منذ العهد السوفييتي، ما زال التعليم في روسيا على حاله لجهة المناهج الموحدة في المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التعليم، وكذلك لجهة فتح أبواب المعرفة والخبرة على مصارعها أمام الراغبين في التحصيل العلمي في الطب أو في غيره من العلوم. لكن ثمّة تغيّراً جوهرياً، وهو أن الدولة لم تعد تعيّن الخريجين وبات سوق العمل هو المحدد الأول. بالتالي، فإن شهادة من دون قيمة معرفية وتطبيقية، لن تلقى قبولاً في سوق العمل، ولن يستفيد منها صاحبها حتى ولو أرادها للزينة، كما هي الحال حين يعمد بعض الطلاب العرب إلى شراء شهادات عليا.
هي لا تنفع للزينة، نظراً لاختلاف القيم والمعايير الاجتماعية بين روسيا وبلداننا. الطبيب في روسيا لا يملك مكانة رمزية خاصة ورفيعة، هو مجرّد عامل في مجال الخدمات الطبية مثلما يعمل غيره في قطاع خدمي آخر. وهذا ما يجعل الأطباء أكثر تواضعاً وأقرب إلى الناس، وأكثر واقعية في مزاولتهم مهنتهم وأقل تردداً في طلب استشارة من زملائهم وحتى ممّن هم أدنى مرتبة وظيفية منهم. المطلوب هو خدمة المريض.
إلى ذلك، يمكن الإشارة إلى تغيّر آخر في واقع التعليم الروسي منذ الزمن السوفييتي، وهو أنه بات بمجمله مقابل بدل. فقد تراجعت نسبة الذين يدرسون على نفقة الحكومة إلى حدها الأدنى. كذلك لم يعد الأجانب ومن بينهم العرب، يدرسون كما في السابق بتوصيات من الأحزاب الشيوعية وسواها من الأحزاب الموالية للاتحاد السوفييتي في الجامعات السوفييتية وتحديداً جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو. لكن يبقى أن ثمة من يتاجر بالمنح الدراسية في علاقات غامضة مع مسؤولين في الوزارة والجامعات، فيبيع من الحصة الفيدرالية ـ الدراسة على نفقة الحكومة ـ لمن يدفع. وترى من بين هؤلاء عدداً من العرب. تجدر الإشارة إلى أنه وفي حين كانت نسبة الأجانب في جامعة الصداقة في الزمن السوفييتي 70 في المائة في مقابل 30 في المائة من السوفييت، تأتي النسبتان مقلوبتان اليوم.
وللاطلاع على واقع التعليم لا سيّما في مجال الطب وحال العرب الذي يتابعون دراساتهم في روسيا، كان حديث مع البروفسور فلاديمير فيليبوف، وهو وزير سابق للتعليم ورئيس الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب حالياً. يشير إلى أن طلاباً من جميع الدول العربية يدرسون في هذه الجامعة التي تضم منتسبين من 147 دولة. وفي العام الدراسي الجاري، ثمة 515 طالباً عربياً، 16 جزائرياً و18 مصرياً و78 أردنياً و61 عراقياً و35 يمنياً و40 لبنانياً و37 فلسطينياً و148 سورياً و11 سودانياً و25 مغاربة و5 ليبيين و3 موريتانيين وطالب إماراتي واحد و3 عمانيين و4 تونسيين و16 عربياً من دون جنسية محددة. ويتوزّع هؤلاء الطلاب على الاختصاصات الآتية من النسب الأعلى إلى الأدنى: الطب وطب الأسنان والعمارة والصيدلة والصحافة والآداب.
