حذر خبير بريطاني متخصص بحياة الدببة، من أن قصة الطفل الذي نجا بعد ضياعه ليلتين في الغابة، زاعمًا أن دبًا ودودًا ساعده، لا يجب أن تشجع الناس على محاولة بناء علاقات مع الدببة.
وعثر رجال الإنقاذ في ولاية كارولينا الشمالية، الأسبوع الماضي، على كيسي هاثواي البالغ من العمر 3 سنوات، وهو يبكي بين مجموعة شجيرات في غابة باردة، بعدما اعتُبر في عداد المفقودين لمدة ليلتين، وفقًا لموقع "ذا غارديان".
وأخبر كيسي الشرطة بأنه نجا بمساعدة دب أسود بقي معه طيلة الوقت، في حين قالت عمته بريانا هاثواي: "أمضى وقته مع الدب في اليومين اللذين فقد فيهما في الغابة. أرسل الله له هذا الصديق ليحفظه بأمان. تحدث المعجزات أحيانًا".
Facebook Post |
وأوضح كريس سرفين، الباحث في جامعة "مونتانا"، أن قصة الصبي التي تشبه إلى حد ما حكايات الأطفال الشهيرة في الأدغال، كانت على الأرجح نتاج مخيلة كيسي، وقال: "لم أسمع من قبل بحدوث شيء مماثل، هذا لا يتطابق مع سلوك الدببة".
كما أكد سرفين أن الدببة البرية ليست ودودة مع الناس، وأضاف: "لا أشير إلى أنه لا يقول الحقيقة، لكنه يتخيل على الأرجح أنه شاهد دبًا في الغابة، وربما يمتلك دمية على شكل دب في المنزل، ولكن ما من دليل على أنه صادفه في الواقع".
وتوجد أمثلة واقعية على صداقات الدببة مع البشر، إلا أن هذه الحيوانات في الحالات المماثلة لا تكون برية، مثل الدب جيمبو، الذي التقط له مقطع فيديو عام 2016، وهو يقف على قدميه الخلفيتين ويحتضن جيم كوالكزيك، مدير مركز الحياة البرية في نيويورك.
في حين تنفر الدببة البرية بشكل طبيعي من التعامل مع البشر، كما تمتلك حاسة شم أقوى بـ7 مرات من حاسة شم الكلاب، لذلك يعتقد الباحثون أن دبًا محتملًا كان ليشم رائحة كيسي قبل رؤيته بوقت طويل، وهو ما كان سيدفعه على الأرجح للهرب من المكان.
وقال سرفين: "تخاف الدببة من الإنسان مهما كان حجمه صغيرًا، ولا تهاجمه إلا في حالات نادرة لا تنجو بعدها غالبًا، لذلك لا يحتمل اقتراب أي دب من كيسي إلا لسبب وحيد، هو أن يكون مفترسًا، وهذا أمر نادر بالنسبة للدببة السوداء".
كما أوضح سرفين أن الدببة التي يربيها الإنسان قد تصبح ودودة كالكلاب، وقال: "لا أود تكذيب الطفل، لكني أعتقد أن لديه خيالًا واسعًا ساعده على النجاة، لأنه شعر بالطمأنينة تحت رعاية الدب الخيالي". وأضاف: "لن يشعر دب بري حقيقي بالتعاطف معه لأنه وحيد، هذه خصائص بشرية لا تنطبق على الحيوانات البرية".