خمس أساطير مرّت من بارما قبل خطر الفناء

واصلت المصائب عادتها المفضّلة في ضرب مفاصل الكرة الإيطالية هذه المرة بالأنباء التي تناثرت أخيراً حول شطب بارما من الدوري الإيطالي، وإعلان إفلاسه، وهو الأمر الذي لم يتأكد حتى الآن رسمياً، ولكن حدوثه وشيك جداً.

وكانت رابطة الأندية الإيطالية قد فتحت تحقيقاً في الأمر، ولكن نتائجه الرسمية لم تصدر حتى الآن، إذ من المتوقع أن يصدر القرار الرسمي في الشهر المقبل، مع العلم أن السبب وراء إلغاء مباراة بارما وأودينيزي أمس في الدوري الإيطالي كان عدم قدرة الأول على تحمّل تكاليف المباراة بسبب مشاكله المالية.

ويبدو الأمر مؤسفاً جداً ليس لمحبي بارما فقط بل لعشاق الـ "كالتشو" بصفة عامة، خاصة أن النادي شهد نقطة انطلاق عدد من كبار لاعبي إيطاليا والكرة العالمية أو شكّل مرحلة مهمة في حياتهم.

جانلويجي بوفون:
كان بارما هو النادي الذي انطلق منه واحد من أفضل حراس إيطاليا والعالم على مر التاريخ، فقد انضم إلى صفوف فريقه للشباب في 1991 وعمره 13 عاماً، والمثير للاهتمام أنه بدأ مسيرته كلاعب وسط، ولكن إصابة حارسي الفريق دفعت المدرب إلى استخدامه في حراسة المرمى بسبب قدراته البدنية، ليظلّ ملتصقاً بهذا المركز طوال مسيرته.

وصعد بوفون في 1996 إلى الفريق الأول لنادي بارما الذي لعب في صفوفه حتى 2001 وتوج معه بلقب كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1998-1999 الذي شهد أيضاً فوزه بكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي.

هيرنان كريسبو:
يعد بارما أول محطة أوروبية للمهاجم الأرجنتيني هيرنان كريسبو ثالث هدافي المنتخب الأرجنتيني على مر التاريخ، بعد مواطنيه جابرييل باتيستوتا وليونيل ميسي، كما أن عدد الأهداف التي سجلها مع الأندية المختلفة التي احترف فيها اللاعب المعتزل خلال مسيرته التي امتدت نحو 19 عاماً يتخطى الـ 300.

وبدأ كريسبو اللعب لبارما في 1996، قادماً من ريفر بليت الأرجنتيني، وحتى عام 2000، وعلى الرغم من بدايته الصعبة مع الفريق وعدم اقتناع الجماهير به إلا أن تمسك مدرب ريال مدريد الحالي كارلو أنشيلوتي به كان صحيحاً، فقد سجل 80 هدفاً لصالح الفريق في أربعة مواسم.

وكان من أهم هذه الأهداف ذلك الذي افتتح به ثلاثية الفوز على مارسيليا في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي الذي توج به مع بارما في موسم 1998-1999، بجانب كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي.

وحينما انتقل كريسبو من بارما إلى لاتسيو في 2000 كان بمثابة أغلى صفقة في العالم، إذ دفع نادي العاصمة 56 مليون ونصف مليون يورو للحصول على خدمات المهاجم الأرجنتيني.

فابيو كانافارو:
ويعتبر بارما ثاني محطة في مسيرة صخرة الدفاع الإيطالية وواحداً من أفضل المدافعين على مر التاريخ فابيو كانافارو، فقد لعب للنادي في الفترة من 1995 حتى 2002.

ويعد بارما أكثر الأندية السبعة التي دافع كانافارو عن ألوان قميصها، من حيث عدد المشاركات، فقد لعب معه 212 مباراة، وحقق معه بالطبع نفس الألقاب الثلاثة التي يحملها كل من بوفون وكريسبو في جعبتهم.

وعلى الرغم من أن كانافارو لم يفز بالكرة الذهبية إلا في 2006 بعد تتويج إيطاليا بالمونديال وقبل انتقاله إلى ريال مدريد الإسباني من يوفنتوس الإيطالي، إلا أن بارما سيظل من أبرز المراحل التي شكلت شخصيته كلاعب.

جانفرانكو زولا:
أحد أهم لاعبي الكرة الإيطالية، والذي يدرب حالياً نادي كالياري، وكان له دور في صناعة تاريخ بارما، إذ لعب له منذ 1993 وحتى 1996 بعد الانتقال من نابولي في صفقة جعلت بعضهم يصفه بالخائن، ولكن الأمر كان خارج يديه لأن ناديه السابق كان قد اضطر لبيع عدد آخر من اللاعبين لسداد ديونه.

وتمكن زولا مع بارما من التتويج بلقب كأس السوبر الأوروبي عام 1993 وكأس الاتحاد الأوروبي موسم 1994- 1995، وكان لأهدافه دور حاسم في اللقب الأخير.

وكان بارما بمثابة البوابة التي انتقل منها زولا إلى تشيلسي في 1996، فقد ظلّ يلعب له حتى 2003، ويعتبر بجانب كل من الإيفواري ديدييه دروجبا والإنجليزي جون تيري من أساطير النادي اللندني.

ليليان تورام:
المدافع الفرنسي الصلب وأحد أبناء الجيل الذهبي لبارما والذي لعب معه في السيري آ 163 مباراة في الفترة من 1996 وحتى 2001، وأكثر من 200 مباراة في كل المنافسات.

وكان تورام من العناصر الأساسية في الخطوط الخلفية لبارما أثناء حقبته في بارما؛ لذا كان يتم استدعاؤه إلى منتحب الـ "ديوك" بصورة منتظمة، كما أنه توج بنفس ألقاب بوفون وإرنان كريسبو والمتمثلة في كأس الاتحاد الأوروبي وكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي.

وبعد رحيله عن بارما انتقل تورام إلى عملاق الكرة الإيطالية يوفنتوس ليلعب معه حتى 2006 قبل اختتام مسيرته بعامين قضاهما في برشلونة لينهي مسيرة مدافع عظيم.