داعش يحاصر الرمادي ويجيز القتل دون فتوى

15 ابريل 2015
مقاتلو العشائر يعانون من قلة السلاح (Getty)
+ الخط -

اقتحم تنظيم "داعش" في العراق، الجهة الشرقية لمدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار (غرب العراق)، ليطبق حصاره على المدينة من الجهات الأربع، الأمر الذي يضعها في دائرة الخطر.

وقال مصدر محلّي في محافظة الأنبار لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم داعش هاجم منطقة البوغانم شرق الرمادي، وتمكن، بعد اشتباكات مسلّحة مع أبناء العشائر والقوات الأمنيّة، من اقتحام المدينة والسيطرة عليها".

وأضاف أنّ "القوات الأمنيّة انسحبت أمام تقدم داعش، ولم تستطع مقاومة هجمته الشرسة، التي استخدم فيها الانتحاريين والسلاح الخفيف والمتوسط بكثافة"، مشيراً إلى أنّ "مئات العائلات حوصرت داخل المنطقة".

 كما لفت المصدر إلى أنّ "هناك قتالا عنيفا يجري الآن في منطقة الصوفية شرق الرمادي، بين داعش وعشائر البوفهد والبوسودة، التي تحاول صد هجومه".

وبعد سيطرة تنظيم "داعش" على منطقة البوغانم، يكون قد فرض سيطرته على الجوانب الأربع لمدينة الرمادي، الأمر الذي يضع المدينة في دائرة الخطر، إذ يسيطر "التنظيم" على الجهات الشمالية والجنوبية والغربية للمدينة، وأطبق اليوم سيطرته على الجهة الشرقية.


اتهام الحكومة بالتقصير

من جهته، حمّل مجلس عشائر الأنبار، الحكومة المركزيّة ورئيسها، "مسؤولية هذا الانهيار الأمني الخطير في الرمادي".

وقال عضو المجلس، الشيخ محمود الجميلي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة، منذ أن شكلت وحتى اليوم، تماطل في تسليح العشائر والشرطة المحلية، وهي اليوم تركتهم يواجهون مصيرهم بلا سلاح، الأمر الذي تسبب في الانهيار الأمني"، مشيرا إلى أنّ "أبناء العشائر والشرطة المحليّة استنفدوا اليوم عتادهم في الاشتباكات، مقابل سلاح متطور يمتلكه داعش، فكيف لهم أن يقاوموا".

وأضاف، أنّ "هناك مؤامرة تحاك ضد أبناء الأنبار، ومحاولة لإدخال الحشد الشعبي إلى المحافظة بكل الطرق، حتى إذا كان على حساب أمن المحافظة"، داعيا الدول العربية والعالم والمنظمات الدولية إلى "التدخل لإنقاذ المحافظة".

وحذّر الشيخ من "سقوط الرمادي بيد داعش، في حال استمر التجاهل الحكومي لمناشدات التسليح".

طلب تعزيزات

من جهته، طالب رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، الحكومة بـ"إرسال تعزيزات للرمادي، خشية من سقوطها بيد داعش".

وأكّد كرحوت، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "المدينة بحاجة إلى تعزيزات كبيرة، لأن الهجمة شرسة عليها، ويجب تلافي الموقف بأقصى سرعة"، مؤكداً أنّ "هناك نقصا كبيرا في السلاح والعتاد والعدد في المحافظة".

وكان مصدر محلّي في محافظة الأنبار، كشف لـ"العربي الجديد"، أنّ تنظيم داعش نقل مؤخراً 800 مقاتل من أشرس مقاتليه إلى محافظة الأنبار، لتحريك القتال فيها، مبينا أن "المقاتلين مجهّزون بأسلحة ومعدات حديثة، وهم على درجة عالية من الخبرة في قتال الشوارع".

"داعش" يتمادى في سياسة القتل 

على صعيد آخر، وفي تطور جديد في أسلوب "داعش" في تعامله مع المواطنين العزل، قال زعماء قبليون إن التنظيم أجاز لمقاتليه التصرف في المواقف الآنية بالقتال دون الرجوع إلى ما يعرف بالمفتي الشرعي، ضمن إطار ما يعرف بـ"الفتاوى الآنية أو الارتجالية، من بينها عمليات قتل المدنيين، وتفجير المنازل، ومصادرة الممتلكات".

وأوضح الشيخ ناصر الدليمي، من زعماء عشائر الأنبار، أن "التنظيم أصدر توجيهاته لمقاتليه، قبل يومين، وحوّلهم إلى حكم وجلاد في نفس الوقت، بعدما كانوا جلادين فقط، إذ أصبح كل عنصر منهم قادرا على تنفيذ عمليات القتل والتدمير دون الرجوع إلى قائده أو المفتي الشرعي لداعش في المنطقة المتواجدين بها".
وفي ردود الفعل على النهج الجديد لـ"داعش"، استنكر الشيخ ناجي المازني، أحد علماء الدين في الأنبار، الفتوى، واعتبرها تأصيلا لمنهاج الخوارج الذي يتبعه "داعش".
وأوضح المازني أن "الفتوى سبقتهم بها فئة من الخوارج.. واليوم يكررون فعلتهم.. عبر تعطيل جميع أحكام الإسلام العقابية والإبقاء على القتل".

وفي السياق، قالت الحكومة المحلية في محافظة الأنبار، إن "داعش قتل ما لا يقل عن 350 مدنيا من أبناء العشائر والقبائل في الأنبار، خلال الأيام الخمسة الماضية، غالبيتهم من فئة الشباب".
وقالت مصادر في مجلس محافظة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، إن "داعش يوزع أكبر كمية من الرعب بين الأهالي من أجل إرضاخهم".

اقرأ أيضاً: العبادي يريد طائرات أميركية... وتخوّف من وصولها لإيران

المساهمون