حين يفقد شباب فلسطين مستقبلهم

02 يوليو 2015
يرى معظمهم أن المستقبل مبهم في ظل الاحتلال (Getty)
+ الخط -
يبدو أن معظم الشباب الفلسطيني بات يعاني من عدم القدرة على تحديد خطّته المستقبليّة ولا كيف يراها. إذ ما إن بدأ "جيل العربي الجديد" بسؤال مجموعة من الشّباب حول كيف يرون مستقبلهم، كلّ منهم في مدينة مختلفة، إلّا أن جميعهم اتفقوا على الرّد "ما في سؤال أسهل من هذا؟"، "وال ما أصعب هالسؤال!"، "كيف ممكن حدا يجاوب ع هيك سؤال صحيح؟". فمعظمهم يرى أن لا مستقبل واضحاً أمامه.

ترى "شهد ياسين" وهي من سكان مدينة القدس المحتلة، أن لا مستقبل باهراً أمامها في فلسطين، كون الظروف والإمكانات المتاحة محدودة جداً، ولكن ينبغي على الإنسان بذل كل جهده من دون استسلام، لأن الأمر يعتمد على الجهد والإيمان الشخصي واستغلال الفرص الموجودة. وتضيف لـ "جيل العربي الجديد" متحدثة عن نظرتها إلى مستقبل فلسطين السياسي: "أما بالنسبة لمستقبل البلد، فلا أحبذ أن تكون نظرتي تشاؤمية، ولو أن الأغلبية تنظر هكذا، بينما من يرى وضع البلد المشتعل أغلب الوقت ولو بشكل غير منظم وعفوي أو فردي يقول، فيه هناك تحرك مختلف، خصوصاً في القدس ولا أحد يستطيع أن يعرف إلى أين يمكن أن تصل هذه التحركات".


في حين تعتبر "روزالين الحصري"، وهي من سكّان الداخل الفلسطيني، أن الحرب الأخيرة على غزّة بالإضافة لممارسات إسرائيل الاستيطانيّة في الضفّة الغربيّة وقوننة سياسات العنصرية تضع القضية الفلسطينيّة أمام حقبة تاريخيّة مظلمة إلى جانب إسرائيل ونظام "الأبرتهايد" الذي يحمل قشرة صلبة قادرة على الإفلات من النبذ وإقصاء الدولة باستنادها على الدعم الغربي وحالة التمزّق العربي. وعلى الرغم من هذا، إلا أن روزالين تتوقع أن المستقبل المظلم للفلسطينيين سيؤثر على مستقبل الإسرائيليين بالطبع بسبب ممارسات الاحتلال، إذ تجدها تُرجع القضيّة إلى المربّع الأول، وهذا يتمثّل في الصراع الوجودي، حيث أن القضية لم تعد مجرد خلاف على الحدود، بل إن البقاء سيكون للأقوى.

ويضيف باسل محمّد، وهو من سكّان الضفّة الغربيّة: "في الوقت الحالي واضح أن حال الضفة الغربية أفضل من حال غزة من حيث التنقل والسفر وأمور أخرى إلا أن هذا لن يجمّل السوء في الضفّة، فالأمور الجيّدة بوجود الاحتلال هي عديمة الفائدة، والواقع السيئ سينتج بكل تأكيد مستقبلاً سيئاً، خصوصاً للأجيال القادمة"، ويتابع باسل مبدياً قلقه إزاء ما سينتج من سوء الأوضاع وتراجعها يوماً بعد يوم، ويقول: "الشاب الفلسطيني في الضفة أصبح محدود الطموحات من حيث المستقبل، فهو لا يرى أن هناك مجالاً لمستقبل أفضل في ظل كل الأوضاع والظروف الراهنة من احتلال وتضييق، وشبه انعدام فرص التطوير وتغييب دور الشباب في المجتمع، فالمستقبل يبدو أنه لا يحمل أي جديد ولا يحمل أي تغير، وفي المجمل حتى كل ما يمكن تسميته بالتسهيلات أو بالفرص المساعدة للتطوير.

أما في غزة فيقول نور العايدي، إن استقرار الأوضاع السياسية في غزة والعمل على بدء تنمية وتضميد الجراح الناجمة عن الحرب الأخيرة خطوة مهمّة للمجتمع ككل للنهوض مرّة أخرى، وللشباب بشكل خاصّ، لأخذ موقع مهم في عملية التغيير الحاصلة على الأصعدة كافة، ومن شأن ذلك منع انفجارهم واستغلال طاقاتهم الخلاقة لصناعة مستقبل أفضل لغزة.

(فلسطين)
المساهمون