أظهرت دراسة أجراها عقيد في الجيش الإسرائيلي، حظّر نشرها لثلاثة عقود، أنه خلافاً للاعتقاد السائد في إسرائيل بأن وزير الأمن الإسرائيلي خلال اجتياح لبنان في عام 1982، أرييل شارون ضلل رئيس الوزراء مناحيم بيغن وباقي وزراء الحكومة خلال العملية، فإن الحقيقة هي أن مخطط اجتياح بيروت كان مقرراً في الخطة الأصلية لحرب لبنان، وبالتوافق بين شارون وبيغن ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، آنذاك رفائيل إيتان.
كما تبين الدراسة المذكورة، التي نشرتها يوم الأحد صحيفة "هآرتس"، أنه كان للحرب على لبنان أهداف أخرى غير المعلنة، وغير هدف إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان وطرد منظمة التحرير منها. وشملت الأهداف إيجاد تواصل مسيحي بين شمال لبنان وجنوبه، يكون مريحاً لدولة إسرائيل ويمكّن من تشكيل حكومة مريحة لتل أبيب.
ووفق التقرير، الذي نشره المحلل العسكري للصحيفة أمير أورن، فإن الدراسة المقصودة وضعها قبل ثلاثين عاماً العقيد مئير مانتس، وضابط الاستخبارات إيتان كالمر. وقد أخفتها قيادة جيش الاحتلال ومنعت نشرها لكشفها حقيقة اتفاق الرؤوس الثلاثة؛ بيغن وشارون وإيتان على بنودها المفصلة وتضليل باقي وزراء الحكومة.
ويشكّل هذا التقرير عن الدراسة المذكورة سابقة من شأنها أن تغير كثيراً من السيرة العسكرية لكل من شارون وإيتان وبيغن نفسه، الذي ساد الاعتقاد في إسرائيل أنه اعتزل السياسة بعد الحرب المذكورة عندما تبين له أن شارون خدعه.
وتبيّن الدراسة أن شعار "حرب لغاية 40 كيلومتراً في الأراضي اللبنانية" كان متفقاً عليه بين الأقطاب الثلاثة، ومنذ اللحظة الأولى، إن لم يكن ضمن خطط سابقة أعدها الجيش قبل شن الحرب رسمياً.
ووفقاً للدراسة، التي لم تنشر بعد، وحسب ما جاء في "هآرتس"، فقد امتازت سياسة التدخل الإسرائيلي في لبنان بالسعي إلى "مساعدة المسيحيين في شمال لبنان وجنوبه، وازدادت مع وصول الليكود إلى السلطة في إسرائيل، وخصوصاً بعد استقالة وزير الأمن العيزر فايتسمان، أي في الفترة التي كان فيها شارون وإيتان في مركز صناعة القرار إلى جانب بيغن (الذي تولى وزارة الأمن من صيف 1980 حتى صيف 1982).
وتعود بذور "أهداف" الحرب على لبنان، كما تكشفها الدراسة، إلى سبتمبر/ أيلول من العام 1979، أي بعد عام ونصف عام من عملية الليطاني. فقد حدد وزير الأمن آنذاك، فايتسمان، أهداف الحرب المقبلة بـ"تدمير قوة المخربين في جنوب لبنان ومنطقة الساحل". أما الهدف الثانوي فكان "الطموح إلى الربط بين الجيوب المسيحية في منطقة جونيه في الشمال مع المنطقة الجنوبية على امتداد الساحل، ومحاولة تشكيل حكومة مريحة لإسرائيل".
وأعد الجيش الإسرائيلي، تبِعاً لتوجيهات فايتسمان، خطة عسكرية حملت اسم "أبناء الذوات" لاحتلال جنوب لبنان، في إشارة إلى رئيس حزب الوطنيين الأحرار، داني شمعون والرئيس المؤسس لحزب الكتائب بيار الجميل.
وفي مايو/أيار، أي قبل الانتخابات التي أبقت بيغن رئيساً للحكومة ونصبت شارون وزيراً للأمن، أجريت في هيئة الأركان مناورة حرب وهمية تعاملت مع ثلاث خطط عسكرية لـ"تدمير القوات السورية والمخربين" في مناطق مختلفة في لبنان. وتم ذلك "بهدف خلق شروط ملائمة لتسوية سياسية جديدة داخل لبنان، من شأنها تحسين الوضع الأمني لإسرائيل"، أو "اتاحة حرية الحركة في الأجواء اللبنانية وتوسيع الحزام الأمني ليصل إلى بلدات الشمال في لبنان. وبلورت حكومة بيغن بدورها خطة جديدة حملت اسم "الأرز"، استمراراً لخطة "أبناء الذوات"".