الطبيب السوري نضال بو علي، متخصص في جراحة العظم، تخرّج من معهد الطب الثاني في موسكو في عام 1993 ليحوز درجة الدكتوراه في عام 1998. بالنسبة إليه، "ما من مدرسة روسية في الطب. العلم بات عالمياً، والمناهج والكتب التي تصدر في أي مكان في العالم أصبحت متاحة للطالب الذي يدرس في روسيا. كذلك فإن أحدث الأجهزة وأكثرها تطوراً لم تعد محصورة ببلد واحد". ويعمل بو علي اليوم في مستشفيين، وقد حقّق تميّزاً في مجاله. ويوضح أن "المستشفيات الروسية مجهزة بمستوى عالمي. ومن يرغب في التعلّم في روسيا، يمكنه أن يبدأ التدريب العملي منذ السنة الثانية، من ضمن حلقات طالبية بإشراف أساتذة جامعيين". ويؤكد على أن المنافسة في سوق العمل كبيرة جداً، فاحتلال موقع ما يتطلب معرفة وخبرة وليس فقط شهادة.
وفي ما يدل على سوية التعليم في مجال الطب، يوضح بو علي أن أساتذة الجامعات يعملون في هذه المستشفيات ويصطحبون معهم طلاب الدراسات العليا للكشف على المرضى ومتابعتهم. ويتوقف عند طرق التعليم الروسية، قائلاً: "هي تناسبني أكثر، لأن الممارسة العملية أكبر، والامتحانات تأتي على شكل مقابلات، فتتيح للأستاذ معرفة مستوى الطالب أكثر من الامتحانات الكتابية".
ويتوقف بو علي عند ميزة التعليم بعد الاتحاد السوفييتي باللغات، "إذ أصبح الطالب قادراً على الاستفادة من العلم العالمي وليس الروسي". وهو ما يؤكده أيضاً فيليبوف قائلاً: "وضعنا نصب أعيننا مهمة تخريج طلاب يتقنون على الأقل لغتين أجنبيتين".
إلى ذلك، يمكن الحديث عن ضبط لجودة ممارسة مهنة الطب في روسيا، بحسب الأستاذ الجامعي اللبناني وائل أرزوني، رئيس قسم جراحة الفكين في كلية التأهيل العالي للأطباء في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب. ويوضح أن إجازة مزاولة المهنة تمنح لمدة خمس سنوات فقط، ينبغي بعدها الخضوع لدورة رفع كفاءة وامتحان بهدف تجديدها، وذلك عبر برنامج إلكتروني أقرّته وزارة الصحة.
ويشدّد أرزوني على أن المدرسة الروسية في مجال الطب قوية، خصوصاً لجهة إتاحة فرصة التدريب العملي للطلاب منذ السنة الدراسية الثانية. ويروي أنه "منذ سنتي الدراسية الثانية، سمحوا لي بالعمل مع المرضى. وهذا أمر لا تراه في أوروبا". يضيف: "إذا كنت راغباً ومهتماً، فستحظى بفرص تعليم ممتازة". وبخصوص دورات رفع الكفاءة، يشرح أنها "تشمل جميع الأطباء من المتخرجين الجدد إلى الأساتذة الكبار، وذلك ينعكس بطبيعة الحال على الطلاب بشكل إيجابي من خلال أساتذتهم".
فاليريا سميرنوفا، طالبة روسية في سنتها الخامسة في كلية العلاج في معهد الطب الأول التابع لجامعة الطب الحكومية الموسكوفية الأولى، تقول عن مستوى التعليم في جامعتها: "من الصعب الأجابة بشكل قاطع. ثمة أقسام كثيرة، وكل واحد منها مرتبط بمستشفى من مستشفيات المدينة التي تختلف إمكانياتها وكذلك أساليب التدريب فيها. أما عموماً، فأستطيع القول إن الجامعة تزودنا بقاعدة جيدة من المعرفة، والأساتذة جميعهم أطباء يشاركون في مؤتمرات علمية ويطلعوننا على كل جديد". تضيف: "ثمة إمكانية كبيرة لتطوير المعرفة لمن يريد".
إيليزافيتا ماتفييفا، في الجامعة نفسها، لكنها طالبة في السنة الرابعة في كلية طب الأسنان، تقول: "يزودوننا بمعارف متنوعة جداً. كبار الأساتذة لا يتركونك ترتاح إذا لم تتعلّم ما ينبغي معرفته. وبعض الأساتذة الشباب يتمتعون بكاريزما خاصة، فترغب في أن تصبح أفضل. وهم يساعدوننا في إيجاد مكان مناسب للتدريب العملي". لكنها تشكو من التجهيزات في كليتها، التي "لا تكفي الطلاب غالباً، وبعضها قديم من العهد السوفييتي".
