وفي ظلّ وجود أعداد كبيرة من الألغام التي زرعتها قوات "داعش" في الأراضي الزراعية، وعدم اكتراث سلطات الأمر الواقع التي فرضتها قوات سورية الديمقراطية، يعزف عدد من المزارعين عن التوجه لبذار أراضيهم تزامناً مع بدء موسم بذار الأراضي الزراعية البعلية، فيما تدفع الحاجة إلى العمل آخرين للمغامرة بحياتهم لكسب أرزاقهم.
ووفقاً للمعهد السوري للعدالة، وصل عدد المدنيين الذين قتلوا بسبب الألغام في مدينة منبج وريفها منذ بداية الحملة العسكرية فيها إلى أكثر من 200 شخص، بينهم حوالي 70 طفلاً وأكثر من 50 امرأة، فيما يقدّر عدد المصابين بحوالي 150 مصاباً.
وقال أحمد محمد، وهو ناشط حقوقي وأحد أبناء مدينة منبج، "لا يزال خطر الألغام موجوداً في أراضي ريف منبج الشمالي والجنوبي والشرقي، خاصة تلك التي شهدت اشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية وتنظيم داعش، يرى المزارعون هناك الكثير من الألغام، إضافة إلى القنابل غير المنفجرة وبقايا القذائف، وقد سجلنا 4 حوادث انفجار في الأسبوع الأخير فقط".
وتابع "للأسف يضطر الكثيرون للعودة إلى منازل وأراضٍ زراعية تحتوي على الألغام، يغامرون بحياتهم ليعيشوا، ولم نستطع حتى اليوم أن نغير هذا الواقع بواسطة حملات التوعية، لذلك هناك خسائر بشرية تقع كل يوم بسبب الألغام، وبسبب تخاذل قوات سورية الديمقراطية في مساعدتهم، يحاولون تفكيك الألغام أو إزالتها بأنفسهم فتنفجر بهم".
وعملت عدد من المنظمات الإنسانية والحقوقية على توعية أهالي المناطق التي انسحب منها تنظيم "داعش" حول خطورة الألغام والذخائر غير المنفجرة ومخلّفات الحرب، ومن ضمنها حملة"سورية بلا ألغام" التي جرت في مدينتي منبج وجرابلس.
ويتوقّع أن يلقي هذا الخطر بظلاله على الواقع الاقتصادي في المدينة وريفها، إذ يعتمد السكان بشكل أساسي على زراعة الزيتون والقطن والبقوليات والمحاصيل الزراعية كالقمح والشعير.