حمودة حسونة... كسر الجمود بالفروسية والموسيقى

31 اغسطس 2017
يهوى حسّونة الخوض في التحدّيات(عبد الحكيم أبو ريّاش)
+ الخط -
إلى الشمال من مدينة غزة، تلك المدينة المُحاصرة منذ 11 عاماً، ثمة شاب يدعى محمد حسونة 17 عاماً، قرر أن يذيب حواجز الصمت بإحساس مرهف، عبر عزفه على آلة الكمان، والقفز على المعيقات والعقبات برفقة الحصان "بيوريتي" بعد وفاة حصانه "بولو"
.
نظرات الأمل في عيون الفتى حسونة، تعكس حالة من التناقضات التي يعيشها القطاع، صاحب الحظ الأوفر من الأزمات، إلا أنه قرر كسرها جميعاً، عبر التمسك بمواهبه، وعدم التوقف أمام أي عثرة، وقد ساندته في ذلك أسرته، التي شجعته على تنمية مواهبه، وعدم الركون، رغم غياب الجهات الراعية.

التضاد بين المواهب التي يهواها محمد كانت حافزاً إضافياً له، إذ بدأ عاشقاً للموسيقى الكلاسيكية الهادئة، فتدرب عليها وأخذ الدروس الخاصة بها، إلى أن انتقل سريعاً إلى صخب الفروسية وركوب الخيل، والمشاركة في المسابقات المحلية، والفوز بمراكز متقدمة.
ويقول محمد حسونة، والذي يتهيأ لدخول الثانوية العامة، إنه انتبه لحبه للموسيقى في سن الثالثة عشرة، ما دفعه إلى التدرب على آلة الكمان عند جاره السوري الذي غادر المدينة فيما بعد، مضيفاً: "بعد سفر مدربي، تسجلت في دروس خاصة لتعلم العزف، إلى جانب متابعة اليوتيوب".

ويوضح أنه أصبح متقناً لأساسيات العزف على الكمان، وقراءة النوتة، والمقامات، إلى جانب قدرته على ترجمة النصوص الموسيقية، مبيناً أن سر انجذابه لآلة الكمان، يكمن في غرابتها، وصعوبتها، وقلة المتقنين لها، إذْ لا يتجاوز عدد متقنيها أصابع اليد الواحدة.

ويبيّن لـ "العربي الجديد" أنه يهوى الخوض في التحديات الغريبة، وإتقان الهوايات الصعبة، وساعده في ذلك والده المحب للموسيقى، ووالدته التي شجعته على إتقانها، مضيفاً: "أعي تماماً مدى الصعوبات في قطاع غزة، والعقبات التي تعترض طريق كل هواية، لكن يجب أن نستمر رغم كل ذلك".

صدفة أخرى كانت سبباً في تغيير مسار حياة الفتى حسونة، إذْ زار نادي "الفارس" برفقة عدد من أصدقائه، وهم من هواة ركوب الخيل، ورغب بشراء تذكرة لتجربة ركوبه، لكن المدرب نصحه بالاشتراك في درس لتعلم أساسيات ركوب الخيل، وهذا ما حصل فعلاً.

هذا الموقف غيّر تفكيره بشكل جذري، إذ لفت انتباهه لمدى جمال ركوب الخيل، والعالم المثير الخاص بهذه التجربة الجديدة، ويقول إنه تسجل في دروس تعلم ركوب الخيل، وحصل على سبعة دروس في الأساسيات، تلاها شهر كامل للتدرب على القفز على الحواجز.

ويتابع: "بعد فترة وجيزة من التدرب، شاركت في بطولة بين أندية الخيل والفروسية، وحصلت على المركز الثاني (..) أسرتي تفاجأت من المرحلة التي وصلت إليها، وشجعتني على الاستمرار، فقمت بعمل اشتراك في النادي"، وأضاف ممازحاً: "أصبحت أتدرب على الخيل دون شراء التذاكر".

ويوضح أنه انتقل فيما بعد لنادي فروسية آخر، وشارك في عدد من البطولات منذ بداية العام 2015، مضيفاً: "عدد البطولات التي شاركت بها هي 6 بطولات، يتم فيها تجميع النقاط، من أجل ترتيب المراكز، وحصلت فيها على المركز الثالث، فئة القفز (متر و10 سنتيمتر)، الخاصة بالمتمرسين".
دلالات
المساهمون