من جهتها، تتابع كاترينا أحمد الديري، المعروفة بكاتيا (والدها سوري ووالدتها روسية)، دارستها في السنة الرابعة في معهد الطب الأول في موسكو. تقول إن "الأساتذة يؤمنون للطالب ما يريده، وهم يصطحبونه معهم للكشف على المرضى حتى خارج حصص الدراسة العملية في حال رغب في ذلك. وجميعهم من الأطباء الممارسين، سواء في مستشفى الجامعة أم في غيره". وتخبر: "أمضينا ساعات من فترة التدريب في السنتين الأولى والثانية، في تنظيف الحمّامات، ولم نبدأ بحقن المرضى وتسجيل تاريخهم المرضي إلا في السنة الثالثة".
وتشير إلى أن "زيارة المرضى ليست يومية. والأمر يختلف بين طبيب وآخر وبين مريض وآخر. وبالرغم من أن المرضى في مستشفى الجامعة يوقعون على أنهم من حيث المبدأ يقبلون بكشف الطلاب عليهم، إلا أن بعضهم لا يوافق على وجود مجموعة طلاب يصل عددها إلى 17 مثلاً". ويراوح عدد أعضاء المجموعة الواحدة عادة ما بين 15 و23 طالباً. إلى ذلك، تؤكد على أنها لا تريد أكثر ممّا تحصل عليه، لكنها تتمنى "لو أنهم يثقون بنا أكثر في الكشف على المرضى". وتستدرك أنه "في حال رغب الطالب بالمناوبة ليلاً، فسيحظى حينها بفرصة للتعامل أكثر مع المرضى". وعن الاختصاص الذي ترغب فيه، تقول: "كلما تعرّفت إلى أستاذ جيد في اختصاصه، أشعر برغبة في تعلّم هذا الاختصاص". وتتابع أن الأساتذة الذين يدرّسونهم يتمتعون بمعرفة نظرية وعملية عالية المستوى، لذلك تجد نفسها راغبة في معرفة كل شيء، وتترك أمر الاختصاص إلى الغد، "فما زال أمامي عامان من الدراسة الجامعية".
إقرا أيضاً: روسيا عرفت "إيبولا" قبل ربع قرن!
هي لا تنفع للزينة، نظراً لاختلاف القيم والمعايير الاجتماعية بين روسيا وبلداننا. الطبيب في روسيا لا يملك مكانة رمزية خاصة ورفيعة، هو مجرّد عامل في مجال الخدمات الطبية مثلما يعمل غيره في قطاع خدمي آخر. وهذا ما يجعل الأطباء أكثر تواضعاً وأقرب إلى الناس، وأكثر واقعية في مزاولتهم مهنتهم وأقل تردداً في طلب استشارة من زملائهم وحتى ممّن هم أدنى مرتبة وظيفية منهم. المطلوب هو خدمة المريض.
إلى ذلك، يمكن الإشارة إلى تغيّر آخر في واقع التعليم الروسي منذ الزمن السوفييتي، وهو أنه بات بمجمله مقابل بدل. فقد تراجعت نسبة الذين يدرسون على نفقة الحكومة إلى حدها الأدنى. كذلك لم يعد الأجانب ومن بينهم العرب، يدرسون كما في السابق بتوصيات من الأحزاب الشيوعية وسواها من الأحزاب الموالية للاتحاد السوفييتي في الجامعات السوفييتية وتحديداً جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو. لكن يبقى أن ثمة من يتاجر بالمنح الدراسية في علاقات غامضة مع مسؤولين في الوزارة والجامعات، فيبيع من الحصة الفيدرالية ـ الدراسة على نفقة الحكومة ـ لمن يدفع. وترى من بين هؤلاء عدداً من العرب. تجدر الإشارة إلى أنه وفي حين كانت نسبة الأجانب في جامعة الصداقة في الزمن السوفييتي 70 في المائة في مقابل 30 في المائة من السوفييت، تأتي النسبتان مقلوبتان اليوم.
