خالد عيسى المرعي من صاحب مصلحة إلى عامل مياوم

21 اغسطس 2015
أعمل في مقابل 10 دولارات يومياً (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يكن خالد عيسى المرعي، من سكان سبينة في ريف دمشق، يعلم أن الأحوال ستتغيّر وأن بلاده ستغرق في حرب طويلة وعنيفة تحرمه من الحياة في مسقط رأسه، ومن عمله الذي كان يوفّر له مدخولاً مادياً لا بأس به يسمح له بالعيش بكرامة.

المرعي، الذي يبلغ من العمر 37 عاماً، لم يرغب في متابعة تعليمه المدرسي بعد إنهائه الصف السابع الأساسي. صار يبيع الخضار، قبل أن يمتهن تصليح الأحذية. عائلته كانت تملك محلاً لبيع الأحذية، ومن خلال مهنته، دعمها ليتحسن وضعها ووضع المحل. وهذه المهنة، بحسب ما يخبر، "تخدم الفقراء. هم أكثر الزبائن الذين يلجأون إلى تصليح أحذيتهم".
ويروي: "كنت صاحب مصلحة في سورية لثلاثة عشر عاماً. كان عندي محل لبيع الأحذية وتصليحها، وكنت قد اشتريت ماكينات خاصة لتصليح الأحذية في دمشق. لكن بعد الأحداث، تركت كل شيء هناك ولجأت إلى لبنان هرباً من القصف وخوفاً من الموت وبحثاً عن لقمة عيش لي ولعائلتي. وخسرت كل ما أملك".

يضيف المرعي: "لجأت إلى مخيم عين الحلوة مع عائلتي، واستأجرت منزلاً في منطقة حي عرب الغوير. إيجار البيت ثلاثمائة ألف ليرة لبنانية (200 دولار أميركي)، كذلك أدفع خمسين ألف ليرة (33 دولاراً) لاشتراك الكهرباء". يتابع: "لديّ أربع بنات وابن واحد (صغير يبلغ من العمر سنتين). سجّلت بناتي في معاهد هنا في المخيم، لأن قدرتي لا تسمح لي بإرسالهن إلى مدارس الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين). هي تستقبل فقط الفلسطينيين اللاجئين في سورية الذين نزحوا إلى لبنان بسبب الحرب هناك، إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. أما أنا فسوريّ الجنسية، بالتالي لا يحق لي ذلك".

ويشير إلى أنه اليوم يعمل في محل لتصليح الأحذية في المخيم، "وأتقاضى راتباً يومياً هو خمسة عشر ألف ليرة (10 دولارات) فقط لا غير. وأنا لا أستطيع تسديد بدل إيجار بيتي لوحدي، لذا يساعدني أخي الذي يعمل في إحدى شركات معالجة النفايات. هو يسدّد ما قيمته مئتي ألف ليرة (132 دولاراً) من إيجار المنزل في كل شهر". يضيف أن "الأمم المتحدة تؤمّن لنا حصصاً غذائية شهرية بقيمة 285 ألف ليرة (189 دولاراً). في السابق، كانت حصّة الشخص الواحد ثلاثين دولاراً، لكنهم خفّضوها حتى صارت 11.5 دولاراً". ويوضح أن الخبز "نشتريه على نفقتنا الخاصة. لكن على المعنيين العاملين في الحقل الإنساني، مراعاة وضعنا الصعب. نحن لم نترك أرضنا وبيوتنا رغبة منّا، بل قسراً نتيجة الأحداث الأمنية.

اقرأ أيضاً: محمد قطن خسر طفولته باكراً
المساهمون