توقّف إطلاق النار في داريا، بريف دمشق، لمدة 24 ساعة، منذ يوم أمس الأربعاء، لإتاحة المجال لمفاوضات بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسيطرة على المدينة، للتوصل إلى هدنة دائمة، تفضي إلى فك الحصار الذي يفرضه النظام على المدينة منذ أربع سنوات.
وقالت مصادر مسؤولة في داريا، طلبت عدم الكشف عنها، لـ"العربي الجديد"، "حتى اللحظة، لا يوجد أي اتفاق، بل مازال الأمر في إطار التفاوض وتقديم المطالب المتبادلة".
وأضافت "ما هو فعلي على الأرض الآن هو اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 24 ساعة، لإتاحة المجال للمتفاوضين"، معتبرة أن "الخيارات مفتوحة. فقد تعود الاشتباكات والقصف بالأسلحة المحرمة دوليا ومحاولات التقدم من قبل النظام في أي لحظة".
وأوضحت، أن "المعارضة في داريا تحاول الحفاظ على كرامة أهلها وعدم هدر تضحيات أهلها، بالتوازي مع الحفاظ على أرواح من تبقّى من أهلها بداخلها، في ظل استخدام النظام وحلفائه أشد الأسلحة فتكا، والحصار الخانق الذي تسبب في شح المواد الغذائية والطبية".
وبحسب المصادر، فإن "العائلة في داريا تعيش على وجبة غذائية واحدة، إضافة إلى انعدام حليب الأطفال والخبز، وعدم توفر أدوية الالتهاب والأمراض المزمنة واليسرومات وتجهيزات العمليات".
وعاشت المدينة، التي تقع في الريف الغربي للعاصمة السورية دمشق، أربع سنوات من الحصار والتجويع، من قبل قوات النظام، والقصف شبه اليومي بمختلف الأسلحة التقليدية والمحرمة دوليا، ودمار الأبنية السكنية والبنية التحتية بنسبة تفوق 75%، كما لم يتبق من أهلها سوى 8 آلاف من أصل أكثر من 250 ألفا.
وكانت الفعاليات المدنية والعسكرية والسياسية، أطلقت العديد من المناشدات ونداءات الاستغاثة، لفك الحصار عن داريا أو فتح ممرات إنسانية وفصل الملف الإنساني عن العسكري.