دبلوماسي سوري معارض: روسيا مارست الخداع في اتفاق أنقرة

31 ديسمبر 2016
النظام ومليشياته يواصلان خرق الهدنة (مجد الحلبي/الأناضول)
+ الخط -
قال دبلوماسي سوري معارض إن روسيا "خدعت" المعارضة السورية المسلحة في اتفاق وقف إطلاق النار مع قوات النظام، والذي وُقّع الخميس الماضي في العاصمة التركية أنقرة بضمانة روسيا وتركيا، في الوقت الذي قالت فيه فصائل في "الجيش السوري الحر" إن هناك اختلافًا بين نسخة الاتفاق التي وقعت عليها المعارضة السورية المسلحة والنسخة التي وقع عليها النظام، داعية مجلس الأمن إلى "التمهل" في تبنّي الاتفاق.

وأوضح سفير "الائتلاف الوطني السوري" في روما، بسام العمادي، أنه "لم يعد هناك شك في أن الطرف الروسي خدع الفصائل الثورية"، مشيرًا، في منشور على صفحته على موقع فيسبوك إلى أن الورقة التي وقعها النظام "تقول إنه إعلان لوقف إطلاق النار وليس اتفاقًا، بما يعني أن نظام بشار الأسد هو الطرف الأساس والمبادر بوقف إطلاق النار، وأن الفصائل الثورية انضمت إليه كتابع".

وبيّن العمادي أن مقدمة الورقة تذكر: "حكومة الجمهورية العربية السورية"، مما يعطي نظام بشار الأسد الشرعية كحكومة، ويجعل الطرف الآخر معارضة وليس ثورة، لأن الثورة تنزع الشرعية عن الحكم القائم.

وأوضح العمادي، وهو سفير سابق لسورية في السويد، أن "ورقة أنقرة" تشير إلى أن "الحكومة" ستشكل وفدًا، وأن هذا الوفد "سيبدأ بالعمل المشترك مع الطرف المعارض"، مضيفًا: "العمل المشترك هنا لا يعني تفاوضًا، بل تعاون مع وفد الحكومة لوضع خارطة طريق من أجل تسوية الأزمة السياسية الداخلية في سورية"، أي أن ما يجري، استنادًا إلى الورقة، هو أزمة سياسية داخلية، وليس ثورة تستلزم تغييرًا شاملًا للنظام، وفق العمادي.

وأشار العمادي إلى أن ورقة الاتفاق مليئة بـ"الأفخاخ، والعبارات الخاطئة، وغير المقبولة"، بهدف "إظهار الخداع والاستهتار الروسي بالثورة والثوار".

وعاتب العمادي فصائل المعارضة السورية المسلحة على "عدم الاستعانة بفريق مختص، من جميع الاختصاصات القانونية والدبلوماسية واللغوية، لتجنب الوقوع في مثل هذا الفخ الذي نصبته روسيا والنظام لها"، مضيفًا: "لا يقبل أي مهني توقيع اتفاق على ورقتين منفصلتين، لأن جميع الاتفاقات يوقع فيها الطرفان كلا النسختين الأصليتين".



وقالت فصائل معارضة موقّعة على اتفاق وقف إطلاق النار مع موسكو، اليوم السبت، إنّ روسيا قدمت للنظام السوري ورقة غير الورقة التي تم التوقيع عليها معها، وأكدت أنها غير معنية بأي اتفاق لم توقع عليه.

وجاء في بيان عن الفصائل: "فاجأتنا تصريحات متتالية من مسؤولين روس تؤكد تفسير اتفاق مناقض لما اتفقنا عليه وما تعكسه الوثيقة، كما فوجئنا بأنّ النسخة المقدمة للنظام مختلفة عن النسخة التي وقّعنا عليها في عدة مواطن، كما حُذفت منها عدة نقاط رئيسية وجوهرية غير قابلة للتفاوض".

والفصائل الموقعة على البيان هي، "جبهة أهل الشام، جيش إدلب الحر، الجبهة الشامية، صقور الشام، جيش الإسلام، لواء شهداء الإسلام، فيلق الرحمن، جيش النصر، جيش العزة، الفرقة الأولى الساحلية، وتجمع فاستقم كما أمرت".

ولفت البيان إلى أن قوات النظام ما زالت مستمرة في خروقها وقف إطلاق النار، إذ تحاول اقتحام منطقة وادي بردى في ريف دمشق، بدعم من مليشيات إيران، بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي.

وتابعت الفصائل في بيانها: "نؤكد استمرار النظام في خروقاته وقصفه ومحاولات اقتحامه مناطق تحت سيطرة فصائل المعارضة، ما يجعل الاتفاق لاغيًا، ونحذّر المجتمع الدولي من مجزرة يحضّر لها النظام وحزب الله في منطقة وادي بردى، ستؤدي إلى إنهاء الاتفاق فورًا".

ودعت الفصائل الطرف الروسي، والذي وقّع الاتفاقية كضامن للنظام وحلفائه، إلى أن يتحمل مسؤولياته، مؤكدة رفضها أيّ استثناء داخل اتفاق الهدنة، ومعتبرة وجود الاستثناءات إخلالًا بما تم الاتفاق عليه".

وأضافت الفصائل في بيانها: "نحن ملتزمون التزامًا كاملًا بوقف إطلاق النار، وفق هدنة شاملة لا تستثني أي منطقة أو فصيل يوجد في مناطق المعارضة، ونحن معنيون فقط بما تم التوقيع عليه من قبلنا، وأي اتفاق لم نوقّع عليه لسنا معنيين به على الإطلاق".

ودعت مجلس الأمن إلى "التمهّل في تبني الاتفاق إلى حين التزام روسيا بتعهداتها، والتزامها بضبط النظام وحلفائه"، وفق البيان.