خروقات متقطعة في إدلب على وقع اجتماع عسكري تركي روسي

10 مارس 2020
شهد الشمال خروقات عدة من قبل قوات النظام (Getty)
+ الخط -
شهد اليوم، الثلاثاء، وليل أمس الإثنين، خروقات للاتفاق التركي الروسي لوقف إطلاق النار في إدلب شمال غربي سورية، والذي يدخل يومه الرابع بين قوات النظام ومليشيات مساندة لها، وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا من جهة أخرى.

يأتي ذلك على وقع اجتماع مرتقب بين وفدين عسكريين من تركيا وروسيا لبحث خطوات تطبيق اتفاق موسكو الأخير بين رئيسي البلدين بشأن الشمال السوري.

وقالت مصادر ميدانية على الأرض، لـ"العربي الجديد"، إنّ فصائل المعارضة صدت محاولة تسلل لقوات النظام والمليشيات، صباح اليوم الثلاثاء، على محور كفرتعال بالريف الغربي من حلب، في محاولة من قوات النظام للتقدم على تلك الجبهة، وتوسيع سيطرتها رغم إقرار وقف إطلاق النار على خطوط التماس.

وتمكّنت الفصائل من تأمين انشقاق عنصر من صفوف قوات النظام على جبهة ومحور ريف إدلب الشرقي، وهي حالة الانشقاق الثانية التي تؤمنها الفصائل لانشقاق جنود من قبل قوات النظام خلال الـ24 ساعة الماضية، إذ أمنت الفصائل، أمس الاثنين، انشقاق عنصر من صفوف قوات النظام على جبهة ريف حلب الجنوبي.

ويعد العنصران اللذان أقدما على الانشقاق من عناصر "المصالحات" الذين جندهم النظام في صفوفه عنوة بعد رعاية الروس لعدد من "المصالحات" في محافظات مختلفة.

وكان مساء أمس قد شهد عدة خروقات من قبل قوات النظام على جبهات مختلفة، حيث قصفت تلك القوات بأكثر من 15 قذيفة مدفعية معسكر المسطومة، الذي بات قاعدة ضخمة للجيش التركي، وبلدة المقبلة، دون إيقاع إصابات، كما استهدفت رتلاً للجيش التركي في محيط الفوج 46 بالقرب من مدينة الأتارب، غربي حلب، بالرشاشات الثقيلة. وطاول قصف قوات النظام أيضاً بلدة كفرعمة بالريف الغربي من حلب.

واستهدفت مدفعية النظام كذلك منزلين سكنيين في بلدة الفطيرة بجبل الزاوية ضمن الريف الجنوبي من إدلب، بقذيفتين صاروخيتين، ما ألحق أضراراً في المنزلين دون إيقاع إصابات في صفوف المدنيين.

وردت فصائل المعارضة بقصف مواقع لقوات النظام على جبهة العنكاوي بالريف الجنوبي من إدلب، مستهدفة عربة عسكرية لقوات النظام، ما أدى لمقتل عنصرين من صفوف تلك القوات، حسب ما أفادت مصادر عسكرية على الأرض، كما استهدفت الفصائل مواقع قوات النظام والمليشيات المدعومة في الفوج 46 بريف حلب الغربي، رداً على قصف قوات النظام والمليشيات لعديد من المواقع في إدلب.

ورغم ذلك، يستمر النظام وروسيا بتحييد سلاح الجو عن سماء إدلب، و"منطقة خفض التصعيد" عموماً، مع تحليق لطيران الاستطلاع التركي في سماء المنطقة، دون تنفيذ أي هجمات أو استهداف ضد قوات النظام أو المليشيات.


اجتماع تركي روسي

وتأتي الخروقات المتقطعة لوقف إطلاق النار في الشمال السوري في وقت يجتمع فيه، اليوم الثلاثاء، وفدان عسكريان من تركيا وروسيا لبحث خطوات تطبيق اتفاق موسكو الأخير بين رئيسي البلدين بشأن الشمال السوري.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس الاثنين، استضافة أنقرة، اليوم الثلاثاء، اجتماعات بين وفدين عسكريين من تركيا وروسيا لبحث خطوات تطبيق اتفاق موسكو الأخير بين رئيسي البلدين بشأن الشمال السوري.

وأوضحت الوزارة عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، أنّ وفداً عسكرياً روسياً يبدأ، الثلاثاء، اجتماعاً مع نظيره التركي، تطبيقاً لاتفاق موسكو المعروف بملحق اتفاق سوتشي، والموقّع بين تركيا وروسيا، الخميس الماضي.


ولم تحدد الوزارة مدة زمنية للاجتماعات، ومن المنتظر أن تتواصل ليومين على التوالي كما جرت في الاجتماعات المماثلة، إذ إن هناك عدة بنود على أجندة الاجتماع وفق اتفاق موسكو الأخير.


وفي السياق أيضاً، يصل المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، لبحث ملف إدلب السورية ومخاوف تركيا الأمنية مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، الاثنين، إنّ "جيفري سيتوجه إلى بروكسل ليبحث، الثلاثاء، مع الحلفاء في الناتو الوضع بإدلب وتأثيراته على أعضاء الحلف، والمخاوف الأمنية لتركيا"، وأضاف البيان أن المسؤول الأميركي سيلتقي أيضا مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، لبحث ملف إدلب والأوضاع الإنسانية القاسية في سورية، والحلول الممكنة.

وكانت تركيا قد اتفقت والاتحاد الأوروبي، مساء الإثنين، على مراجعة اتفاق 18 مارس/ آذار 2016 بشأن الهجرة، عقب قمة جمعت بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومسؤولين أوروبيين.

وعقد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، مؤتمراً صحافياً مشتركاً في بروكسل عقب اجتماعهما مع أردوغان.

وقال ميشيل إنهما بحثا مع أردوغان اتفاق 18 مارس/ آذار، ومواضيع أخرى، وأكدا أنهما يعتبران هذا اللقاء خطوة أولى من أجل حوار سياسي قوي مع تركيا على المديَين القريب والبعيد.

وكان الرئيس التركي قد أعرب، أمس الإثنين، عن رغبة بلاده في نقل علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي إلى نقطة أفضل، داعياً في الوقت نفسه من سمّاهم "حلفاءنا" لإظهار تضامنهم مع "بلدنا دون تمييز".

وبدأ أردوغان، الإثنين، زيارة إلى بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، حاملاً في جعبته ملف اللاجئين والتطورات في إدلب، فضلاً عن العلاقات الثنائية وملف الانضمام إلى الاتحاد.