يتابع العراق خطوات الانفتاح وتطوير علاقاته مع محيطه العربي والإقليمي، بعد رحيل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عن رئاسة الحكومة، وفي هذا السياق، تندرج زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الذي وصل البلاد أمس الخميس، تلبية لدعوة نظيره العراقي حيدر العبادي.
وتُعّد زيارة داود أوغلو إلى العراق، بداية لصفحة جديدة من العلاقات المشتركة والتوافق المشترك بين البلدين، بعد قطيعة امتدت طيلة فترة المالكي، التي استمرّت لدورتين برلمانيتين، أثّرت على مجمل العلاقات بين البلدين.
والتقى رئيس الوزراء التركي بعد وصوله إلى بغداد العبادي، كما سيلتقي عدداً من المسؤولين العراقيين في الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، لبحث العلاقات المشتركة وتوطيدها وتدعيمها اقتصادياً.
ويكشف القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان لـ "العربي الجديد"، أنّ "زيارة داود أوغلو ستركّز على ملفين فقط، الأول سياسي وهو توطيد العلاقات المشتركة والتي شهدت شبه قطيعة استمرت طيلة فترة حكم المالكي، لاختلاف الرؤى والتوجّهات، فضلاً عن أنّ سياسة العراق طيلة الفترة السابقة شابها التشنّج مع أغلب الدول المجاورة باستثناء إيران، الأمر الذي خلق شبه عزلة للعراق وتحديداً مع تركيا".
ويوضح عثمان أنّ "الملف الثاني سيكون اقتصادياً، إذ سيبحث وزير الخارجية التركي والوفد المرافق له تصدير النفط العراقي عبر تركيا، وخصوصاً بعد الاتفاق بين بغداد وأربيل، فضلاً عن الاستثمارات التي تطمح تركيا للحصول عليها في العراق".
ويشدد على أنه "لن يتمّ خلال الزيارة بحث أي ملف أمني نهائياً"، موضحاً أنّه "لا توافق عراقي تركي بشأن الملف الأمني، لأنّ البلدين مختلفان بهذا الملف جملة وتفصيلاً".
ويشير القيادي في التحالف الكردستاني إلى أنّ "العقدة في الملف الأمني، والتي لا حل لها بين العراق وتركيا هي الملف السوري، الذي يُعقّد أي بحث في الملف الأمني، لأن تركيا ضدّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والحكومة العراقية مع النظام، ولا يمكن لأي منهما أن يقدم تنازلات في هذا الشأن"، لذا فإنّ "الطرفين اتفقا على إبعاد كل ملف قد يعكّر صفو الصفحة الجديدة التي يحاول العراق فتحها مع تركيا".
كما يؤكد مصدر في "التحالف الوطني" لـ "العربي الجديد"، أنّ "أيّ حديث في الإعلام عن مباحثات وتعاون عسكري بين العراق وتركيا هو مجرد كلام لا صحّة له، ولا يوجد أي شيء من هذا القبيل على جدول أعمال الزيارة".
ويوضح المصدر أنّ الزيارة، التي تستمر يومين، هي "زيارة بروتوكولية استجابة لدعوة من العبادي، لكنّ أهميتها تكمن في تركيزها على فتح صفحة جديدة من العلاقات العراقية ــ التركية"، مضيفاً أنّ "العراق هو الذي بادر لإصلاح العلاقات بين البلدين لحاجته إلى طي صفحة القطيعة التي أوجدها المالكي خلال فترة حكمه".