يمكن لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية مبكراً أن يقلص بشكل كبير احتمال انتقال الفيروس لآخرين وتستمر الحماية لسنوات، وذلك حسبما ذكرت نتائج نهائية لدراسة كبيرة للعلاج المضاد للفيروسات.
وطُرحت النتائج في المؤتمر السنوي للإيدز في دربان بجنوب أفريقيا ونشرتها أمس دورية نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن.
وقال الفريق الذي رأسه الدكتور ماريون كوهين من جامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل، إنّ العلاج المبكر من فيروس نقص المناعة البشرية (إتش.أي.في) "مرتبط بخفض خطر نقل العدوى للشريك بنسبة 93 في المائة أكثر من أخذ العلاج المضاد للفيروس في وقت متأخر".
وقال كوهين "إذا تناولت العلاج المضاد للفيروس مبكراً، فسيكون هناك خطر بسيط متضائل أن تنقل العدوى لشريكك".
وأوضح أنه من بين 1763 متطوعاً "لم نر انتقالا لفيروس الإيدز عندما نجح الناس في أخذ العلاج" الذي أخذ وقته كي يعمل.
ولكن عندما سُمح للمتطوعين بتأجيل العلاج إلى ما بعد إصابتهم بمرض ناجم عن الإيدز أو تراجع عدد الخلايا المناعية (سي دي4+) لديهم لأقل من 250 خلية لكل ملليمتر مكعب، زاد بشكل كبير احتمال نقل العدوى لشخص آخر.
وغالبا ما يؤجل الأشخاص المصابون بفيروس (إتش.أي.في) إذا شعروا بتحسن العلاج وهو ما يزيد من الخطر. وقال كوهين إن خفض مستويات الفيروس بشكل كاف لجعل الشخص غير ناقل للعدوى، قد يستغرق ثلاثة أشهر.
واستخدمت الدراسة الجديدة التي أجريت في تسع دول اختبارات جينية لمعرفة أي أنواع العدوى الجديدة مرجح أن تكون مرتبطة ببعضها بعضاً.
وتابعت الدراسة نصف الأزواج الذين شملتهم الدراسة لمدة خمس سنوات ونصف السنة على الأقل، وخلال هذه الفترة أصيب 78 شريكاً بفيروس (إتش.أي.في). وأجريت اختبارات جينية على 72 حالة.
ومن بين الأشخاص الذين تلقوا علاجاً مضاداً للفيروس في وقت مبكر، لم تكن هناك سوى ثلاث حالات فقط أصيب فيها الشريك بعدوى جينية مطابقة من فيروس (إتش.أي.في). وكانت هناك 43 حالة إصابة في المجموعة التي تلقت العلاج في وقت متأخر.