مع ذلك، وعلى مدار عامين قبل الحرب، لم تجرِ الحكومة الإسرائيلية أي نقاش حول أهداف الحرب أو العملية. واستغلت هيئة الأركان وقسم العمليات هذا الفراغ لتوسيع أهداف الحرب وقلب سلم الأولويات.
وتوضح الدراسة أنه مع تولي شارون وزارة الأمن تم إبعاد قائد الجبهة الشمالية، افيغدور (يانوش) بن غال، وإعداد خطة جديدة تعرض لأول مرة حملت عنوان "الصنوبر".
وقد حدد شارون أهداف الخطة الجديدة في 30 أكتوبر/تشرين الأول من العام 1981 بـ"القضاء على الإرهابيين وقواتهم وقواعدهم العسكرية والسياسية". وكان شارون يدرك، خلافاً لوزراء الحكومة، أن الهجوم على القوات الفلسطينية بالمدفعية لن يكون كافياً ولا ناجعاً طالما ظلّت مقار القيادة العسكرية "محصنة" وغير مستهدفة، لذلك أدرج شارون ضمن أولويات أهدافه ضرب المراكز القيادية.
وأعلن شارون أمام هيئة الأركان أن "المقصود منذ البداية أن الهدف يشمل بيروت، وأنه سيتم تخطيط العملية بشكل تصاعدي وذلك أيضاً تحسباً لرد أميركي معارض في حال عُرضت خطة الحرب الكاملة.
وأوضح شارون أنه لهذا السبب لن يتم اشراك كل القوات في الهجوم منذ البداية، ولكن يجب عدم الاكتفاء بمخططات جزئية بل يجب وضع خطة تتجاوب مع كل الأهداف. وهي "بناء علاقات بسرعة مع المسيحيين سريعاً، وإجبار السوريين على الانسحاب ودفع المقاومة الفلسطينية إلى الانسحاب من دون الحاجة إلى مواجهتها عملياتياً وبشكل جوهري".
وتضيف الدراسة، أنه مع تعيين شارون وزيراً للأمن "هبت رياح جديدة انعكست على أهداف الحرب وأعيد طرح القضاء على المقاومة الفلسطينية على رأس سلم الأولويات، وتم لأول مرة إضافة بيروت إلى أهداف الحرب، واعتبار تغيير السلطة في لبنان هدفاً لا يخضع لأي شروط".
ووفقاً لـ"هآرتس" انفرد شارون بمسؤولية العلاقات بين الجيش والحكومة. وبما أن القيادة العسكرية كانت متحمسة للحرب، فإنه لم تكن هناك أي قناة رسمية يمكن من خلالها تحذير وزراء الحكومة من مخططات الثلاثي بيغن وشارون وإيتان الواسعة، وأن الاعلان عن حملة عسكرية محدودة كان مضللاً لهم.
وفقط في الرابع من مايو/أيار 1982، قال شارون خلال لقاء مع ضباط الجيش الإسرائيلي في القيادة الشمالية إنه "يجب دراسة إمكانية خلق واقع سياسي آخر في لبنان، ما دام الجيش سيتواجد في بيروت". وأوضح في حينه أن "الخروج إلى الحرب ليس هدفاً اسرائيلياً، ولكن ما دمنا سنخرج، يجب فحص هذه الإمكانية".
ورأى أن الجيش، الذي سيصل إلى بيروت لطرد القوات السورية منها خلال أربعة أيام، سيضطر إلى البقاء فيها لتحقيق هذا الهدف لفترة تتراوح بين ثلاثة أشهروستة أشهر على الأقل".
