وحسب الدراسة التي نشرها المركز في دوريته "مباط عال" وموقعه اليوم الإثنين، فإن "المخاوف من انتخاب رؤساء أقل التزاما بمصالح إسرائيل في المستقبل تفرض على الحكومة الإسرائيلية بذل كل الجهود التي تضمن استغلال وجود الرئيس الحالي، دونالد ترامب، في الحكم، لتحقيق مصالح إسرائيل الحيوية".
وأشارت الدراسة، التي أعدها الباحث في المركز أفنير جولوف، إلى أن "هناك ما يبعث على القلق من أن توجهات الرأي العام الأميركي قد تفضي إلى انتخاب رئيس أو رئيسة لا يشاطرون ترامب التزامه إزاء مصالح إسرائيل"، محذرة من "التداعيات الخطيرة الناجمة عن تموضع إسرائيل في بؤرة الخلاف الحزبي داخل المجتمع الأميركي"، مشيرة إلى أن "ما يفاقم خطورة هذا الواقع حقيقة أن استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا تدلل على وجود فروق كبيرة بين تأييد إسرائيل في أوساط مصوّتي الحزب الجمهوري ومصوّتي الحزب الديمقراطي".
وأبرزت الدراسة أن "الاستقطاب في توجهات الشارع الأميركي يصبح أكثر خطورة عندما يتعلق بالموقف من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن الاستطلاع الذي أجراه معهد "PEW" مؤخرا، دلل على "التباين الخطير في مستوى التأييد لإسرائيل في أوساط الجمهوريين والديمقراطيين".
فحسب الاستطلاع، فإن 79% من مصوّتي الحزب الجمهوري عبّروا عن تضامنهم مع إسرائيل، مقابل 27% فقط من المصوتين الديمقراطيين، إذ أوضح الباحث أفنير جولوف أن "ما يفاقم خطورة التحولات على مواقف مصوتي الحزب الديمقراطي حقيقة أن أكثر من 50% منهم قد اتهموا ترامب بالانحياز لإسرائيل على حساب الفلسطينيين، مقابل 20% منهم فقط يرون أنه يتعامل بتوازن".
ولفتت الدراسة، الأنظار إلى وجود استقطاب داخل المجتمع الأميركي بشأن "تقدير المخاطر الخارجية بشكل لا يتماشى مع مصالح إسرائيل"، حيث أشارت إلى أن الاستطلاع دلل على أن 63% من مصوتي الحزب الجمهوري يرون أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا للولايات المتحدة، مقابل 45% من مؤيدي الحزب الديمقراطي.
وحذّرت الدراسة من أن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن مطالبة ترامب بالغاء أو تعديل الاتفاق النووي مع إيران لا تحظى بدعم داخلي أميركي، معتبرة أن توجهات الرأي العام بشأن النووي الإيراني تمثل تحديا للسياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أيضا إزاء هذا الملف.
وذكر الباحث ذاته أن الاستطلاع يوضح أن ترتيب المخاطر الخارجية، كما يراها الجمهور الأميركي، تتمثل في التهديد النووي الذي تشكله كوريا الشمالية، وحروب السايبر التي تشنها الدول الأخرى، وتنظيم "داعش".
وأشارت الدراسة إلى أن "ما يعزز الحاجة إلى مراعاة توجهات الرأي العام الأميركي حقيقة أن استطلاعات الرأي العام التي جرت مؤخرا تؤكد أنه يولي أهمية كبيرة للقضايا الدولية، لا سيما تلك المتعلقة بالشرق الأوسط"، لافتة الأنظار إلى حقيقة أنه، بخلاف الانطباع السائد، فإن استطلاعات الرأي العام أشارت إلى أن "الرأي العام الأميركي لا يتبنى توجهات انعزالية، حيث يولي اهتماما بالقضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية أكبر من الاهتمام بالاقتصاد وفرص العمل، إلى جانب حدوث تراجع واضح على تأييد الأميركيين للاهتمام بالقضايا الداخلية".
ولفتت الدراسة إلى أن تراجع تقدير الأميركيين لروسيا كمصدر خطر على المصالح الأميركية يمثل تحولا إيجابيا، على اعتبار أنه يسمح بتوفير بيئة داخلية تمنح ترامب القدرة على التوصل إلى تفاهمات مع روسيا بشأن سورية تخدم المصالح الإسرائيلية، وذلك بعد أن يتم تجاوز التحقيقات التي تجريها المؤسسات القضائية الأميركية في تورط روسيا في التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.
وأوضحت الدراسة أن المواجهة التي خاضها نتنياهو ضد إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، أسهمت في تعميق الاستقطاب داخل المجتمع الأميركي في كل ما يتعلق بتأييد إسرائيل، وأدت إلى تهاوي التأييد لإسرائيل في أوساط الديمقراطيين.
ودعت الدراسة صناع القرار في تل أبيب إلى "الشروع في إجراء حوار مع القيادات الديمقراطية في الولايات المتحدة، إلى جانب إجراء حملات لإطلاع الجمهور الديمقراطي على وجهة النظر الإسرائيلية ومحاولة إقناعه بها".