حوار استراتيجي في الكويت بين دول الخليج والمملكة المتحدة

15 أكتوبر 2014
جدّد الصباح موقف دول الخليج الرافض للارهاب (الاناضول)
+ الخط -



أكد وزير الخارجية الكويتي، صباح الخالد الصباح، خلال ترأسه، الجانب الخليجي في الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة، أن الكويت في قلب التحالف الدولي الذي تم تشكيله لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيراً إلى أن بلاده "شاركت في اجتماع جدة في 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، واجتماع باريس في 15 من الشهر نفسه، مؤكداً أن "الغاية من هذه الاجتماعات تمثلت في مساعدة العراق على تخطي الصعاب الحالية".

وكشف الصباح، عن زيارة سيقوم بها خلال الأيام المقبلة إلى بغداد لدعم الحكومة العراقية، لافتاً إلى وجود "تكامل في الأدوار لمواجهة خطر الإرهاب، واتفاق حول محاربة هذا الفكر المضر والهدام".

وشارك في الاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ووزير خارجية المملكة المتحدة، فيليب هاموند، الذي ترأس وفد بلاده.

ووصف الوزير الكويتي الحوار بين الجانبين، بأنه "يمثل إضافة كبيرة في مسيرة العلاقات التاريخية". وأضاف "نقدر حرص المملكة المتحدة على تكريس مبدأ حل المنازعات بالطرق السلمية وإشاعة أجواء الثقة بين دول المنطقة ونشيد في هذا الصدد بالدور الذي تقوم به المملكة المتحدة ضمن مجموعة (5+1) لمعالجة البرنامج النووي الإيراني".

وأكد أن تداعيات الأزمة في سورية جعلت من هذا البلد حاضنة للتنظيمات الإرهابية"، موضحاً "لقد أصبح ما كنا نحذر منه واقعاً يهدد ليس فقط أمن المنطقة، وإنما العالم برمته".

وجدد الصباح، موقف دول مجلس التعاون الرافض للإرهاب بأشكاله وأنواعه كافة، ووقوفه مع المجتمع الدولي في جهوده الرامية لدحر الإرهاب.

وشدد على "ضرورة العمل الجاد والتنسيق المتواصل لتعزيز التحالف لمواجهة التنظيمات المتطرفة، وذلك من خلال عمل استراتيجي متكامل نتصدى فيه لهذا الفكر الهدام الذي تحمله تلك التنظيمات وذلك في كل مناحي الحياة".

وحول تطورات الوضع باليمن، أشاد الصباح، بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ودوره في قيادة عملية الانتقال السلمي للسلطة من خلال الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

ودعا إلى "الالتزام باتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي وقعتها القوى السياسية أخيراً وندين بشدة التهديدات التي تقوم بها الجهات التي تعرقل السلام وتخالف الاتفاقات المبرمة".

كما حيا الصباح "موقف المملكة المتحدة الرافض للقرار الإسرائيلي الأخير ببناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية لما في ذلك من تأجيج للعنف وتقويض لعملية السلام"، وطالب "المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته الإنسانية وممارسة الضغط على إسرائيل لعدم تكرار عدوانها وحملها على قبول خيار السلام والمسارعة في عقد مؤتمر دولي لحماية المدنيين الفلسطينيين وتجنيبهم آفات الحروب وويلات الدمار".

وأشاد وزير الخارجية الكويتي بـ "النتائج الإيجابية التي توصل اليها مؤتمر إعادة إعمار غزة، الذي عقد قبل يومين في جمهورية مصر العربية الشقيقة، والذي استطاع جمع تعهدات من الدول لإعادة إعمار القطاع بعد التخريب والدمار الذي أحدثته الآلة العسكرية الإسرائيلية"، وأشاد كذلك بـ"حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، والتي عقدت أول اجتماع لها في غزة، وانطلقت في أجواء وفاق وطني يحمل الأمل لأبناء الشعب الفلسطيني".

وجدد الوزراء المشاركون، موقفهم بعدم شرعية بشار الأسد ونظامه، مشددين على "ضرورة تشكيل حكومة سورية جديدة تعكس تطلعات الشعب السوري".

وأشاروا إلى أن "نظام الأسد برهن على عدم وجود الرغبة أو القدرة لديه لمواجهة مواقع ومخابئ الإرهاب داخل الأراضي السورية، ما يجعل العمل الدولي ضد الإرهاب في سورية مبرراً وضرورياً".

كما دعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة، الحوثيين إلى الانسحاب من صنعاء، والأماكن اليمنية الأخرى، طبقاً لما اتفقوا عليه، مطالبين إيران بالتقيد بالتعهدات المناسبة لتعزيز ثقة المجتمع الدولي، حيال برنامجها النووي وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، إن "الخط الأحمر بالنسبة لبلاده في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" يتمثل في وضع قوات على الأرض، لأن ذلك يحتاج موافقة مواطني بلادي، ونحن نعلم أن الجماهير في بريطانيا لن ترضى ذلك، أما السبب الثاني فهو أن ذلك سيغذي الفكر الذي يقوم عليه تنظيم الدولة".

ولفت إلى أن "التعامل مع التنظيم لا يقتصر على الأمور العسكرية، مضيفاً "نحن نتعامل مع أيديولوجية تمكنت من التأثير في جيل كامل وبالتالي فالمعركة يجب أن تكون على أكثر من صعيد".

كما أشار هاموند، إلى أن "بلاده لا تزود المعارضة السورية بالأسلحة، لصعوبة التحكم في وجهة هذه الأسلحة، وأن هناك بعض الأطراف التي تقوم بهذا الدور، لافتاً إلى "دور المملكة المتحدة في البرنامج الأميركي، الذي سيسلح ويدرب الجيش الحر".

المساهمون