لكن شارون، كما يقول أورن في تقريره، "أخطأ بعض الشيء، فقد بقي الجيش في لبنان، خارج بيروت (وليس داخل المدينة) 18 عاماً وليس نصف سنة". وأضاف "كان شارون يجيد اختيار الجمهور الذي يكشف أمامه خططه العسكرية، لم يفعل ذلك أمام الوزراء وأعضاء الحكومة وإنما فقط أمام القادة العسكريين". وخلص أورن إلى القول "تمكن شارون وبيغن وإيتان من إخفاء النوايا الحقيقية للحرب عن الوزراء والجنود والمواطنين".
كما تبين الدراسة المذكورة، التي نشرتها يوم الأحد صحيفة "هآرتس"، أنه كان للحرب على لبنان أهداف أخرى غير المعلنة، وغير هدف إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان وطرد منظمة التحرير منها. وشملت الأهداف إيجاد تواصل مسيحي بين شمال لبنان وجنوبه، يكون مريحاً لدولة إسرائيل ويمكّن من تشكيل حكومة مريحة لتل أبيب.
ووفق التقرير، الذي نشره المحلل العسكري للصحيفة أمير أورن، فإن الدراسة المقصودة وضعها قبل ثلاثين عاماً العقيد مئير مانتس، وضابط الاستخبارات إيتان كالمر. وقد أخفتها قيادة جيش الاحتلال ومنعت نشرها لكشفها حقيقة اتفاق الرؤوس الثلاثة؛ بيغن وشارون وإيتان على بنودها المفصلة وتضليل باقي وزراء الحكومة.
ويشكّل هذا التقرير عن الدراسة المذكورة سابقة من شأنها أن تغير كثيراً من السيرة العسكرية لكل من شارون وإيتان وبيغن نفسه، الذي ساد الاعتقاد في إسرائيل أنه اعتزل السياسة بعد الحرب المذكورة عندما تبين له أن شارون خدعه.
وتبيّن الدراسة أن شعار "حرب لغاية 40 كيلومتراً في الأراضي اللبنانية" كان متفقاً عليه بين الأقطاب الثلاثة، ومنذ اللحظة الأولى، إن لم يكن ضمن خطط سابقة أعدها الجيش قبل شن الحرب رسمياً.
ووفقاً للدراسة، التي لم تنشر بعد، وحسب ما جاء في "هآرتس"، فقد امتازت سياسة التدخل الإسرائيلي في لبنان بالسعي إلى "مساعدة المسيحيين في شمال لبنان وجنوبه، وازدادت مع وصول الليكود إلى السلطة في إسرائيل، وخصوصاً بعد استقالة وزير الأمن العيزر فايتسمان، أي في الفترة التي كان فيها شارون وإيتان في مركز صناعة القرار إلى جانب بيغن (الذي تولى وزارة الأمن من صيف 1980 حتى صيف 1982).
وتعود بذور "أهداف" الحرب على لبنان، كما تكشفها الدراسة، إلى سبتمبر/ أيلول من العام 1979، أي بعد عام ونصف عام من عملية الليطاني. فقد حدد وزير الأمن آنذاك، فايتسمان، أهداف الحرب المقبلة بـ"تدمير قوة المخربين في جنوب لبنان ومنطقة الساحل". أما الهدف الثانوي فكان "الطموح إلى الربط بين الجيوب المسيحية في منطقة جونيه في الشمال مع المنطقة الجنوبية على امتداد الساحل، ومحاولة تشكيل حكومة مريحة لإسرائيل".
وأعد الجيش الإسرائيلي، تبِعاً لتوجيهات فايتسمان، خطة عسكرية حملت اسم "أبناء الذوات" لاحتلال جنوب لبنان، في إشارة إلى رئيس حزب الوطنيين الأحرار، داني شمعون والرئيس المؤسس لحزب الكتائب بيار الجميل.
وفي مايو/أيار، أي قبل الانتخابات التي أبقت بيغن رئيساً للحكومة ونصبت شارون وزيراً للأمن، أجريت في هيئة الأركان مناورة حرب وهمية تعاملت مع ثلاث خطط عسكرية لـ"تدمير القوات السورية والمخربين" في مناطق مختلفة في لبنان. وتم ذلك "بهدف خلق شروط ملائمة لتسوية سياسية جديدة داخل لبنان، من شأنها تحسين الوضع الأمني لإسرائيل"، أو "اتاحة حرية الحركة في الأجواء اللبنانية وتوسيع الحزام الأمني ليصل إلى بلدات الشمال في لبنان. وبلورت حكومة بيغن بدورها خطة جديدة حملت اسم "الأرز"، استمراراً لخطة "أبناء الذوات"".
