خطاب أوباما بهافانا لم يطو صفحة "العداء" مع كوبا

22 مارس 2016
أوباما ينهي زيارته لكوبا دون الاتفاق على كل الملفات(Getty)
+ الخط -

انتهت زيارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لكوبا، ولكن "حالة العداء" بين البلدين لم تنته بعد، بحسب ما يمكن فهمه من كلمة أوباما إلى الشعب الكوبي، في ختام زيارته التاريخية للجزيرة، والتي لا تبعد عن سواحل ولاية فلوريدا سوى 90 ميلاً، ولا تزال تفصلها عن الولايات المتحدة الكثير من الحواجز التاريخية والأيديولوجية، وأجيال من المنفيين والمبعدين، والثائرين على الطرف الآخر، وفقاً لتوصيف أوباما في كلمته الختامية.

واستنجد الرئيس الأميركي، لوعيه بحقيقة العقبات والموانع الفاصلة بين الجزيرة الدافئة والأراضي الأميركية المترامية الأطراف، بأشهر مقولات الشاعر الكوبي الراحل، خوسيه مارتي، والذي يطلق اسمه على المطار الدولي في هافانا، والعديد من الساحات والمعالم العامة في البلاد، حيث قال لدى وداعه مضيفيه: "مثلما عرض شاعركم الشهير خوسيه مارتي، في أشهر قصائدة، عرابين الصداقة والسلام لأصدقائه وأعدائه، على حد سواء، فإني اليوم، بصفتي رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، أقدّم للشعب الكوبي إكليلاً من الورود البيضاء"

وأوباما، بذلك، يكون قد قدّم وردته البيضاء لعدو أو صديق، لا فرق لديه، ما دام أن ذلك سيحفظ لبلاده حق العداء وحق الصداقة في آنٍ واحد، لكن لم ينس أن يشير إلى حجم التغيير الهائل الذي حدث في جبهتي الطرفين، حيث التقط مشهداً لافتاً من مشاهد الانتخابات الأميركية التنافسية الحالية لم يلتفت إليه أحد من قبل، حين قال إن مرشحين اثنين من أصل كوبي يسعيان حاليا لتمثيل الحزب الجمهوري، ويريد كل منهما أن يخلف رئيسا أميركيا أفريقيا، ويبذلان جهدهما من أجل التغلب على رجل أبيض من حزبهما، وامرأة من الحزب الآخر، أو رجل اشتراكي ينافسهما على رئاسة أميركا. 

وأشار أوباما إلى أن مثل هذه المشهد لم يكن ليتخيله أحد قبل خمسين عاماً أو أقل.

اقرأ أيضاً: أوباما: جئت إلى كوبا "لدفن آخر بقايا" الحرب الباردة

وجاء حديث الرئيس الأميركي عن السلام والتآزر والحب والورود بعد دعوته العالم أجمع، بمختلف أعراقه وأطيافه، للتحالف ضد الشر والكراهية والإرهاب، وهو رد فعل هادئ من جانبه على ما جرى في بلجيكا، بالمقارنة مع انفعاله وغضبه العارم عقب وقوع هجمات باريس.

فقبيل مغادرته العاصمة الكوبية هافانا، أعلن عن إدانته للعمليات التفجيرية الإرهابية ضد الأبرياء التي حدثت، صباح اليوم الثلاثاء، في عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل، معرباً عن تضامنه، نيابة عن الشعب الأميركي، مع الشعب البلجيكي، مؤكداً أن بلاده ستعمل كل ما هو ضروري لدعم ومساعدة بلجيكا "الصديقة والحليفة"، في سبيل إلقاء القبض على أولئك الذين يقفون وراء العملية الإرهابية الجديدة.

ولفت أوباما إلى أن مثل هذه الهجمات ما هي إلا تذكير للعالم بأن عليه أن يقف موحداً ضد الإرهاب، بمختلف أوطانه وأطيافه العرقية والدينية، قائلاً: "إننا قادرون معاً على مجابهة هؤلاء الذين يهددون أمننا وسلامة مواطنينا في مختلف أنحاء العالم، وسوف نفعل ذلك".

هذا وشددت المدن الأميركية الكبرى والمطارات إجراءاتها الأمنية، وسط مخاوف من أي هجمة إرهابية مفاجئة، فيما كثفت محطات التلفزة الأميركية تغطياتها المباشرة من بلجيكا، بحيث ألغت كافة برامجها المسبقة.​

اقرأ أيضاً: غيفارا خلف أوباما...الصورة التي أثارت المدونين الأميركيين

دلالات