وأفاد شهود عيان من مدينة الباب، التي يسيطر عليها "داعش" في ريف حلب الشرقي، في تصريحات إلى "العربي الجديد"، عن "قيام كوادر التنظيم الفنية، بفك معدات مؤسسة المطاحن، الملحقة بصوامع مدينة الباب، بالإضافة إلى قيام شاحنات تابعة للتنظيم، بعملية نقل مستمرة لكميات القمح الكبيرة، المخزنة في صوامع الحبوب في المدينة، نحو مناطق سيطرة التنظيم في محافظتي الرقة ودير الزور شرقي سورية".
وتتمتع صوامع الحبوب في مدينة الباب، بأهمية استراتيجية خاصة، نظراً لكونها من أكبر صوامع الحبوب في ريف حلب، وتتسع لنحو 100 ألف طن من الحبوب، بسعتها القصوى. ويدير "داعش" الصوامع منذ سيطرته على مدينة الباب، في فبراير/شباط من العام الماضي.
وكانت صوامع الحبوب والمطاحن، الواقعة غرب مدينة الباب، قد تعرضت لقصف من طيران التحالف الدولي، في أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي، نظراً لتحويل التنظيم بعض المستودعات التابعة لها إلى مستودعات لآلياته الثقيلة ومعداته العسكرية.
على صعيد متصل، تحدث شهود عيان في بلدة أخترين، التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" في ريف حلب الشمالي، عن قيام التنظيم بإيقاف عمل الفرن الآلي الذي يعتمد عليه سكان البلدة وريفها في الحصول على مادة الخبز. وتلا ذلك عمليات تفكيك لخطوط الإنتاج في الفرن، قبل أن يقوم مسلّحو "داعش" بنقلها نحو مناطق مجهولة في شرق سورية.
وفي موازاة عملية نقل الفرن، فكّك التنظيم معدات فرع شركة الهاتف في البلدة، إذ قام مسلّحوه، بتفكيك مولدات الكهرباء والبطاريات الضخمة وأجهزة البث والاستقبال المركبة على الأبراج، كما نقل أبراج اتصالاته اللاسلكية في المنطقة نحو أماكن مجهولة، بحسب ما ذكر شهود عيان. ويترافق كل ذلك مع تحركات عسكرية يقوم بها التنظيم في المنطقة القريبة من خطوط تماسه مع قوات المعارضة السورية المسلحة، التي تسيطر حتى الآن على أكبر مدن وبلدات ريف حلب الشمالي.
وتتزامن التحركات مع زيادة وتيرة الاشتباكات المتقطعة، التي تجري بين الحين والآخر على خطوط التماس بين الطرفين، إذ شهدت قريتا حساجك وتل مالد، الواقعتان إلى الجنوب الشرقي من مدينة مارع، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية، اشتباكات ضارية في الأيام الأخيرة، بين "داعش" من جهة، ومقاتلي المعارضة السورية و"جبهة النصرة" من جهة ثانية. وترافقت الاشتباكات بقيام مقاتلي قوات المعارضة بقصف مراكز "داعش"، القريبة من خطوط الاشتباك بصواريخ "غراد" وقذائف الهاون. ويبدو أن "داعش" يهدف في تحرّكاته الأخيرة، إلى إعادة تموضع مسلّحيه في المنطقة، بعد الخسارة الكبيرة التي تلقّاها في عين العرب.
وكان "داعش" قد قام بإجراءات مماثلة خلال انسحابه من مدينة أعزاز وريفها، في ريف حلب الشمالي في فبراير/شباط الماضي، حين نقل محتويات مطحنة الفيصل ومطار منغ العسكري والأفران الكبيرة في المدينة، إلى مناطق سيطرته في ريف حلب الشرقي، قبل أن ينسحب من المنطقة.