قال مسؤولون عراقيون، اليوم الاثنين، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أدخل إلى المنطقة الغربية من العراق عشرات الدبابات والمدرعات السورية التي استولى عليها من جيش النظام السوري، وسط توقعات بقرب شنه هجمات جديدة تستهدف مدنا عدة في محافظة الأنبار، غرب البلاد.
وقال العقيد بقوات الطوارئ التابعة لوزارة الداخلية عاشور جلو، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "المعلومات والتقارير حول وصول دبابات ومدرعات للمنطقة الغربية من العراق قادمة من سورية حقيقية".
وأشار إلى أن "نحو 30 دبابة من طراز تي 72 تابعة لنظام الأسد أدخلها داعش إلى المنطقة الغربية عبر الحدود بين البوكمال السورية والقائم العراقية"، مبينا خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم يخفي الدبابات السورية في منطقة الوديان المحاذية لبحيرة حديثة (غرب الأنبار) وفي منطقة القائم.
وأضاف أن "منطقة الوديان تضم مساحات وحفر عميقة، يمكن من خلالها إخفاء عدد كبير من الدبابات والآليات الثقيلة الأخرى"، مشيراً إلى امتلاك "داعش" لعدد آخر من الدبابات العراقية التي حصل عليها أثناء معارك سابقة مع الجيش العراقي.
وحذّر جلو من خطورة الموقف في مدينة حديثة والمناطق المحيطة بها، بسبب امتلاك التنظيم دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى يمكن استخدامها في معارك جديدة.
فيما رجح ضابط بالجيش العراقي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "يكون التنظيم يخطط لهجمات جديدة غرب العراق لتخفيف الضغط على قواته في الموصل، من خلال فتح أكثر من جبهة"، مبينا أن "تقارير استخبارية من مصادر لدى الجيش في مناطق تواجد داعش بالمدن الغربية أكدت ذلك".
وفي سياق متصل، قال القيادي بـ"الحشد العشائري" في محافظة الأنبار، حامد العيثاوي، اليوم الاثنين، إن "خطر تنظيم داعش بدأ بالازدياد بشكل كبير بعد حصوله على آليات ثقيلة قام بنقلها أخيرا من سورية"، مؤكدا خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم تمكن خلال سيطرته على مدينة تدمر السورية أخيرا من الاستيلاء على دبابات ومدافع قد تكون ما نشاهد اليوم جزءا منها وقام بنقلها إلى العراق".
وأضاف القيادي "تمكن عناصر داعش من إخفاء أغلب هذه الآليات في خنادق بصحراء وأودية غرب الأنبار"، مبينا أن "هذا السلاح الخطير لداعش لا يمكن السيطرة عليه دون التنسيق مع طيران التحالف الدولي، لشن غارات مكثفة ودقيقة في هذه المناطق".
وحصول تنظيم "داعش" على أسلحة وصفت بالخطيرة قد يغيّر مسار المعارك في مختلف المدن العراقية، وليس في الأنبار فقط، بحسب أستاذ الاستراتيجية بجامعة النهرين، علي البدري، الذي أكد لـ"العربي الجديد"، أن "خطر التنظيم سيكون أكبر في ظل امتلاكه دبابات وأسلحة ثقيلة تقول القيادات العراقية إنه استولى عليها من الجيش السوري".
وشدد البدري على "ضرورة اتخاذ القوات العراقية إجراءات أمنية مكثفة، في المناطق المحررة من داعش، خشية تعرضها لهجمات مباغتة"، محذرا من "نية التنظيم حرف بوصلة المعارك من الموصل نحو الأنبار، لعرقلة التقدم الذي تحرزه القوات العراقية هناك".