وللاطلاع على واقع التعليم لا سيّما في مجال الطب وحال العرب الذي يتابعون دراساتهم في روسيا، كان حديث مع البروفسور فلاديمير فيليبوف، وهو وزير سابق للتعليم ورئيس الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب حالياً. يشير إلى أن طلاباً من جميع الدول العربية يدرسون في هذه الجامعة التي تضم منتسبين من 147 دولة. وفي العام الدراسي الجاري، ثمة 515 طالباً عربياً، 16 جزائرياً و18 مصرياً و78 أردنياً و61 عراقياً و35 يمنياً و40 لبنانياً و37 فلسطينياً و148 سورياً و11 سودانياً و25 مغاربة و5 ليبيين و3 موريتانيين وطالب إماراتي واحد و3 عمانيين و4 تونسيين و16 عربياً من دون جنسية محددة. ويتوزّع هؤلاء الطلاب على الاختصاصات الآتية من النسب الأعلى إلى الأدنى: الطب وطب الأسنان والعمارة والصيدلة والصحافة والآداب.
الطبيب السوري نضال بو علي، متخصص في جراحة العظم، تخرّج من معهد الطب الثاني في موسكو في عام 1993 ليحوز درجة الدكتوراه في عام 1998. بالنسبة إليه، "ما من مدرسة روسية في الطب. العلم بات عالمياً، والمناهج والكتب التي تصدر في أي مكان في العالم أصبحت متاحة للطالب الذي يدرس في روسيا. كذلك فإن أحدث الأجهزة وأكثرها تطوراً لم تعد محصورة ببلد واحد". ويعمل بو علي اليوم في مستشفيين، وقد حقّق تميّزاً في مجاله. ويوضح أن "المستشفيات الروسية مجهزة بمستوى عالمي. ومن يرغب في التعلّم في روسيا، يمكنه أن يبدأ التدريب العملي منذ السنة الثانية، من ضمن حلقات طالبية بإشراف أساتذة جامعيين". ويؤكد على أن المنافسة في سوق العمل كبيرة جداً، فاحتلال موقع ما يتطلب معرفة وخبرة وليس فقط شهادة.
وفي ما يدل على سوية التعليم في مجال الطب، يوضح بو علي أن أساتذة الجامعات يعملون في هذه المستشفيات ويصطحبون معهم طلاب الدراسات العليا للكشف على المرضى ومتابعتهم. ويتوقف عند طرق التعليم الروسية، قائلاً: "هي تناسبني أكثر، لأن الممارسة العملية أكبر، والامتحانات تأتي على شكل مقابلات، فتتيح للأستاذ معرفة مستوى الطالب أكثر من الامتحانات الكتابية".
ويتوقف بو علي عند ميزة التعليم بعد الاتحاد السوفييتي باللغات، "إذ أصبح الطالب قادراً على الاستفادة من العلم العالمي وليس الروسي". وهو ما يؤكده أيضاً فيليبوف قائلاً: "وضعنا نصب أعيننا مهمة تخريج طلاب يتقنون على الأقل لغتين أجنبيتين".
إلى ذلك، يمكن الحديث عن ضبط لجودة ممارسة مهنة الطب في روسيا، بحسب الأستاذ الجامعي اللبناني وائل أرزوني، رئيس قسم جراحة الفكين في كلية التأهيل العالي للأطباء في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب. ويوضح أن إجازة مزاولة المهنة تمنح لمدة خمس سنوات فقط، ينبغي بعدها الخضوع لدورة رفع كفاءة وامتحان بهدف تجديدها، وذلك عبر برنامج إلكتروني أقرّته وزارة الصحة.
