داعش يعاود نشاطه في الأنبار بعد تدخل "التحالف الرباعي"

06 أكتوبر 2015
قوات عراقية منهكة في الأنبار (الأناضول)
+ الخط -
بدا تأثير التحالف الرباعي (روسيا/ العراق/ سورية/ إيران) في الأنبار العراقية، فبعد كل الاستعدادات التي تبذلها عشائر الأنبار والجيش العراقي بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركيّة لتحرير محافظة الأنبار غرب العراق، استطاع تنظيم داعش أن يعاود نشاطه في المحافظة من جديد ويهاجم مناطق عدّة بعد توقف لنحو شهر كامل.

وحمّل مراقبون ومسؤولون في المحافظة، الحكومة المركزيّة مسؤولية هذا الخلل الأمني، مؤكّدين أنّ دخولها في التحالف الرباعي الجديد، أثّر على علاقاتها مع واشنطن، والتي بدأت تتابع سياسياً الجدوى من التحالف الجديد، ومدى تأثيره على مصالحها في البلاد، ومدى التزام العراق بالاتفاقيّة الأمنيّة معها، وانشغلت عن الاستعدادات لتحرير الأنبار.

اقرأ أيضاً: وفد عراقي يبحث في روسيا توقيع اتفاق ضرب "داعش"

وقال القيادي في العشائر المتصدية لداعش في الأنبار، عمار العيساوي لـ"العربي الجديد"، إنّه "حتى قبل أسبوع كانت الاستعدادات والتنسيق مع واشنطن ماضية على قدم وساق، وأنّ داعش كان بموقع دفاعي فقط ولم يستطع شنّ هجمات منذ نحو شهر كامل".

وأوضح أنّ "دخول العراق في التحالف الرباعي، دفع واشنطن إلى إجراء مباحثات مع الجانب العراقي لبحث استراتيجيتها في العراق ومدى تأثير التحالف الجديد عليها، رافق ذلك فتور في الضربات الجوية على معاقل التنظيم والاستعدادات لمعركة الأنبار، والتي كان من المرتقب انطلاقها مع بداية الأسبوع الجاري"، مبيناً أنّ "ذلك الفتور في الاستعدادات والتريث بإطلاق المعركة حفّز داعش للخروج من المواقع الدفاعيّة، وشن هجوم خاطف على منطقتي البو فرّاج، والبو عيثة شمال الرمادي".

وأضاف أنّ "العشائر تصدّت للهجوم واشتبكت مع التنظيم الذي انسحب بعد ساعة من الاشتباكات"، مؤكّدا أنّ "طيران التحالف الدولي لم يشارك بصد الهجوم".

وعدّ الهجوم بأنّه "بالون اختبار أطلقه داعش ليرى مدى الجاهزيّة لمعركة الأنبار، ومدى التعاون والتنسيق مع واشنطن، وما إذا كان هناك تأثير للتحالف الرباعي على استعدادات المعركة من واشنطن".

وحذّر من "استمرار هذا الفتور في الاستعدادات، واستغلاله من داعش بشن هجمات أخرى".

من جهته، حمّل النائب عن محافظة الأنبار عبدالله الفهداوي، الحكومة المركزية مسؤوليّة، معاودة داعش لنشاطاته في المحافظة.

وقال الفهداوي لـ"العربي الجديد" إنّ "التحالف الرباعي الذي يضم روسيا، ووجودها في العراق، فضلاً عن مطالبة العراق لها بالتدخل العسكري لضرب داعش، بدأ تأثيره واضحاً على سير الاتفاقية الأمنية العراقية مع واشنطن، والتي تبحث ذلك التأثير مع الحكومة العراقية، وتسعى إلى رسم استراتيجية جديدة لها في العراق، وفقاً لهذه المعطيات الجديدة".

وأكّد أنّ "خطة التحالف الوطني الحاكم في البلاد، بالاندماج بالتحالف الرباعي للتأثير على معركة الأنبار وتسليح العشائر، بدأت تقطف ثمارها"، داعياً الحكومة إلى "عدم التدخل بملف المحافظة الذي بدأ يحسم، لأنّ تدخلها سيكون سلبياً فقط".

وأشار إلى أنّ "التعاون والتنسيق بين واشنطن والعشائر والجيش في الأنبار، أوشك أن يثمر، لولا سياسة البلاد وانضمامها الى التحالف الروسي، والسعي لإدخالها عسكريّاً في البلاد".

بدورها نفت الولايات المتحدة وقف تنسيقها العسكري مع القوات الأمنيّة العراقيّة في الأنبار.

اقرأ أيضاً: واشنطن تنفي توقف الضربات الجوية ضد "داعش" في الأنبار

وقالت السفارة الأميركيّة في بغداد، في بيان صحافي، إنّها "مستمرة في تنفيذ العمليات الجوية والتعاون العسكري مع العراق"، مؤكّدة "عدم حدوث أي توقف في جهود المشورة والمساعدة التي تقدمها لمحافظة الأنبار".

يشار إلى أنّ قادة التحالف الوطني الحاكم في العراق، وقادة مليشيا "الحشد الشعبي" يحاولان عرقلة تسليح عشائر الأنبار وتحريرها، فيما بعثا وفداً الى روسيا لبحث إمكانية دخولها عسكريّاً في العراق، ما يؤشر إلى اتساع دور التحالف الرباعي (الروسي – الإيراني – السوري – العراقي) في البلاد.

المساهمون