أكّدت مصادر محلية مقتل ثلاثة ضباط من قوات النظام السوري، اليوم الاثنين، إثر سيطرة المعارضة السورية على موقع جديد في داخل حي المنشية بمدينة درعا، في حين قالت مصادر إن ثمانية مدنيين قتلوا بقصف على مدينة الباب شرق حلب.
وتحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن مقتل ثلاثة ضباط من قوات النظام السوري برتب "عميد، نقيب، ملازم أول" مع مجموعة من العناصر، إثر معارك مع المعارضة السورية المسلحة في حي المنشيّة بمنطقة البلد في مدينة درعا.
وبينت المصادر ذاتها، أنّ قوات المعارضة السورية المسلحة أحرزت تقدمًا جديدًا في حي المنشية ضمن إطار معركة "الموت ولا المذلة"، وقوات النظام في حالة من التراجع، والمعارك ما زالت مستمرة ولم تتوقف.
وقال الناشط أحمد المسالمة، لـ"العربي الجديد" إن قوات "الجيش السوري الحر" قامت، صباح اليوم الإثنين، بتفجير منزل بهم عن بعد في حي المنشيّة بمنطقة البلد في مدينة درعا، مؤكداً "مقتل كل عناصر النظام الذين تقدموا إلى المنزل بعد تفجيره عن بعد من عناصر الحر".
وأوضح المسالمة أن "قوات النظام حاولت، منذ الصباح، استرجاع مواقع سيطر عليها الجيش السوري الحر، خلال الساعات الماضية، في حي المنشية بدرعا البلد وسط قصف مدفعي وجوّي عنيف".
وارتفع عدد من قضوا من المعارضة السورية المسلحة خلال المعارك في حي المنشية، منذ أمس وحتى ظهر اليوم، إلى 9 قتلى، بينما قتل رجل وطفل في قصف مدفعي من قوات النظام السوري على بلدة المزيريب في ريف درعا، كما وقع جرحى بقصف صاروخي طاول منطقة درعا البلد.
وأعلنت "تنسيقية مدينة الباب" أنها وثقت مقتل ثمانية مدنيين بقصف جوي ومدفعي على مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
وتواصل قوات "درع الفرات"، منذ صباح اليوم، عملياتها العسكرية في مدينة الباب وبلدتي قباسين وبزاعة في محاولة منها لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بدعم من الجيش التركي.
من جهة ثانية، واصلت قوات النظام السوري عمليات خرق الهدنة، حيث شنت هجوماً على محاور قرية تل ممو في ريف حلب الجنوبي، إذ اندلعت اشتباكات ضد المعارضة السورية المسلحة، كما قصفت بالمدفعية والصواريخ بلدات المنصورة وكفر داعل وجمعية الصحافيين ومنطقة الراشدين غرب حلب موقعة أضراراً مادية.
من جانب آخر، ذكرت "تنسيقية الرقة تذبح بصمت" أن تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطر على قرى "السويدية كبيرة - الوديان - التريكية - بيوض" شمال مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، بعد شن هجوم معاكس على مواقع "المليشيات الكردية".
في الأثناء، جرح مدنيون جراء اشتباكات وقعت بين "هيئة تحرير الشام" وتنظيم "جند الأقصى" في ريفي حماة وإدلب، اليوم الإثنين، بحسب ما أفادت به مصادر محليّة.
وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الاشتباكات اندلعت إثر رفض تنظيم "جند الأقصى" حل نفسه واندماجه في "هيئة تحرير الشام"، كما أنه رفض النزول إلى محكمة شرعية للبت في القضايا المتنازع عليها.
وبينت المصادر ذاتها، أنّ الاشتباكات تركزت في محيط مقرات "لواء الأقصى" في بلدة التمانعة وأطراف مدينة خان شيخون وقرية تل عاس بريف إدلب الجنوبي، وبلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، مضيفة: "هيئة تحرير الشام قامت بشن هجومها بشكل مباغت".
ونوهت المصادر إلى أن "لواء الأقصى" هو ذاته تنظيم "جند الأقصى" الذي أعلن حل نفسه وبيعة "جبهة فتح الشام" في وقت سابق من العام 2016.
وأدت الاشتباكات بين "جند الأقصى" و"هيئة تحرير الشام" إلى إصابة عدد من المدنيين جراء الرصاص الطائش، بينما لم يتبين حجم الخسائر في صفوف الطرفين.
وتتهم المعارضة السورية المسلحة تنظيم "جند الأقصى" بالولاء لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وكانت قد اندلعت اشتباكات بينهما وأسفرت عن انضمام "جند الأقصى" لـ"جبهة فتح الشام"، ولاحقًا قامت الأخيرة بإعلان فك الارتباط بينها وبين تنظيم "جند الأقصى" نتيجة عدم التزامه بأوامر قيادة "فتح الشام".
وقامت "جبهة فتح الشام" "جبهة النصرة سابقًا" بالاندماج مع عدد من فصائل المعارضة السورية المسلحة ضمن تشكيل "هيئة تحرير الشام" ودعت باقي الفصائل للانضمام.
وفي السياق، أكّدت مصادر محليّة أن "هيئة تحرير الشام" و"لواء الأقصى" عقدا، مساء أمس الأحد، جلسة مفاوضات من أجل تسوية الخلافات وحل تنظيم "جند الأقصى".
وذكرت المصادر، أن تنظيم "جند الأقصى" أقرّ خلال المفاوضات ببيعته لـ"الدولة الإسلامية" و"تكفيره باقي فصائل المعارضة السورية المسلحة"، حيث طالبته "تحرير الشام" "بنقض البيعة والنزول في محكمة شرعية يرتضيها الطرفان من أي قاضٍ في الساحة".
وشددت المصادر على أنّ "جند الأقصى" رفض طلب هيئة "تحرير الشام" ما استدعى قيامها بالهجوم على مقراته، اليوم الإثنين، موضحة أن "الاشتباكات لا تزال على أشدها بين الطرفين في ريفي حماة وإدلب".