية المشتركة، حققت ربحاً تجارياً جيداً، وانتشاراً واسعاً، ونجاحاً يزيد عن الدراما اللبنانية الخالصة، على الرغم من أن بعض العناصر المهمة في هذه الصناعة، هي عناصر مشتركة بين المسلسلات اللبنانية المحلية، والمسلسلات العربية المشتركة، كبعض الممثلين والمخرجين الذين يقومون بأدوار محلية، والأجور دوماً تكون أقل، خصوصاً خلال فترة الهدوء التي تسبق استعدادات رمضان.
الدراما المحلية
هكذا، لم يكن الإنتاج الدرامي اللبناني، يسير في الاتجاه التصاعدي. على العكس، طاولت انتقادات واسعة معظم المسلسلات التي تبنتّها بعض المحطات اللبنانية وعرضتها. لكن سلة الدراما اللبنانية كانت تعيد الأمل قليلاً لهذا الإنتاج الدرامي، من خلال عمل أو عملين، يجدان دوماً متسعاً من المساحة والجمهور، مثل أعمال الممثلة، كارين رزق الله، التي تنتجها شركة ميلاد أبي رعد.
وكذلك، نجحت منى طابع، ولو بنسبة محدودة، في كسب تفاعل الجمهور اللبناني في مسلسل "عشق النساء" الذي اشترت حقوق عرضه بعض الفضائيات العربية. لكن شركة "الصباح" المعروفة بانتشارها عربياً، وخصوصاً في مصر، لم تعد تجربة لبنانية كاملة بعد مسلسل "سمرا" إنتاج 2015، والذي لعبت بطولته نادين نسيب نجيم وأحمد فهمي، والنص كتبته كلوديا مرشليان، وأخرجته رشا شربتجي.
وتعول "الصبّاح" حالياً على الأعمال الدرامية المشتركة لموسم رمضان فقط، والتي بدأتها منذ سنوات مع نادين نجيم وتيم حسن، وهي اليوم تعمل على مسلسل جديد بعنوان "الهيبة"، من نص لهوزان عكو، وإخراج لسامر البرقاوي، ليكون جاهزاً في رمضان 2017.
فتح مسلسل "وأشرقت الشمس" الباب على مجموعة من التساؤلات برأي الكتّاب والمنتجين.
وبدأت المنافسة تظهر، فأعادت الكاتبة منى طايع التجربة من جديد في "أمير الليل" الذي يُعرض حالياً، وهو من بطولة رامي عياش وداليدا خليل، ومجموعة من الوجوه اللبنانية. لكن طايع وقعت في فخ الإنتاج بعدما تخلّت شركات الإنتاج عن دعمها، كما فعلت هذه الشركات في "وأشرقت الشمس". ولوحظ أن طايع لم توفق بمخرج جدير بأن يدير مسلسل مؤلف من 60 حلقة، يعتمد على حقبة تاريخية تعود إلى الأربعينيات والخمسينيات.
وتراجع النجاح المتوقع لهذا المسلسل، في الوقت الذي كانت فيه الكاتبة، كلوديا مرشليان، تحضّر لبيع مسلسل جديد يعود تاريخياً إلى عام 1860، وما حملته تلك الحقبة من أحداث سميت بـ"ثورة الفلاحين".
الاسم نفسه هو عنوان المسلسل المزمع تصويره بداية السنة المقبلة، من إنتاج "إيغل فيلم" لصاحبها جمال سنّان. كلوديا مرشليان تحاول من جديد الدخول في عمل تاريخي، ويُقال أن إنتاج العمل سيشكّل مفاجأة للناس، لأن الشركة وضعت كافة إمكاناتها الخاصة، بخدمة العمل الذي يتطلب بناء خاصاً، يعود إلى القرن ما قبل الماضي.
وتعول مرشليان على مثل هذا الإنتاج ليكون أحد الأبواب الجديدة لتصدير أو بيع الدراما اللبنانية إلى العالم العربي، إذ لم تحقق هذه الصناعة نجاحاً كاملاً كما هو حال المسلسلات العربية المشتركة.
المنتج، مروان حداد، وبعد الإعلان رسمياً عن إطلاق مسلسل "ثورة الفلاحين"، قرر منافسة مرشليان هذه المرة، في مسلسل يعود إلى حقبة الأربعينيات بعنوان "أدهم بيك"، من كتابة طارق سويد، وإخراج زهير قنّوع، وبطولة يوسف الخال وكريستينا، والأخيرة وجه جديد يظهر للمرة الأولى في دور البطولة إلى جانب زينة مكي وآخرين.
وسيُعرض في رمضان المقبل على شاشة MTV اللبنانية، بينما تؤكد المعلومات أن مسلسل "ثورة الفلاحين" سيُعرض على شاشة LBCI دون توقيت محدد، ولم يعرف ما إذا كان سيعرض ضمن السباق الرمضاني، لأنه مؤلف من ستين حلقة.