أنهى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اليوم السبت، زيارته إلى السعودية، بعدما التقى، ليل الجمعة، الملك عبد الله بن عبد العزيز في منتجعه الشتوي في روضة خريم، بالقرب من مطار الملك خالد الدولي في الرياض.
وذكر بيان رسمي، نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن "أوباما غادر الرياض، اليوم السبت، والوفد المرافق له بعد زيارته للمملكة". وجاء في البيان أنه "تمّ استعراض الوضع في سوريا والقضية الفلسطينية والمفاوضات الأميركية ـ الايرانية، وموقف البلدين منها".
وقال مسؤول أميركي، رفض الكشف عن اسمه، إن "اللقاء مع الملك كان مخصصاً لطمأنته حول المفاوضات مع ايران، والتأكيد أننا لن نقبل اتفاقاً سيئاً". وأضاف المسؤول: "نشارك في المفاوضات بأفكار واضحة، لكننا نعتقد بوجود مصلحة مشتركة لوقف انتشار النووي في ايران".
وذكر أنه على الرغم من أن "الزعيمين ناقشا الاختلافات التكتيكية، فقد اتفقا على أن المصالح الاستراتيجية للبلدين لا تزال متوافقة". وقال المسؤول: "أعتقد أنه كان من المهم الحصول على فرصة لرؤية الملك وجهاً لوجه، وتوضيح مدى إصرار الرئيس على منع إيران من امتلاك سلاح نووي".
وأكد المسؤول الأميركي أن "التركيز على القضية النووية لا يعني أننا غير مهتمين بأنشطة ايران لزعزعة الاستقرار في المنطقة". ولفت الى أن "الزعيمين أجريا مناقشة شاملة حول سوريا، ويعملان معاً على نحو جيد جداً، لتحقيق الانتقال السياسي ودعم جماعات المعارضة المعتدلة". لكنه جدّد الموقف الاميركي حيال تسليم صواريخ أرض ـ جو من طراز "مانباد"، المحمولة على الكتف، الى المعارضة السورية. وقال في هذا الصدد: "لم نغيّر موقفنا حول تسليم مانباد إلى المعارضة"، مشيراً الى أن "أمراً كهذا من شأنه أن ينطوي على مخاطر انتشار هذا السلاح". لكنه أكد أن هذا الامر "لم يشكل نقطة محورية في الحوار بين الزعيمين".
من جهته، أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، كارل ووغ، في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية، الى أن "زيارة أوباما تأتي فى إطار التعاون والتكامل في العديد من المجالات، وبينها المجال الدفاعي والعسكري". وأوضح أن "الشراكة بين السعودية والولايات المتحدة تعمل على أحسن وجه منذ فترة بعيدة". ولفت الى أن" التنسيق دائم ومستمر بين البلدين".
وأكد ووغ أن "العلاقات العسكرية بين واشنطن والرياض تعتبر علاقات متكاملة، وأن التعاون العسكري مستمر بشكل تلقائي في إطار الشراكة الاستراتيجية، وهي المظلة التي تغطي المصالح الرئيسية بين البلدين".
وشدد على أن "البنتاغون على تواصل مع الجهات العسكرية والدفاعية في السعودية"، مشيراً إلى أن "زيارة نائب وزير الدفاع، سلمان بن سلطان، إلى واشنطن ولقائه مع وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، تؤكد على مدى التنسيق والتعاون بين الجانبين".
والتقى أوباما، قبل مغادرته الرياض، الناشطة الاجتماعية السعودية، مها المنيف، في أحد الفنادق لتسليمها جائزة "أشجع امرأة"، التي منحتها إياها وزارة الخارجية الأميركية قبل أسابيع. ولم تحضر المنيف، في حينه، الحفل الذي أُقيم برعاية السيدة الاميركية الأولى ميشيل أوباما.
واشاد أوباما بجهود المنيف في ملف العنف الأسري، وهي تشغل منصب المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني، كما أنها عضو في الشبكة العربية لحماية الطفل من الإيذاء وتبذل جهوداً لمكافحة العنف الأسري والعنف ضد الأطفال.