التقرير صدر استنادًا إلى دراسة أجراها باحثون من جامعة "غلاسكو" البريطانية، وبحسب الباحثين، فإن هذه أول دراسة عالمية ترصد تأثير داء الكلب على البشر من حيث عدد الوفيات والتكاليف الاقتصادية للمرض فى بلدان العالم.
وأوضح التقرير، الذي نشرته مجلة "الجمعية الأميركية لتقدم العلوم"، أن هذا المرض الفيروسي يتسبب فى وفاة 59 ألف شخص حول العالم سنويًا، فيما تبلغ الخسائر الاقتصادية الناجمة عن داء الكلب سنويًا نحو 8,6 مليارات دولار أميركي حول العالم.
وتوصلت الدراسة إلى أن أشد البلدان فقرًا هي أكثر الدول المتضررة من داء الكلب، حيث يبلغ عدد الوفيات بها بمعدل حالة وفاة واحدة لكل 100 ألف نسمة، وهذه النسبة تقع فى دول جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. وكشفت الدراسة أن الهند هي أكبر دولة متضررة من داء الكلب حول العالم، من حيث عدد الوفيات، حيث تحدث بها أكثر من 20 ألف حالة وفاة بشرية سنويًا، فيما تبين أن نسبة تطعيم الكلاب، أقل بكثير من الموصى بها للسيطرة على المرض في جميع البلدان تقريبًا في قارتي أفريقيا وآسيا.
وأشار الباحثون إلى أن داء الكلب قاتل بنسبة 100 في المئة تقريبًا، لكن يمكن الوقاية منه بنسبة 100 في المئة أيضًا، مضيفين أن أفضل وسيلة من حيث التكلفة لمنع انتشار داء الكلب، هي تطعيم الكلاب، وتوفير اللقاحات البشرية المضادة للمرض.
وأشار التقرير إلى أن هذا النهج الذي يتم بالتعاون بين قطاعي الصحة البشرية والحيوانية، يمكن أن ينقذ العديد من الأرواح، ويحد بشكل كبير من العبء الاقتصادي للمرض، خصوصاً في البلدان الفقيرة.
وقال البروفيسور لويس نيل، المدير التنفيذي للتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب: "إن معرفة العبء الفعلي لهذا المرض الفتاك يساعدنا على تحديد الموارد اللازمة للتصدي له"، مضيفاً أن "هذه الدراسة هي بمثابة حجر أساس، وخطوة نحو السيطرة والقضاء النهائي على داء الكلب".
وذكرت الدكتورة كاتي هامبسون، قائدة فريق البحث بجامعة غلاسكو البريطانية، أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها لرصد تأثير داء الكلب، ومدى جهود مكافحته في كل بلدان العالم.
وأوضحت أن الدراسة استقت معلوماتها من تقارير مراقبة الأمراض في الدول، وأرقام المبيعات العالمية للقاحات المرض، ما جعلها أكثر تفصيلًا وانتشارًا من أي دراسة أخرى أجريت من قبل.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن داء الكلب من الأمراض المنسية التي تصيب الفقراء من السكان ممّن لا يُبلّغ عن وفاتهم إلا نادرًا، ويُصاب بالمرض في المقام الأول المجتمعات الريفية التي تقطن مناطق نائية لا تُطبق فيها تدابير منع انتقال المرض من الكلب إلى الإنسان، كما يحول تدني مستوى الإبلاغ عن المرض دون توفير الموارد اللازمة من المجتمع الدولي للقضاء على هذا الداء.
وأضافت المنظمة، أن المرض ينتقل من الكلب إلى الإنسان عن طريق العضّ أو الخدش، كما أن الأطفال دون سن الخامسة يمثلون نسبة 10 إلى 40 في المئة من الذين يتعرّضون لعضّات الكلاب المشتبه في إصابتها بداء الكلب.
وأشارت المنظمة إلى أن تطهير الجروح فورياً وإعطاء التطعيمات اللازمة، في غضون الساعات القليلة الأولى التي تعقب مخالطة حيوان يُشتبه في إصابته بداء الكلب، من الأمور الكفيلة بالحيلولة دون الإصابة بالمرض وحدوث الوفاة.
اقرأ أيضاً:تجنبوا الرسوم والكتابات على ملابس أطفالكم