العراق: خارطة انتشار جديدة وعزل مناطق صحراوية للحد من هجمات "داعش"

20 مايو 2020
خارطة انتشار جديدة في مناطق الشمال والغرب(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

بدأت القوات العراقية، اليوم الأربعاء، تنفيذ خارطة انتشار جديدة في مناطق شمال وغرب البلاد، تعتمد على عزل مناطق صحراوية وجبلية وأخرى قروية ونائية شهدت في الفترة الأخيرة هجمات متصاعدة لتنظيم "داعش".

وبحسب مسؤول عراقي بارز في رئاسة أركان الجيش بالعاصمة بغداد، تحدّث لـ"العربي الجديد"، فإن قوات الجيش ضمن عمليات الأنبار ونينوى وكركوك والبادية والجزيرة وديالى، مدعومة بقوات محلية من الشرطة العراقية وفصائل "الحشد الشعبي"، بدأت عملية انتشار جديدة تهدف إلى تضييق مساحة تحركات مسلحي التنظيم، خاصة ليلاً. مشيراً إلى أن "عملية الانتشار سترافقها عمليات نوعية لقوات جهاز مكافحة الإرهاب، تستهدف مناطق رخوة وأخرى وضعت ضمن تصنيف مناطق تحوي بؤرا إرهابية".

وبحسب المسؤول ذاته، فإنه سيتم قطع طرق التواصل بين المدن والبلدات الرئيسية شمال وغرب العراق والمناطق الصحراوية والجبلية وتلك الحدودية أو غير المأهولة، ورصد الداخلين والخارجين منها وإليها، بالتزامن مع بدء عملية مراجعة معلومات أمنية شاملة، وتخصيص مكافآت مالية للإدلاء بمعلومات أمنية من قبل المواطنين".



وفي الشأن، كشف المسؤول إياه، عن أن التقارير الحالية كلها تشير إلى أن عدد عناصر "داعش"، المنخرطين ضمن خلايا إرهابية نشطة، لا يتجاوز 300 عنصر، وغالبيتهم يتواجدون في مناطق صحراوية وجبلية ضمن نينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين، وقسم قليل جداً داخل المدن، ويتنقلون ليلاً، وحالياً اعتمادهم على الدراجات النارية لا السيارات بشكل كبير، ويسعون إلى إعادة جمع أسلحة ومواد متفجرة نوعية مثل مدافع الهاون والمتفجرات الخام التي تدخل في إعداد السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة.

وأشار إلى أن "هدف عناصر داعش هو الحصول على منطقة مستقرة أو آمنة لتجميعهم وترتيب أوضاعهم، وتسعى القوات العراقية إلى عدم منحهم هذا الهدف، من خلال استمرار عمليات التمشيط والتفتيش في المناطق المختلفة، مع معاودة سلاح الجو العراقي طلعاته الاستكشافية".

ورجح "عودة التنسيق بين القوات العراقية والبشمركة بشأن المناطق المتنازع عليها لتأمينها ومنع وجود جيوب إرهابية ضمن نينوى وكركوك سيكون قريباً جداً".

وبلغت حصيلة ضحايا الاعتداءات الإرهابية التي نفّذها تنظيم "داعش"، منذ مطلع الشهر الحالي، قرابة 30 قتيلاً، فضلاً عن تسجيل أكثر من 40 جريحاً، بينهم قوات أمن وعناصر من "الحشد الشعبي"، بهجمات مسلحة شملت كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى، في تصعيد واضح لعمليات بقايا تنظيم "داعش" في العراق.

واليوم الأربعاء، قال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق عبد الوهاب الساعدي، في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "جهاز مكافحة الإرهاب سيقوم بعمليات نوعية بالتنسيق مع العمليات المشتركة لملاحقة بقايا عصابات داعش الإرهابية"، موضحاً أن "العمليات النوعية التي سيقوم الجهاز بتنفيذها مخطط لها مسبقاً وفقاً لمعلومات استخبارية". وأكد استمرار العمليات حتى القضاء على بقايا "داعش".



في المقابل، قال قائد عمليات غرب نينوى، اللواء الركن جبار الطائي، في بيان، إن "عمليات عسكرية مشتركة انطلقت فعلاً في مناطق عدة من المحافظة ونجحت في قطع طرق تنقل فلول عصابات داعش الإرهابية ومطاردتهم في عمق الصحراء"، مؤكداً أن "العملية ستواصل تمشيط مناطق في عمق الصحراء ومهاجمة أوكار تنظيم داعش".

وتواصل القوات العراقية، منذ مطلع الأسبوع الحالي، سلسلة عمليات نوعية تستهدف بشكل مباغت جيوب وخلايا إرهابية تتبع التنظيم، ضمن ما تطلق عليه مصطلح العمليات الاستباقية

مقابل معاودة التحالف الدولي الإعلان عن تنفيذ عمليات قتالية مع القوات العراقية تستهدف مسلحي التنظيم.

ويرى عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، عبد الخالق العزاوي، أن البلد يمر بمرحلة حرجة من الناحية الأمنية، ما يتطلب وضع حلول سريعة للخلاص من الخلايا الإرهابية.

وأوضح أن "الأزمات التي يمر بها البلد في الوقت الحالي، ومنها عودة نشاط خلايا تنظيم داعش الإرهابي، تتطلب وضع حلول سريعة. ودور طيران التحالف الدولي يعتبر مهماً في المرحلة الحالية للقضاء على جيوب وأوكار التنظيم، بالاشتراك مع القوات المسلحة العراقية"، مؤكداً أن "البلاد بحاجة إلى الإسناد الجوي للتحالف وتبادل المعلومات والاستطلاع"، بحسب تصريح تداولته وسائل إعلام محلية عراقية".

وحول ذلك، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي العقيد المتقاعد علي التميمي، لـ"العربي الجديد"، إن أعداد وتحركات تنظيم "داعش"، ما زالت مسيطرا عليها من قبل القوات العراقية ويمكن إعادتها إلى وضعها السابق الذي كانت عليه مطلع العام الحالي أو نهاية عام 2019، إذ سجل عدد الهجمات صفرا في أحد الأشهر.

وبين أن "الخطة الحالية للقوات العراقية هي مواصلة الضغط والهجوم لإنهاء أي بوادر صعود في قوة التنظيم، وهذا مهم للغاية. وفي حال استمرار العمليات قد نلمس تراجعاً كبيراً في هجمات داعش الإرهابية في الشهرين المقبلين، خاصة مع عودة التنسيق مع قوات التحالف الدولي".