حيرة توفيق الجبالي.. السؤال نفسه من جديد

05 مايو 2019
من العرض
+ الخط -

في عام 1987، أسس المسرحي التونسي توفيق الجبالي (1944) مسرح التياترو بالقرب من حديقة "البلفدير" في تونس العاصمة، مستفيداً من مكان مهجور كان يفترض أن يكون قاعة سينما، ليتحول إلى فضاء للمسرحيين ومكان مستعد دائماً لتقديم أعمالهم.

كانت تونس قد عرفت تجارب جديدة في المسرح منذ الستينيات، بعد "مانيفستو الأحد عشر" الذي نتجت عنه عدة فرق ضمّت آنذاك، من هم رموز المسرح التونسي اليوم، ومن بينهم فرقة "مسرح فو" التي ضمت توفيق الجبالي ورجاء بن عمار وآخرين.

ومن عام 1987 وحتى 2017، اشتغل الجبالي عشرات الأعمال ممثلاً ومخرجاً ومدرباً، فمرت ثلاثة عقود تفاعل فيها مسرحه مع السياسة والمجتمع والأنظمة والتقلبات بكافة أشكالها.

وفي 2017، قدّم الجبالي عرض "ثلاثين وأنا حاير فيك" يخاطب المسرح وتجربته فيه، حيث الحيرة مصدرها تفاعل الفنان مع ما يحيط به، والحرص على أن تظل المسافة قريبة بين خشبة الجبالي والواقع التونسي.

هاهو العرض يعود إلى الخشبة مرة أخرى عند التاسعة والنصف من مساء الخميس المقبل، فهو وإن كان مرتبطاَ بثلاثة عقود من المسرح، لكنه أيضاً بمثابة قراءة في علاقة الفن الرابع بتاريخ البلاد منذ الثمانينيات مروراً بالثورة وما بعدها ووصولاً إلى لحظة اليوم؛ الفن الذي يصفه بيان العرض بأنه "فن الممكن في مجتمع المستحيل.. وفن السخرية في بلد العويل.. وهدية قاسية لكل ما نحب".

العمل من تصور وتأليف وإخراج الجبالي بالتعاون إخراجياً مع وليد العيادي ونوفل عزارة، كما شارك في الكتابة محمد صابر الوسلاتي وعياض الشواشي.

لم يترك عرض الجبالي ثيمة أساسية في عمله إلا وتوقف عندها، سنجد المسرح والرقابة، المسرح والجنس، المسرح والتكفير، وبالتأكيد المسرح والسياسة والنظام والمال واللغة والسخرية والانتخابات والدين. كما سنجد أن العرض يتطرق إلى علاقة المسرحي والجمهور والإعلام.

تعود "ثلاثين وأنا حاير فيك" إلى مشاهد من مسرحيّات الجبالي السابقة مثل "كلام الليل"، "الخلوة"، "لصوص بغداد"، و"مسألة حياة" وغيرها.

المساهمون