كان سالازار يهتم بالثقافة الشعبية في بلاده البيرو، فيستخدم رموزاً تقليدية وأشياء مهملة ليوظّفها في تركيبات تدخل في أعماله ذات الطابع المفاهيمي، التي اتّسعت لكل شيء؛ الرسم بالأقلام والتلوين بالفرشاة والتجهيز في الفراغ واستخدام المهملات مثل عجلات العربات القديمة والأباريق المعدنية والنحاسية والسلالم والقطع الخشبية كالأبواب والنوافذ والبراميل وغيرها.
ينتمي سالازار إلى مدرسة الفن المفاهيمي مع وضوح الملامح المحلية لثقافة أميركا اللاتينية، وخصوصاً البيرو، حيث ظهرت في رسومه وجوه العسكر والانقلابيين والناس العاديين وحيوان اللاما والفهود التي تنتشر في البيرو، فكانت مفردات رئيسية في معظم أعماله المبكرة في الثمانينيات.
"مبشّر الصحراء"، عمل فني مفاهيمي يتكوّن من عربة صغيرة مصنوعة من الخشب نصفها العلوي مطليٌّ بالأصفر مع بعض السحب البيضاء التي تمثّل السماء، والنصف الآخر بالترابي والأصفر ويمثّل رمال الصحراء، يقوم الفنان نفسه بالتجوّل بهذه العربة وجرّها في طرقات المدينة في جو استعراضي متقمّصاً شخصية المبشّر بقدوم الصحراء "عملية التصحّر"، كإسقاطات فلسفية عن زوال القيم وحلول قيم مادية وعادات رخيصة في مجتمع البيرو. في العمل الأخير يوجّه فيه سالازار نقداً اجتماعياً وسياسياً بل وبيئياً من خلال عربة/قطعة فنية مجرورة بثلاثة دواليب كأنها قطعة من الصحراء. لاحقاً، سيتكرّر تنفيذ هذا العمل بأحجام مختلفة ليعرض في الشوارع وداخل صالات العرض المختلفة .
في عمله الشهير "بيرو.. بلد الغد"، رسم على رقائق الخشب صور كل الطغاة الذين وصلوا عبر انقلابات عسكرية منذ القرن التاسع عشر في تكرار لكلمة "صباح الغثيان" على لسان كل واحد منهم بأسلوب القصص المصوّرة "كوميكس"، وظهروا فيها كما لو أنهم يحدّثون بعضهم بعضاً في سخرية فنية عميقة بدوا فيها متناسخين. هذا العمل قُدّم في معرضه الأخير "نسخة وأصل" الذي كان موضوعه الواقع السياسي المأزوم في بلده.
اعتبرت صُحف البيرو سالازار بعد موته "واحداً من الفنانين الأكثر تمثيلاً للفن المفاهيمي الوطني في البلاد"، وأن أعماله الفنية "تعبّر عن مفارقات عناصر الثقافة الشعبية الحضرية، وتشمل هذه الأعمال الأشكال المتنوّعة التي تعرض في الفضاء العام كالمنحوتات والأعمال التركيبية (...) تحمل تعليقات لاذعة على الوسط الاجتماعي". أما صديقه الفنان ألفريدو ماركيز، فوصفه بأنه "صانع أوهام، عبقري سخي جداً في عطائه".
وربما يكون مردّ قدرة الفنان على التعدّد بين الرسم والتركيب والتجهيز وتوظيف كل ما تصل إليه يده، تعدّد دراساته في الأساس، فقد بدأ خوان خافيير سالازار دراسته للفن عام 1972 في "الجمعية الأهلية للفنون الجميلة" في لشبونة في البرتغال. وبين عامي 1973 و 1976، درس الهندسة المعمارية في جامعة "ريكاردو بالما" البيروفية، وكان من الفنانين الذي أطلقوا واحدة من أكثر الجماعات تأثيراً في الفن المعاصر خلال الثمانينيات، وهي جماعة "الأقواس" التي تأسّست عام 1979، مع فرانسيسكو ماريوتي، وماريا تشارو، وماريلا زيفيلاوس ، وهربرت رودريغيز وأرماندو وليامز.
*فنان تشكيلي من ليبيا