كشف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، أن خمسة أحزاب سياسية جزائرية معنية بالمشاورات الأولية، التي يقوم بها الوزير الأول، عبد المالك سلال، لتشكيل الحكومة، فيما جددت أحزاب السلطة دعوتها لجماعة "الإخوان المسلمين" في الجزائر للمشاركة في الحكومة المقبلة.
وأكد ولد عباس في مؤتمر صحافي أن "حزبه وحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وحركة مجتمع السلم التي تمثل الإخوان المسلمين بالجزائر، وحزب تجمع أمل الجزائر، المنشق عن إخوان الجزائر عام 2012، وحزب الحركة الشعبية الجزائرية، المنشق عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية معنية بمشاورات تشكيل الحكومة".
وأعلن ولد عباس أن "حزبه الفائز بالانتخابات البرلمانية بحصوله على 164 مقعدا من مجموع 462 مقعدا، لا يعارض توسيع الحكومة لتشمل عددا من الأحزاب السياسية التي تدعم برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة".
وبشأن الجدل الذي أثاره الكشف عن مشاورات يجريها الوزير الأول الحالي، عبد المالك سلال، وما إذا كان الرئيس بوتفليقة قد كلفه رسميا بتشكيل الحكومة، قال ولد عباس إن "الرئيس بوتفليقة هو المخول للإعلان عن اسم الوزير الأول وفريقه، وفقا لما ينص عليه الدستور".
واعتبر مراقبون أن "سلال بدأ مشاوراته مع قادة أحزاب سياسية لتشكيل الحكومة، دون انتظار إعلان المجلس الدستوري النتائج النهائية للانتخابات، يوم الأربعاء، ودون أن يسبق تكليفه من قبل الرئيس بوتفليقة، مشاورات بين هذا الأخير مع قادة أحزاب الأغلبية البرلمانية، وهما حزبا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، وفقاً لما ينص عليه الدستور الجديد، المصادق عليه في السادس من فبراير/شباط 2016".
وفي سياق آخر دعا قادة أحزاب السلطة، جماعة "الإخوان المسلمين" في الجزائر، ممثلة في حركة مجتمع السلم التي حلت الثالثة في الانتخابات، إلى القبول بالمشاركة في الحكومة، وقال أمين عام جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، إنه "يرغب في أن يقرر مجلس شورى حركة مجتمع السلم المشاركة في الحكومة المقبلة، استجابة لدعوة الرئيس بوتفليقة، وأثنى ولد عباس على إخوان الجزائر ووصفهم بالوطنيين والسياسيين المعتدلين".
من جهته أكد أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، أنه يرغب في أن تضم الحكومة كوادر من حركة مجتمع السلم، وأنه لا يجد حرجاً في أن يشارك الإسلاميون في الحكومة. ويعرف عن أويحيى عداوته السياسية مع الإسلاميين، حيث يوصف في أوساطهم بـ"الرجل الاستئصالي"، لكنه عدل في الفترة الأخيرة من مواقفه تجاه الإسلاميين.