دراسات جينية تكتشف سلفاً بشرياً لم يُعثر على مستحاثته

13 فبراير 2020
درس العلماء تسلسل الحمض النووي لسكان غرب أفريقيا (Getty)
+ الخط -
اكتشف الباحثون، باستخدام الأساليب الإحصائية، مجموعة غامضة من البشر القدماء الذين عاشوا في أفريقيا قبل حوالي نصف مليون عام، ولم يُعثر إلى اليوم على دلائل أحفورية تتعلق بهم، لكنّ جيناتهم لا تزال موجودة في البشر.

وظهرت آثار السلف المجهول بعد أن درس العلماء تسلسل الحمض النووي (الجينوم) لسكان غرب أفريقيا، ووجدوا أنّ ما يصل لخمس الحمض النووي الخاص بهم يعود لهذا السلف، مما قد يشير إلى أنّ أسلاف البشر المعاصرين في غرب أفريقيا تزاوجوا منذ عشرات آلاف السنين مع الأسلاف المجهولين الذين لم تكتشف مستحاثاتهم بعد، مثلما تزاوج الأوروبيون القدماء مع البشر البدائيين (النياندرتال)، وفقاً لموقع "ذا غارديان" أمس الأربعاء.

وعلى عكس عالمنا اليوم، كان العالم في يوم من الأيام موطناً للعديد من أنواع الجنس البشري التي تشير الدراسات لاحتمالية تزاوجها بعضها مع البعض الآخر، ونتيجة لذلك يحمل الأوروبيون المعاصرون جينات من "النياندرتال" حتى اليوم، بينما يحمل الأستراليون الأصليون جينات من "الدينيسوفان" (نوع منقرض آخر من البشر القدماء).
 
أشارت دراسات سابقة إلى أنّ أنواعاً أخرى من البشر القدماء كانوا يجوبون أفريقيا ذات يوم، لكن من دون العثور على مستحاثات تؤكد ذلك، مما دفع الباحثين للمضي قدماً في تحليل الجينوم الأفريقي، بحثاً عن أجزاء من الحمض النووي مختلفة عن جينات البشر المعاصرين، وقارنوا الجينات التي وجدوها بجينات "النياندرتال" و"الدينيسوفان"، فخلصوا إلى أنها تعود لسلف غير معروف من البشر القدماء.

وشملت الدراسة الحديثة 4 مجموعات حمض نووي من 3 بلدان، اثنتين من نيجيريا وواحدة من سيراليون وواحدة من غامبيا، ولم يتوصل البحث لنتائج نهائية بعد، ولكنه يرجح أنّ السلف غير المعروف بعد، عاش قبل نحو نصف مليون سنة تقريباً، واختلط مع أسلاف البشر غرب أفريقيا في مرحلة ما خلال الـ 124 ألف سنة الماضية.

كما أشار البحث إلى أنّ تفسير النتائج قد يكون أكثر تعقيداً، مثل وجود موجات متعددة من التزاوج على مدى آلاف السنين، أو وجود أسلاف متعددين من البشر القدماء غير المعروفين، وقد تكون المسألة الحاسمة لهذا الأمر هي اكتشاف مستقبلي لمستحاثات أنواع غير معروفة بعد، من البشر القدماء في أفريقيا.

المساهمون