هيمنت اعتداءات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على خطب العيد لهذه السنة، بحيث اتفقت، في عدد من الدول الإسلامية، على إدانة التطرف واستنكار "الفكر المتشدد"، مع الحرص على إبراز سماحة الإسلام، وذلك على خلفية تنامي خطر الهجمات في عدد من الدول، آخرها ما وقع في السعودية وتركيا.
ووصف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، التفجيرات التي وقعت أخيراً في المملكة العربية السعودية، ومدينة اسطنبول التركية، بأنها "ضالة وحرف لبوصلة صراع الأمة"، حيث ذكر، خلال خطبة عيد الفطر، في مدينة غزة، صباح اليوم الأربعاء، أن "القتل الأعمى والتفجيرات الدموية التي تضرب قلب الأمة، ووصلت إلى مشارف حرم ومدينة رسول الله، وضربت مطار أتاتورك في إسطنبول، ضالة وتمثل حرفاً لبوصلة صراع الأمة ضد عدوها الصهيوني"، وفق تعبيره.
وأضاف: "نرفض الاقتتال والفكر المتطرف، والتفجيرات الدموية والطائفية، وأي معركة خارج ساحة القدس معركة خاسرة".
من جهتهما، أعرب خطيبا العيد في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة عن إدانتهما واستنكارهما للتفجيرات التي شهدتها السعودية قبل يومين، والتي كان أحدها قرب الحرم النبوي، وتوعدا من وصفوهم بـ"الداعشيين" بأن "لدى الدولة من الإمكانات والقوة ما يصد كل متطاول ومن يحاول النيل من دينها أو استقرارها".
كما دعا مفتي الجمهورية اللبنانية، عبد اللطيف دريان، المسلمين إلى "مكافحة العنف الذي يرفضه الدين الإسلامي"، مشدداً في الوقت نفسه على "مركزية" القضية الفلسطينية بالنسبة للعالمين العربي والإسلامي.
وقال دريان، في خطبة عيد الفطر اليوم، بمسجد محمد الأمين، وسط العاصمة اللبنانية بيروت، إن "هذه السنين كانت ولا تزال سنوات مشقة على العرب والمسلمين بهذه المنطقة من العالم، ونحن مطالبون بأن نكون على قدر المسؤولية".
وأضاف أن "من واجب المسلم مكافحة العنف الذي تمارسه جهات إقليمية ودولية، إضافة إلى آلاف من الشبان الذين يمارسونه باسم الإسلام، وهذا إجرام بحق الأديان والأوطان والإنسانية".
وحذّر وزير الأوقاف الأردني، وائل عربيات، من جهته، الشباب في بلاده من "الانجرار خلف الفكر المتطرف"، مشدداً على ضرورة استثمار الطاقات الشابة لبناء الوطن والمستقبل.
وقال عربيات، خلال خطبة صلاة العيد، التي أقيمت في ساحة المدينة الرياضية بعمّان وأدّاها الآلاف، إن "الشباب قوة مؤثرة وعماد هذا الوطن والمستقبل، فلنولهم كل اهتمام ورعاية"، داعياً الشباب إلى أن يكون سلوكهم وعملهم يقوم على خدمة صالح الوطن.
وأشار إلى انتشار ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، مستشهداً بالتفجير الذي تعرض له محيط المسجد النبوي، في المدينة المنورة، بالمملكة العربية السعودية، الإثنين.
ودعا إمام وخطيب المسجد الكبير في الكويت، وليد العلي، السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى "الإعداد للفئات الضالة ما استطاعوا من قوة، والاعتناء بتحصين الشباب عصب المجتمع"، وفقاً لتعبيره.
وقال الإمام، في خطبة عيد الفطر، إن "المفسدين في كل زمان ومكان هم أعداء البشرية، وسيتربصون بالكويت الدوائر ما دامت عاصمة للإنسانية".
وشدد على أن "الراصد والمتابع لخداع هذه المنظمات الإرهابية (دون تسميتها)، ومكر إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي (التابعة للتنظيمات)، وكيف تصطاد الشباب والفتيات بشباكها الفكرية، ليقطع بضرورة محاربتها بالطرق الأمنية والشرعية، وكشف زيفها بالاستعانة بوسائل العصر الإلكترونية، التي تستدعي تظافر القطاعات الحكومية والأهلية، مع عناية الأسرة (الكويتية) بتحذير أبنائها من المسالك الرديئة".
وفي السياق، دعا أئمة تونسيون، خلال خطبة عيد الفطر، صباح اليوم الأربعاء، إلى مكافحة الإرهاب، والعمل من أجل تحقيق الوحدة بين المسلمين.
وخصص خطيب مسجد جامع مالك بن أنس، في ضاحية قرطاج، شمالي العاصمة التونسية، خطبة صلاة العيد، للحث على مكافحة الإرهاب، والدّعاء للأمنيين والعسكريين الذين يعملون على حماية حدود البلاد.
أما في جامع "الزيتونة" (المسجد الرئيس في تونس القديمة) في العاصمة، فقد دعا الخطيب، هشام بن محمود، إلى تحقيق الوحدة بين المسلمين لمواجهة "الفتن والدمار" الذي حل في بلادهم.