داعش بالمختصر المفيد

داعش كلمة أرعبت الجميع، وهي ولادة لفكر متطرف ومنحرف، أساسه القتل والدمار، فما بين تشويه صورة الإسلام وتدمير المجتمعات تستمر داعش بـ"نشر" الإسلام، على حد وصفها. بعد اختصار اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأخذ الحرف الأول من كل كلمة منها، جمعت الأحرف، وأصبحت "داعش"، والذي انتشر، بسرعة، في جميع الدول العربية، لاسيما في العراق وسورية، بسبب انتشار داعش، وتمركزها في هاتين الدولتين.

على الرغم من أن داعش حديثة التشكيل، وكانت، في بداية الأمر، اندماجاً بين دولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة، إلا أن هذا الإعلان الذي أعلنه أبو بكر البغدادي، رفضته النصرة. ولدت داعش في 2013، وكان قائد التنظيم، البغدادي، الذي أعلن عن اندماج داعش مع جبهة النصرة، فيما رفضت الأخيرة. وبعد أن أعلن البغدادي الاندماج، رفض أيمن الظواهري باعتباره رئيس تنظيم القاعدة.

ويعتمد تنظيم داعش في سياسته الانتشارية على نقطتين أساسيتين: سياسة الترغيب، وهي سياسة إجرامية معنونة بإطار إسلامي، يستقطب الشباب على أنها حركة جهادية ضد المرتدين عن الإسلام وضد "الكفار"، بحد وصف داعش، وهذا ما يدفع شباباً كثيرين إلى الاتجاه نحوها، والانضمام إلى صفوفها، وهذه سياستها في أثناء الولادة والتطور. النقطة الثانية، هي سياسة التهديد والإكراه، وهذا ما نلاحظه في العراق، بعد سيطرة داعش على مدينة الموصل، حيث بدأت بتهديد رجال المدينة بالقتل والذبح واستباحة نسائهم، في حال عدم انضمامهم إلى صفوف التنظيم ومقاتلة الجيش العراقي. ولم تستخدم داعش سياسة الترغيب، عند دخولها مدينة الموصل العراقية، لأنها أصبحت، كما قال البغدادي، في أعلى درجات القوة، وهنا، ظهرت الحقيقة المؤلمة لبعض أتباع التنظيم.

ينحدر أبو بكر البغدادي من أصول عراقية في مدينة ديالى شرق العراق، أو سامراء، اعتقل في عام 2004، حيث أرسل إلى قاعدة بوكا الأميركية في العراق أربع سنوات. أما مصادر "تمويل داعش" فتقول مصادر أمنية إن داعش يحصل على تمويله من دول خارجية ومنظمات إرهابية أخرى، ومن شركات دولية ورجال أعمال.

أما تمويله في العراق، فيقال إن داعش كان يأخذ الأتاوات بالقوة من جميع المواطنين والشركات في الموصل، وقبل سنوات من إعلانه، لكن، لم يكن أحد قادراً على رفع شكوى ضده، لنفوذه وقوته منذ تلك السنوات، إضافة إلى وجود عسكريين، وبرتب عليا، يقفون إلى جانبهم، وبشكل خفي، ما ساعدهم للحصول على أي شيء يريدونه، ومن دون أية حواجز تذكر، ناهيك عن طبيعة الحكم الطائفي في العراق.