خيام مهترئة في مخيمات إدلب

25 اغسطس 2020
الخيمة لا تقي حر الصيف وبرد الشتاء (محمد سعيد/ الأناضول)
+ الخط -

في كلّ عام، تتجدّد مناشدات النازحين في المخيّمات المنتشرة في شمال غربي سورية، لإيجاد حلول للمعاناة التي يعيشونها من جراء تمزّق الخيام وتلفها نتيجة العوامل المناخية، خصوصاً درجات الحرارة المرتفعة التي تؤثّر على الخيام المصنوعة من شوادر البلاستيك، ليُجبر النازحون على ابتكار حلول لا تدوم، وتجعل شغلهم الشاغل ترقيع الخيمة وصيانتها على مدار العام.
في المخيمات المنتشرة في منطقة خربة الجوز في ريف إدلب، ما زالت أوضاع النازحين على حالها منذ وصولهم إلى المنطقة وإنشاء خيامهم قبل نحو ستة أعوام، ولا يستطيعون إصلاح أو استبدال خيامهم الممزقة في ظل غياب الجهات التي تمد لهم يد العون، وتعمل على صيانة تلك المتضررة واستبدال التالف منها. 
يقول الناشط الإعلامي مجدي فيضو، لـ"العربي الجديد": "هناك الكثير من الخيام المهترئة في مخيمنا، ومن يتمكن من استبدال الخيمة التالفة بأخرى جديدة يعد مقتدراً وبالتالي يستطيع توفير الراحة لعائلته. أما من لا يستطيع استبدال الخيمة التالفة، فيعمل على ترقيع خيمته. بالتالي، يلجأ كثيرون إلى وضع شادر فوق الخيمة المهترئة. على الرغم من ذلك، لا تقيهم هذه الحلول المطر في الشتاء ولا الحرّ الشديد في الصيف".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ويؤكّد فيضو أنّ النازحين يطالبون الجهات المعنية باستبدال خيامهم وإيجاد حلول بديلة للمعاناة التي يعيشونها بسبب هذا الأمر. لكن الاستجابة تكون بحسب قدرة المنظمات أو الجهات المعنية.
وفي كلّ عام، يتسبب ارتفاع درجات الحرارة بتلف خيام النازحين في المخيمات المنتشرة في مناطق ريف إدلب الغربي والشمالي، وتشتد الأزمة خلال فصل الشتاء، إذ يُجبر النازحون على وضع شوادر لتغطية خيامهم لمنع تسرّب المياه عند هطول الأمطار، وقد تجاوزت الكثير من الخيام عمرها الافتراضي، إذ تتعرض للتلف بسبب العواصف. هذا الأمر يتكرر في العديد من مخيمات المنطقة، كان آخرها في شهر يونيو/ حزيران الماضي، إذ تضررت عشرات المخيمات نتيجة عواصف  ضربت المنطقة واشتداد سرعة الرياح.
من جهته، يتحدث النازح هشام لاذقاني عن الأوضاع الإنسانية التي يعيشها منذ نزوحه إلى منطقة خربة الجوز، غربي إدلب. ويُبيّن لـ"العربي الجديد"، أنّ ترقيع الخيمة وإصلاحها هو عمل متواصل على مدار العام. وخلال سنوات النزوح، اعتاد على صيانة الخيمة ومعرفة الوسائل الأنسب لبقائها صامدة، إذ لا بديل عنها في الوقت الحالي. ويوضح أنّ الشادر يثبّت بالمسامير على العارضات الخشبية، ثم توضع فوقه إطارات مطاطية، بهدف العزل، مضيفاً أن أرض الخيمة وجوانبها تحتاج إلى صيانة مستمرة لمنع دخول المياه شتاءً فضلاً عن الحشرات والزواحف خلال فصل الصيف. 

ويقول لاذقاني: "اعتدنا على مشقة هذه الحياة الصعبة في الخيمة. هذا واقعنا الذي لا مهرب منه. قد يكون الصيف أقل قسوة علينا على الرغم من الشمس الحارقة بالمقارنة مع الشتاء الذي نخاف برده من الآن والمياه المجمدة التي تجعل طرقات المخيم موحلة وصقيعه يلف الخيمة".
أما محمود بكور، الذي يُقيم في تجمع للنازحين في منطقة كفر لوسين، فيرى أن ترقيع الخيام حلّ غير مستدام ومجرد هروب من المشكلة، ويقول لـ"العربي الجديد": "نتمنى الحصول على مسكن قبل فصل الشتاء. تعبنا من الحياة في الخيمة. أريد أن أرتاح يوماً وأسند ظهري إلى الجدار. منذ سنوات وأنا أفتقد هذا الأمر".
ويبلغ عدد مخيمات النازحين في منطقة شمال غربي سورية 1277 مخيماً، بحسب إحصائيات صادرة عن فريق منسقي استجابة سورية. القسم الأكبر من هذه المخيمات بحاجة إلى بنى تحتية واستبدال للخيام، وخدمات مرافق صحية، مع مخاوف في الوقت الحالي من كارثة تهدد هذه المخيمات في حال انتشار فيروس كورونا فيها.

المساهمون