مع ذلك، وعلى مدار عامين قبل الحرب، لم تجرِ الحكومة الإسرائيلية أي نقاش حول أهداف الحرب أو العملية. واستغلت هيئة الأركان وقسم العمليات هذا الفراغ لتوسيع أهداف الحرب وقلب سلم الأولويات.
وتوضح الدراسة أنه مع تولي شارون وزارة الأمن تم إبعاد قائد الجبهة الشمالية، افيغدور (يانوش) بن غال، وإعداد خطة جديدة تعرض لأول مرة حملت عنوان "الصنوبر".
وقد حدد شارون أهداف الخطة الجديدة في 30 أكتوبر/تشرين الأول من العام 1981 بـ"القضاء على الإرهابيين وقواتهم وقواعدهم العسكرية والسياسية". وكان شارون يدرك، خلافاً لوزراء الحكومة، أن الهجوم على القوات الفلسطينية بالمدفعية لن يكون كافياً ولا ناجعاً طالما ظلّت مقار القيادة العسكرية "محصنة" وغير مستهدفة، لذلك أدرج شارون ضمن أولويات أهدافه ضرب المراكز القيادية.
وأعلن شارون أمام هيئة الأركان أن "المقصود منذ البداية أن الهدف يشمل بيروت، وأنه سيتم تخطيط العملية بشكل تصاعدي وذلك أيضاً تحسباً لرد أميركي معارض في حال عُرضت خطة الحرب الكاملة.
وأوضح شارون أنه لهذا السبب لن يتم اشراك كل القوات في الهجوم منذ البداية، ولكن يجب عدم الاكتفاء بمخططات جزئية بل يجب وضع خطة تتجاوب مع كل الأهداف. وهي "بناء علاقات بسرعة مع المسيحيين سريعاً، وإجبار السوريين على الانسحاب ودفع المقاومة الفلسطينية إلى الانسحاب من دون الحاجة إلى مواجهتها عملياتياً وبشكل جوهري".
وتضيف الدراسة، أنه مع تعيين شارون وزيراً للأمن "هبت رياح جديدة انعكست على أهداف الحرب وأعيد طرح القضاء على المقاومة الفلسطينية على رأس سلم الأولويات، وتم لأول مرة إضافة بيروت إلى أهداف الحرب، واعتبار تغيير السلطة في لبنان هدفاً لا يخضع لأي شروط".
ووفقاً لـ"هآرتس" انفرد شارون بمسؤولية العلاقات بين الجيش والحكومة. وبما أن القيادة العسكرية كانت متحمسة للحرب، فإنه لم تكن هناك أي قناة رسمية يمكن من خلالها تحذير وزراء الحكومة من مخططات الثلاثي بيغن وشارون وإيتان الواسعة، وأن الاعلان عن حملة عسكرية محدودة كان مضللاً لهم.
وفقط في الرابع من مايو/أيار 1982، قال شارون خلال لقاء مع ضباط الجيش الإسرائيلي في القيادة الشمالية إنه "يجب دراسة إمكانية خلق واقع سياسي آخر في لبنان، ما دام الجيش سيتواجد في بيروت". وأوضح في حينه أن "الخروج إلى الحرب ليس هدفاً اسرائيلياً، ولكن ما دمنا سنخرج، يجب فحص هذه الإمكانية".
ورأى أن الجيش، الذي سيصل إلى بيروت لطرد القوات السورية منها خلال أربعة أيام، سيضطر إلى البقاء فيها لتحقيق هذا الهدف لفترة تتراوح بين ثلاثة أشهروستة أشهر على الأقل".
لكن شارون، كما يقول أورن في تقريره، "أخطأ بعض الشيء، فقد بقي الجيش في لبنان، خارج بيروت (وليس داخل المدينة) 18 عاماً وليس نصف سنة". وأضاف "كان شارون يجيد اختيار الجمهور الذي يكشف أمامه خططه العسكرية، لم يفعل ذلك أمام الوزراء وأعضاء الحكومة وإنما فقط أمام القادة العسكريين". وخلص أورن إلى القول "تمكن شارون وبيغن وإيتان من إخفاء النوايا الحقيقية للحرب عن الوزراء والجنود والمواطنين".