ويشدّد أرزوني على أن المدرسة الروسية في مجال الطب قوية، خصوصاً لجهة إتاحة فرصة التدريب العملي للطلاب منذ السنة الدراسية الثانية. ويروي أنه "منذ سنتي الدراسية الثانية، سمحوا لي بالعمل مع المرضى. وهذا أمر لا تراه في أوروبا". يضيف: "إذا كنت راغباً ومهتماً، فستحظى بفرص تعليم ممتازة". وبخصوص دورات رفع الكفاءة، يشرح أنها "تشمل جميع الأطباء من المتخرجين الجدد إلى الأساتذة الكبار، وذلك ينعكس بطبيعة الحال على الطلاب بشكل إيجابي من خلال أساتذتهم".
فاليريا سميرنوفا، طالبة روسية في سنتها الخامسة في كلية العلاج في معهد الطب الأول التابع لجامعة الطب الحكومية الموسكوفية الأولى، تقول عن مستوى التعليم في جامعتها: "من الصعب الأجابة بشكل قاطع. ثمة أقسام كثيرة، وكل واحد منها مرتبط بمستشفى من مستشفيات المدينة التي تختلف إمكانياتها وكذلك أساليب التدريب فيها. أما عموماً، فأستطيع القول إن الجامعة تزودنا بقاعدة جيدة من المعرفة، والأساتذة جميعهم أطباء يشاركون في مؤتمرات علمية ويطلعوننا على كل جديد". تضيف: "ثمة إمكانية كبيرة لتطوير المعرفة لمن يريد".
إيليزافيتا ماتفييفا، في الجامعة نفسها، لكنها طالبة في السنة الرابعة في كلية طب الأسنان، تقول: "يزودوننا بمعارف متنوعة جداً. كبار الأساتذة لا يتركونك ترتاح إذا لم تتعلّم ما ينبغي معرفته. وبعض الأساتذة الشباب يتمتعون بكاريزما خاصة، فترغب في أن تصبح أفضل. وهم يساعدوننا في إيجاد مكان مناسب للتدريب العملي". لكنها تشكو من التجهيزات في كليتها، التي "لا تكفي الطلاب غالباً، وبعضها قديم من العهد السوفييتي".
من جهتها، تتابع كاترينا أحمد الديري، المعروفة بكاتيا (والدها سوري ووالدتها روسية)، دارستها في السنة الرابعة في معهد الطب الأول في موسكو. تقول إن "الأساتذة يؤمنون للطالب ما يريده، وهم يصطحبونه معهم للكشف على المرضى حتى خارج حصص الدراسة العملية في حال رغب في ذلك. وجميعهم من الأطباء الممارسين، سواء في مستشفى الجامعة أم في غيره". وتخبر: "أمضينا ساعات من فترة التدريب في السنتين الأولى والثانية، في تنظيف الحمّامات، ولم نبدأ بحقن المرضى وتسجيل تاريخهم المرضي إلا في السنة الثالثة".
وتشير إلى أن "زيارة المرضى ليست يومية. والأمر يختلف بين طبيب وآخر وبين مريض وآخر. وبالرغم من أن المرضى في مستشفى الجامعة يوقعون على أنهم من حيث المبدأ يقبلون بكشف الطلاب عليهم، إلا أن بعضهم لا يوافق على وجود مجموعة طلاب يصل عددها إلى 17 مثلاً". ويراوح عدد أعضاء المجموعة الواحدة عادة ما بين 15 و23 طالباً. إلى ذلك، تؤكد على أنها لا تريد أكثر ممّا تحصل عليه، لكنها تتمنى "لو أنهم يثقون بنا أكثر في الكشف على المرضى". وتستدرك أنه "في حال رغب الطالب بالمناوبة ليلاً، فسيحظى حينها بفرصة للتعامل أكثر مع المرضى". وعن الاختصاص الذي ترغب فيه، تقول: "كلما تعرّفت إلى أستاذ جيد في اختصاصه، أشعر برغبة في تعلّم هذا الاختصاص". وتتابع أن الأساتذة الذين يدرّسونهم يتمتعون بمعرفة نظرية وعملية عالية المستوى، لذلك تجد نفسها راغبة في معرفة كل شيء، وتترك أمر الاختصاص إلى الغد، "فما زال أمامي عامان من الدراسة الجامعية".
إقرا أيضاً: روسيا عرفت "إيبولا" قبل ربع قرن!