وضمّ التشكيل الجديد إلى جانب "فتح الشام" كلاً من "حركة نور الدين زنكي"، و"جيش السنة"، و"لواء الحق"، و"جبهة أنصار الدين"، بقيادة القائد الأسبق لحركة أحرار الشام الإسلامية، أبو جابر الشيخ.
وأشار بيان الاندماج الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه إلى أن "الاندماج جاء نظراً لما تمرّ به الثورة السورية من منعطفات واحتراب داخلي"، داعياً "الفصائل الأخرى للانضمام، جمعاً لكلمة الثورة وحفظاً لمكتسباتها".
وغاب عن التشكيل الجديد قائد جبهة فتح الشام ومؤسسها "أبو محمد الجولاني" بينما برز اسم "أبو جابر الشيخ" الذي لم يكن ضمن الفصائل المذكورة سابقاً.
وكان "أبو جابر" قد شكّل جيشاً بعد انشقاقه عن أحرار الشام ضمن العديد من الكتائب والألوية العاملة بالشمال السوري، ثمّ عاد للتشكيل الأساسي بعد العديد من الوساطات.
وشهد الشمال السوري، منذ نحو عشرة أيام، هجوماً من جبهة "فتح الشام" على الفصائل التي شاركت في مفاوضات أستانة، سيطرت خلاله على العديد من المقرات والعتاد، فيما أعلنت خمسة فصائل انضمامها لـ"أحرار الشام".
وفور الاندماج، أعلن التشكيل الجديد وقف الاقتتال الحاصل في إدلب بين "فتح الشام" وفصائل أخرى، وإطلاق كافة الأسرى الذين تمّ اعتقالهم أثناء المواجهات.
وبحسب مراقبين، فإن التشكيل الجديد جمع الفصائل المقربة من "فتح الشام" في فصيل واحد خوفاً من شنّ هجمات مستقبلية على الفصائل التي تحمل فكراً متشدّداً في الشمال السوري، وكانت رافضة لكل المفاوضات بدءاً من جنيف وانتهاءً بأستانة.
ومن أبرز هذه الفصائل جبهة "فتح الشام"، التي فكّت ارتباطها بالقاعدة وغيرت اسمها من "النصرة" إلى "فتح الشام"، أواخر العام الماضي، والتي اجتثّت العديد من فصائل الجيش السوري الحر في 2014 من أبرزها جبهة ثوار سورية وحركة حزم، ثمّ جيش المجاهدين حديثاً، لكن تغيير اسمها وإعلان فكّ ارتباطها بالقاعدة لم يمنعا من إعادة تصنيفها كـ"منظمة إرهابية".
وثاني أبرز الفصائل هي حركة "نور الدين زنكي"، العاملة في محافظة حلب، وهي ذات طابع متشدد ومقربة من "فتح الشام"، تواترت أنباء كثيرة عن قرب انضمامها لـ"أحرار الشام"، لكنّ ضعف شوكة "الأحرار" وإعلان "فتح الشام" قتالها كل من شارك في مفاوضات أستانة، جعلا الفصيل يقبل الاندماج مع الأخيرة.
أما فصائل "لواء الحق" و"جيش السنة" و"جبهة أنصار الدين" فهي تشكيلات صغيرة لا يتجاوز تعداد مقاتليها خمسة آلاف، وهي عاملة في ريفي حلب وإدلب، لم تشارك في المعارك الداخلية قط، وهي مقربة من "فتح الشام" كثيراً.
ويقول ناشطون إن "التشكيل الجديد يحاول اختزال الثورة في نفسه فقط، وفي دعوة باقي الفصائل الأخرى للانضمام إليه، كما يحاول إظهار خوفه على الثورة السورية، التي حاربت "جبهة فتح الشام" إحدى أهم مكوناته، معظم فصائل الجيش الحر، التي تشكل عصب الثورة وعمودها الفقري".
ويرى محللون أنّ "فصائل المعارضة في الشمال السوري، ستتجه للاندماج في "حركة أحرار الشام" الإسلامية خوفاً من غارات التشكيل الجديد عليها، الذي يرى في كل من شارك في مفاوضات أستانة عدواً، ما يجعل ساحة الشمال السوري مقتصرة على فصيلين فقط، إلى جانب فصائل أخرى تعمل في مناطق درع الفرات، قرب الحدود التركية".