قال مركز أبحاث رائد في إسرائيل إن انفجار الاحتجاجات الجماهيرية على نظام الحكم الجزائري تدل على أن التخويف بمصير سورية وليبيا واليمن، لم يعد يردع الجماهير العربية عن الوقوف في وجه نظم الحكم والمطالبة بحقوقها السياسية.
واعتبر "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أن انفجار الاحتجاجات الجماهيرية العارمة في الجزائر، يدل على أن المواطنين هناك لم يعودوا قادرين على "التطبع" مع العيش تحت نظام الحكم القائم.
وحذر المركز في دراسة أعدتها الباحثة سارة فوري، ونشرت على موقعه مساء أمس، من أن البيئة الاستراتيجية لإسرائيل يمكن أن تتأثر بشكل كبير بالتطورات في الجزائر، على اعتبار أن دولاً عربية تقع في محيطها يمكن أن تتأثر بالأحداث هناك.
ونوهت الدراسة إلى أنه حتى انفجار الاحتجاجات في الجزائر، بدا وكأن المنطقة المغاربية قد استسلمت للعيش في ظل انسداد الأفق السياسي، رغم أن التحديات الاجتماعية والاقتصادية ومشاكل الحكم بقيت على حالها.
ورأت معدة الدراسة أن الحلقة المفقودة في الهبة الجزائرية تكمن في عدم تمكن القائمين عليها حتى الآن من إنجاز "خارطة طريق"، ومحاولة فرضها على النظام الحاكم.
ودعت الدراسة صناع القرار في تل أبيب للتحوط للتداعيات التي يمكن أن تسفر عنها التحولات في المنطقة والمبادرة بالتعاون مع نظام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي لمواجهة التبعات "السلبية" التي يمكن أن تسفر عنها حالة انعدام الاستقرار في منطقة المغرب العربي في أعقاب التحولات المتلاحقة.
وشددت على أن التعاون الأمني والاستخباري مع نظام السيسي يمكن أن يمنح إسرائيل القدرة على مواجهة خطر تدفق السلاح من منطقة المغرب العربي إلى شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة.
وأضافت أن تدشين العلاقات الدبلوماسية مع تشاد وتطوير التعاون الأمني والاستخباري معها يكتسب أهمية كبيرة، على اعتبار أن إسرائيل بإمكانها توظيف هذه الدولة في التصدي لظاهرة تسرب السلاح من المنطقة إلى غزة.
وأشارت الدراسة إلى أن التحولات التي يشهدها العالم العربي تدل على أن الإسلام السياسي قائم ويحافظ على نشاطه.
ونوهت إلى أنه على الرغم من الانقلاب الذي قاده السيسي في مصر، والذي أطاح بالرئيس محمد مرسي وما أعقبه من قمع تتعرض له جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أنه من السابق لأوانه نعي الإسلام السياسي، الذي يحافظ على تمثيل قوي في المغرب العربي، سيما في تونس والمغرب.
وتوقعت الدراسة أن تسهم التحولات التي تشهدها الجزائر والمغرب العربي في تعزيز الحضور الروسي في المنطقة، مشيرة إلى أن روسيا حرصت على التوصل لاتفاقات في العديد من المجالات الاقتصادية مع دول المنطقة.