خيبة أمل العائدين من رحلة البحث عن الذهب بموريتانيا

09 مايو 2016
التنقيب عن الذهب في موريتانيا (العربي الجديد)
+ الخط -
بدأت طلائع العائدين من رحلة التنقيب عن الذهب في العودة إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، بعد نحو أسبوع من بدء الرحلات المرخصة للبحث عن المعدن الأصفر في شمال البلاد.

شهادات العائدين تشير إلى خيبة الأمل وتشكو مرارة الخسارة، حيث عاد هؤلاء بغرامات قليلة لا تفي بثلث ما أنفقوه في رحلة التنقيب التي تحولت إلى كابوس؛ بعد أن ذهبت أحلام الثراء السريع أدراج الرياح.

وبعد الأنباء الواردة من مناطق التنقيب عن الذهب السطحي، تراجعت أسعار أجهزة التنقيب من مليوني أوقية إلى نحو 90 ألف أوقية، وانقلب أمل كثيرين إلى حسرة وندم بعد أن استدان بعضهم أو باع منزله أو رهن قطعة أرض يمتلكها أملا في إيجاد المعدن الأصفر.

عاد إسحاق ولد الفاروق لتوه من رحلة إلى مناطق التنقيب عن الذهب، وروى لـ"العربي الجديد"، جانبا من تجربته قائلا: "لا يختلف المنقبون في أن الذهب غير موجود، فبعد يوم وليلة من العمل الشاق نجد غراما أو اثنين، والغرام بـ11 ألف أوقية. الجميع مستاؤون ومرتبكون ولا يعرفون ماذا يفعلون. بعضهم عاد إلى نواكشوط، والبعض ما زال ينتظر انتهاء العقد الذي تم إبرامه مع أصحاب السيارات المستأجرة".


وعن أعداد الموجدين فى مناطق التنقيب، يقول ولد الفاروق "الموجودون في منطقة الدواس حوالى 20 ألف شخص، ونحو 5 آلاف سيارة، هذا قبل يوم الخميس الماضي، أما اليوم فيقدرون بنحو 3 آلاف شخص، والسيارات بـ900 أو 800 سيارة. لقد عاد الناس" على حد قوله.

ويقدر ولد الفاروق حجم تكاليف الرحلة الواحدة بنحو مليونين وثلاثمائة ألف أوقية على الأقل، تشمل ثمن جهاز التنقيب والجمرك والرخصة والسيارة والتموين، ويؤكد أن رحلته وزملائه الخمسة كلفت نحو ثلاثة ملايين، وعادوا بما تبلغ قيمته نحو مليوني أوقية، بعد نحو أسبوع من التنقيب الشاق في صحراء "إينشيرى" الحارقة.

ويضيف "خلال سبعة أيام، كان أكثر ما رأيت من الذهب يقدر بـ70 غراما، وكذلك الزملاء الذين كانوا معي، رغم أننا ذهبنا إلى منطقة آحمييم التي تبعد عن الطريق المعبد 218 كلم عند منعرج 180 على طريق نواذيبو، وعدنا إلى منقطة الدواس بعد ثلاثة أيام من المكوث في آحمييم".

وعن المناطق التي يوجد فيها الذهب أكثر من غيرها، قال ولد الفاروق "المناطق التى رأينا فيها الذهب وهو قليل، تنحصر في آحمييم، وذلك ربما لقلة الناس فيها لأن طرقها وعرة. أما منطقة الدواس فلم نجد فيها شيئا رغم أن البعض وجد القليل. أما "بركن" فهو أقلهما ذهبا.



وأكد بحسرة، أن "حوالى 10 في المائة من المنقبين ليست لديهم رخص، مما جعل أصحاب الرخص يصبون جام غضبهم على الحكومة متهمين إياها بالتلاعب بالأمر والتهاون فى فرض القانون، ويتضح ذلك من ندمهم على الترخيص والجمركة".

ونشر المدون دمبرة ولد السمان، وهو موجود فى منطقة "الدواس" على صفحته على فيسبوك، قائلا: "هنا خيبات أمل كبيرة واستثمارات مكلفة، حسِب أصحابها أنهم سيستردون رؤوس أموالهم في أيام. قبل أن يصدموا بصعوبة الحال وندرة المحصول. بلغنى من شهود حالات بكاء صدرت من كهول وحالات هستيريا من الخيبة، وأسف على عدم الحج بهذا المال بدلا من استثماره فى التنقيب عن الذهب".

وأضاف ولد السمان "سيخسر كثير من المستعجلين. وسيربح من رزق التؤدة، نصيحتي للحالمين: لا تتكلفوا كثيرا في رحلتكم نحو الذهب ولا تستدينوا ولا تستعجلوا".

وكتب أحمد ولد محمد الأمين، وهو موظف فى شركة كينروس تازيازت، على فيسبوك، قائلا:
"المعدن موجود، في العمق وعلى السطح، على شكل حبيبات من الذهب الخالص متفاوتة الأحجام والكثافة. لم يستطع جل أصحاب الأجهزة المزورة، وهم كثر، الحصول على غرام واحد من الذهب، وهو الأمر الذي يعتقد أغلبهم مخطئين أنه يعود إلى تشويش شركة تازيازت على أجهزتهم بدون أن ينتبهوا إلى أن بعض زملائهم لم يعقهم هذا التشويش المزعوم".

ويتوقع ولد محمد الأمين أن "الذين يملكون أجهزة أصلية وسيارة غير مؤجرة، ولديهم متسع من الوقت، وباستطاعتهم التكيف مع مناخ صحراء إنشيري الصعب والمتقلب، ويمكنهم من الآن امتهان التنقيب عن الذهب، وسيحصدون نتيجة إيجابية على الأرجح في غضون شهر من وجودهم في منطقة التنقيب تغطي تكاليف الرحلة ثم تبدأ مرحلة جني الأرباح، وبالملايين للمحظوظين".

دلالات