خسارة إدلب تهزّ صورة نظام الأسد

10 سبتمبر 2015
باتت "جبهة النصرة" تسيطر على معظم إدلب(فادي الحلبي/فرانس برس)
+ الخط -
خسر النظام السوري، آخر قاعدة عسكرية له في محافظة إدلب، بعدما تمكّنت فصائل المعارضة السورية و"جبهة النصرة"، أمس الأربعاء، من اقتحام مطار أبو الظهور العسكري، المتوقّف عن العمل منذ نحو سنتين، بسبب حصار فصائل المعارضة و"النصرة" له. ويحوي المطار على صيد ثمين، إذ إنّ المئات من عناصر النظام تحصّنوا طويلاً في داخله. 

وتؤكد مصادر ميدانية عدّة في ريف إدلب لـ"العربي الجديد" أنّ "المطار شهد اشتباكات حادة، مساء الأربعاء، بعدما اقتحمته فصائل المعارضة وجبهة النصرة الذين فرضوا عليه حصاراً خانقاً لوقت طويل"، مشيرين إلى أنّ "النصرة لم تعلن عن سيطرتها عليه، رسمياً، على الرغم من تأكيد السيطرة بالكامل على المطار من قبل بعض العناصر المشاركة في الهجوم".

وتفيد معلومات خاصة لـ"العربي الجديد" بأنّ العشرات من قوات النظام، وقعوا بين قتيل وأسير، إذ نشر ناشطون صوراً لبعض الجنود أثناء القبض عليهم خلال المواجهات العنيفة، لافتة إلى أنّه في الوقت عينه، تمكّنت معظم قوات النظام التي كانت تتمركز في المطار، من الانسحاب نحو ريف حلب الجنوبي، وتحديداً نحو حواجز قوات النظام على طريق حلب ــ إثريا الصحراوي، الذي يعدّ خط إمداد النظام السوري الوحيد إلى مدينة حلب.

وتداول ناشطون صوراً، عبر شبكة الإنترنت، يظهر فيها عناصر من المعارضة المسلّحة، تعمّدوا التقاطها، إلى جانب طائرات "ميغ" الحربية. وبدا واضحاً، أنّها التُقطت بالتزامن مع موجة الغبار الكثيف التي تجتاح معظم الأراضي السورية، منذ أمس الأربعاء، والتي استغلّها عناصر "النصرة"، إذ إنّ انعدام الرؤية منع قوات النظام من استخدام سلاح الجو، الذي كان يقصف به منذ أشهر، محيط المطار العسكري، لإعاقة تقدم عناصر الفصائل المسلحة الذين يشنّون هجمات متتالية هناك.

وفي سابقة لافتة، استبق النظام إعلان المعارضة، رسمياً، عن نبأ خروج المطار عن سيطرته، إذ بثّ التلفزيون الرسمي، خبراً عاجلاً، عند الحادية عشرة، صباح أمس، يفيد بأنّ "قوات النظام في مطار أبو الظهور تخلي مواقعها إلى نقطة أخرى".

اقرأ أيضاً: "النصرة" تسيطر على مطار أبو الظهور في إدلب

ويستبعد المحلل العسكري، أحمد رحّال، احتمال أن يكون النظام فعلاً قد نقل قواته، لا أن يكون تلقى خسارة كبيرة، مشيراً إلى أنّ "أقرب نقطة يمكن لهم الانسحاب نحوها، تقع في خناصر في ريف حلب الجنوبي، على بعد نحو 40 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من المطار. كما أنّه لا يوجد لهم صديق في الطريق إليها، ما يجعل أمر انسحابهم من المطار صعباً، إلّا إذا سُمح لهم بذلك، بشكل متعمد".

وحول أهمية المطار، يشير رحّال في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "مطار أبو الظهور لا أهمية استراتيجية كبيرة له، كونه خارج الخدمة. فالحصار المفروض عليه، حوّل أي طائرة، من الممكن أن تتحرك صعوداً أو هبوطاً، إلى هدف أرضي يُمكن استهدافه"، مستدركاً، "لكن خروجه عن سيطرة النظام يحرمه من استخدامه كجسر جوي، في حال شنّ عملية عسكرية كبيرة في ريف إدلب مستقبلاً".

لكن يجد المحلل العسكري في خسارة النظام للمطار، أهمية معنوية كبيرة، "لأنّه فقد آخر قاعدة عسكرية له في إدلب"، لافتاً إلى أنّ "الأسد سيظهر أمام مؤيديه مرّة أخرى، بمظهر غير المبالي بعناصره، لأنّه ترك ما بين 500 إلى 600 من قواته محاصرين هناك لأشهر طويلة، ليثبت وجوده فقط، على الرغم من مصيرهم المحتّم، كما فعل سابقاً في مناطق عديدة، كان آخرها، في المستشفى الوطني في جسر الشغور".

وكان مطار أبو الظهور العسكري يحوي سابقاً، بحسب رحّال، سرب مقاتلات ميغ 21 (كل سرب يضم بين 12 إلى 30 طائرة)، وسرب مقاتلات ميغ 23،  بالإضافة إلى سرب طائرات لام 39، تم نقله، لاحقاً، إلى حلب، منذ نحو سنتين. كما توجد في المطار ورشة لتصنيع البراميل المتفجرة.

وبالإضافة إلى قاعدة أبو الظهور، هناك مطار مماثل في إدلب، قرب بلدة تفتناز جنوبي المحافظة، الذي تمكّنت فصائل المعارضة المسلّحة من السيطرة عليه بداية العام 2013.  ويخشى مراقبون، أن يشنّ النظام حملة قصفٍ انتقامية وعشوائية في المحافظة، لتعويض خسارته، كون مطار أبو الظهور، الثكنة الأهم للأسد في إدلب، فضلاً عن أنّ معظم إدلب، بات تحت سيطرة المعارضة، باستثناء بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام، والمحاصرتين منذ نحو ستة أشهر.

اقرأ أيضاً: النظام يفشل مجدداً باقتحام الزبداني ومعارك بريف إدلب

المساهمون