ذكرت صحيفة "معاريف" أن الجيش الإسرائيلي يعكف حالياً على تنفيذ خطة تهدف إلى تحسين قدرة قواته على تنفيذ هجمات سريعة من خلال تحسين آليات التعاون بين سلاحي المشاة والجو.
وأضافت الصحيفة أنه وفق الخطة الجديدة تقرّر تدشين أطقم خاصة تعمل على تطوير التعاون بين قوات المشاة وسلاح الجو، أطلق عليها "طواقم المساعدة والهجوم".
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري كبير قوله إنه من خلال تطبيق الخطة الجديدة سيكون بإمكان الجيش الإسرائيلي مهاجمة أهداف في غضون دقائق.
وأشارت إلى أن قيادة الجيش شرعت في تطبيق المرحلة الأولى من الخطة عبر البدء في تدشين وحدة متعددة الأبعاد، مشيرة إلى أنه حتى نهاية العام سيتم تدشين الطاقم الأول من "طواقم المساعدة والهجوم".
وأوضحت "معاريف" أن "طواقم المساعدة والهجوم" تضم ضباطاً وجنوداً يؤدون أدواراً محددة وتعتمد على مهارات مبتكرة، تهدف إلى إحداث تطور كبير على آلية استخدام النيران من قبل كتائب المشاة التي تتولى مهمة المناورة البرية، عبر إسنادها من قبل سلاح الجو.
ولفتت الصحيفة إلى أن المشروع الجديد يهدف إلى تنفيذ هجمات في غضون دقائق من خلال توظيف "أطقم المساعدة والهجوم" في تمكين قوات المشاة التي تتولى عملية المناورة البرية، من جمع المعلومات التي تساعد على تحديد أهداف يمكن للطائرات المقاتلة ضربها.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنه بحسب الخطة الجديدة فإن قوات المشاة التي تتولى عملية المناورة البرية ستعمل على توجيه سلاح الجو إلى ضرب الأهداف بشكل مباشر من خلال استخدام تقنيات متقدمة وعبر منظومات تحكم ومراقبة مشتركة لكل من سلاحي المشاة والجو، بهدف تقصير الوقت الذي يستغرقه منح الإذن بتنفيذ الهجمات من قبل كبار الضباط أثناء القتال.
وأشارت "معاريف" إلى أن الضباط والجنود العاملين في هذه الطواقم سيكون بإمكانهم تشغيل طائرات لتنفيذ هجمات لإسناد القوات البرية التي تعمل على الأرض.
وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن منح الإذن لسلاح الجو بتنفيذ هجمات في وقت توجد فيه قوات على الأرض استغرق الكثير من النقاش داخل الجيش الإسرائيلي على مدى سنوات عديدة، على اعتبار أن قوات المشاة والجو كانت مضطرة للانتظار وقتاً طويلاً قبل تنفيذ الهجمات، وهو ما كان يثير إحباط الضباط في ساحة القتال.
وأشارت إلى أن الحاجة إلى خطة العمل الجديدة جاءت أيضاً بسبب استياء الضباط من غياب لغة مشتركة وعدم توفر منظومة تحكم موحدة بين سلاحي المشاة والجو بشكل يمنع التعاون بينهما، وهو ما يحول دون تطوير وتحسين أداء قوة نيران الجيش أثناء القتال.
ونقلت عن ضباط في الجيش قولهم إن غياب التعاون بين سلاح المشاة والجو أدى في كثير من الأحيان إلى مرور وقت طويل قبل الحصول على الإذن بتنفيذ الهجمات.
وبحسب الصحيفة فإن "طواقم المساعدة والهجوم" ستكون خاضعة لقادة الكتائب التي تتولى عملية المناورة على الأرض، مشيرة إلى أن كل طاقم من هذه الطواقم سيتشكل من تسعة أفراد، خمسة من المشاة بقيادة ضابط من سلاح المدفعية، وضابط من سلاح الجو، وثلاثة جنود يتم إعدادهم بشكل خاص في سلاحي الجو والمشاة.
ونقلت الصحيفة عن قيادة الجيش قولها إنه حتى نهاية العام المقبل سيتم تدشين ستة من طواقم "المساعدة والهجوم".
هكذا يمكن إلحاق الهزيمة بـ"العدو"
من ناحية ثانية، انتقد رئيس هيئة أركان الجيش السابق، النائب يائير غولان، استراتيجية بناء القوة العسكرية في الجيش والتي تتسم بإهمال سلاح المشاة، محذراً من أن هذه الاستراتيجية لا تسهم في تمكين إسرائيل من حسم المواجهة ضد "حزب الله"، أو "حركة حماس" وتطيل أمد حرب الاستنزاف القائمة حالياً.
وفي مقال كتبه ونشرته "هآرتس" نقل الصحافي يوسي ميلمان عن غولان قوله إن تحقيق الحسم وإنهاء حرب الاستنزاف يتطلبان تخصيص استثمارات كبيرة لضمان تحسين قدرات سلاح المشاة، محذراً من أن إسرائيل لا يمكنها تحقيق الحسم عبر الاعتماد فقط على قوة النيران والاستخبارات.
وشدد غولان على أن الاهتمام ببناء سلاح المشاة وتعزيز قدراته هو فقط الكفيل بضمان إلحاق هزيمة بـ "العدو وإجباره على الاستسلام".
وفي السياق أشار الصحافي يوسي ميلمان إلى أن الجيش يواصل إهمال سلاح المشاة في وقت يواصل الاهتمام بمتطلبات سلاح الجو عبر شراء الطائرات.
ولفت إلى أنه "على الرغم من أن الجيش بات يعي أنه مطالب بتقليص نفقاته المالية في أعقاب تفشي وباء كورونا وما أعقبه من مشاكل اقتصادية، إلا أنه يطالب بتخصيص مقدرات مالية كبيرة لشراء الطائرات على حساب الاهتمام بسلاح المشاة".
وبيّن الصحافي الإسرائيلي أن سلاح الجو تزود حتى الآن بعشرين طائرة من طراز "أف 35" المتطورة، مشيراً إلى أن سلاح الجو يرغب في الحصول على 13 طائرة أخرى من هذا الطراز.
وأوضح أن قائد سلاح الجو عميكام نوركين معني باستبدال طائرات النقل العسكرية الحالية من طراز "يسعور" بطائرات من طراز مختلف، مشيراً إلى أن فاتورة شراء الطائرات الجديدة تتراوح بين مليار ومليار ونصف المليار دولار.
وأشار إلى أن كلاً من سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" معنيان بشراء 6 طائرات من طراز "V-22"، وهي طائرات قادرة على نقل عناصر الوحدات الخاصة إلى مناطق بعيدة، مثل إيران، العراق، منطقة جنوب البحر الأحمر.
وقدّر ميلمان كلفة التزود بالطائرات الجديدة بـ 6 مليارات دولار، مشيراً إلى أن هذا المبلغ ستتم تغطيته من المساعدات السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل.