خمسيني تونسي يتحدى إعاقته ويجتاز البكالوريا: "العزيمة أقوى سلاح"

08 اغسطس 2020
التونسي الفاضل حمزاوي يجتاز البكالوريا (العربي الجديد)
+ الخط -

تابع التونسيون بكثير من الإعجاب قصة الخمسيني محمد الفاضل حمزاوي، والذي بات يطلق عليه إعلامياً لقب "شيخ المتناظرين في البكالوريا"، والذي تحدى إعاقته وصعوبات الحياة، ليتمكن بعد 10 محاولات من اجتياز الامتحان النهائي بنجاح.

وقال حمزاوي (52 سنة) لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنه سيواصل دراسته مهما كانت الصعوبات، مشيراً إلى أن البكالوريا هي جسر لمواصلة الدراسة والبحث الجامعي، مشيراً إلى أنه حاز على شهادة البكالوريا في شعبة الآداب، وأن "التقدم في السن، والإعاقة العضوية، ومشاغل الحياة ليست عائقاً إذا ما تسلح الإنسان بالعزيمة والإرادة والأمل".

وأضاف التونسي الخمسيني ابن محافظة القصرين (وسط غرب)، أنّ إعاقته منعته من الكتابة على ورقة الامتحان، لكنها لم تمنعه من النجاح، ووجه التحية إلى الشابة مريم القرمازي التي عينتها إدارة التعليم للكتابة بدلاً عنه في الامتحان، موضحاً أنه مصاب بقصور عضلي يحول دون قيامه بالعديد من الأنشطة، ومنها القدرة على الكتابة، وأن أسرته الصغيرة ساعدته كثيرًا ليحقق هدفه.

يعمل حمزاوي في الشركة الوطنية لعجين الحلفاء والورق، وهو أب لطفلتين، فاطمة ( 14 سنة) وياسمين (12 سنة)، واللتين كانتا بمثابة النور الذي أضاء طريق العلم أمامه، بالإضافة إلى تفهم إدارة الشركة التي مكنته من الوقت للمراجعة والاستعداد للامتحانات، ويحلم حاليا بمواصلة التفوق.

ورغم عدم وجود جامعة مختصة في الإنسانيات والآداب في جهة القصرين، بسبب سنوات التهميش التي عانت منها المحافظات الداخلية، وتركز الجامعات في المدن الساحلية، فإنه أكد عزمه التسجيل في الجامعة الافتراضية والدراسة عن بعد، وبين أن البكالوريا كانت بمثابة مشروع الحياة، ورغم صعوبتها، فإنها تحققت بالإرادة والعزيمة، موجهاً رسالة إلى السلطات بضرورة مراجعة منظومة التعليم، وإيجاد حلول من خلال تشريك جميع الأطراف.

وأضاف أن "حالة الإحباط التي يعيشها الشباب التونسي مؤسفة، فالشباب ضحية أشياء وافدة وغريبة عن مجتمعنا، ورسالتي للشباب تتمثل في ضرورة الانتباه، فشروط النجاح متوفرة من حولهم، والأمل موجود، وبالعزم والتحدي يمكن تجاوز الصعاب".

واحتفت المندوبية الجهوية للتربية بولاية القصرين، بنجاح أكبر مترشح للبكالوريا على مستوى الجهة، ونشرت على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" تعليقاً مؤثراً جاء فيه "انتصر الفاضل. انتصر المناضل. انتصر الأمل بعد صراع مرير مع الفشل. لم تثنه كثرة الإرساليات التي تعلمه برسوبه، ولم تزده إلا إصرارا، فعاندها مرارا وتكرارا حتى غرس فيها راية النصر معلنا حسمه للمعركة".

المساهمون