أنهى المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زاد، اليوم الأحد، في الدوحة، ثلاثة أيام من المحادثات التي لم يعلن عنها رسمياً، مع أعضاء في المكتب السياسي لحركة "طالبان" المقيمين في الدوحة، ثم غادر إلى كابول والتقى الرئيس الأفغاني أشرف غني، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة "طالبان" في 2019.
ووفق تصريحات مصدر مسؤول في "طالبان"، رفض الكشف عن هويته، لوكالة "أسوشيتد برس"، ركزت المحادثات مع المبعوث الأميركي على استئناف عملية السلام الأفغانية وإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان.
وحضر المحادثات، التي لم يعلن عنها رسمياً في الدوحة، كل من خير الله خير خوا، حاكم "طالبان" السابق في هيرات، ومحمد فاضل، قائد الجيش السابق في الحركة، وكلاهما كانا معتقلين في السابق في سجن غوانتنامو، ومن ضمن خمسة من كبار أعضاء الحركة الذين أطلق سراحهم من السجن في مبادلة مع الجندي الأميركي بودي بيردعال، الذي أسرته "طالبان" عام 2009، وهي الصفقة التي توسطت فيها قطر، حيث يتواجدون حالياً، بموجب اتفاق مع واشنطن.
وحسب ما تسرّب من المحادثات بين المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان ومسؤولي الحركة، فإن "طالبان" طرحت فكرة تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، وتشكيل حكومة مؤقتة وحيادية، كما اقترحت أن يرأسها عبد الستار سيرات، وهو رجل دين طاجيكي. في حين قدم زلماي خليل، وفق مصادر في الحركة، مقترحاً لتحقيق تسوية الأزمة الأفغانية في غضون ستة شهور، وهي مدة اعتبرتها الحركة قصيرة للغاية، كما اقترح وقفاً لإطلاق النار رفضته.
ولم يجر الاتفاق خلال جولة المباحثات هذه على إطلاق سراح أي سجناء أو فتح مكتب لـ"طالبان" أو رفع حظر السفر المفروض على قادة الحركة، وهي مطالب سبق لـ"طالبان" أن طرحتها في المفاوضات السابقة، كما كانت أصدرت بيانا، في وقت سابق من هذا الشهر، طالبت فيه برفع العقوبات المفروضة على قادتها، والإفراج عن السجناء، والاعتراف بمكتبها السياسي في الدوحة، غير أن الحكومة الأفغانية تعارض بشدة الاعتراف به.
وقال المبعوث الأميركي، للصحافيين المحليين، إنه يأمل في "التوصل إلى اتفاق سلام قبل 20 إبريل من العام المقبل"، بحسب "رويترز".
ومن المقرر أن تجري أفغانستان انتخابات رئاسية في 20 إبريل/نيسان 2019.