حملة فلسطينية لبناء المنزل الذي تحصن فيه الشهيد الفقيه

02 اغسطس 2016
المنزل الذي هدمه جنود الاحتلال (فيسبوك)
+ الخط -
ما زالت الضفة الغربية المحتلة تسطر حكايات التحدي والصمود في وجه كل محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي كسر عزيمة الفلسطينيين، وتفتيت ملامح المقاومة والانتفاضة المسلحة والشعبية، عبر سياسات العقاب الجماعي التي تفرضها عليهم.


وفي بلدة صوريف الفلسطينية، شمال مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، حاصرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء الماضي، منزلاً مكوناً من ثلاثة طوابق في البلدة، كان الشهيد محمد الفقيه تحصّن بداخله، واشتبك مع جنود الاحتلال لمدة سبع ساعات، قبل أن يهدمه فوق رأسه.

وإثر الخسائر الفادحة التي كبدتها عملية حصار صوريف، قرر أهالي البلدة، صغيرها قبل كبيرها وفقيرها قبل غنيها، أن يتحدوا سلطات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته العسكرية، ويقفوا وقفة رجل واحد، لإعادة بناء وإصلاح ما هدمه وخربه الاحتلال الإسرائيلي، عندما قتلوا الشهيد الفقيه الذي لجأ إلى بلدته عنوان الحملة التي أطلقتها بلدية صوريف، بالتعاون مع عدد من المؤسسات في البلدة.

وشارك الأهالي في جمع التبرعات، والمباشرة في عمليات الصيانة لما خربه الاحتلال، ومحاولة تعويض العوائل عن الخسائر التي لحقت بها جراء العملية العسكرية التي نفذها الاحتلال في بلدتهم.

وتشمل الحملة أيضاً، حسب ما قال محمد غنيمات رئيس بلدية صوريف لـ"العربي الجديد": "إعادة بناء منزل محمد الحيح الذي تحصن فيه الشهيد محمد الفقيه، والمكون من ثلاثة طوابق، في رسالة تسطر معاني الوحدة الوطنية الفلسطينية، والتحدي، والوقوف في وجه ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تحاول أن تضعف عزيمة الفلسطينيين، ومساندتهم للأبطال".




وتابع غنيمات "العدوان الإسرائيلي يستهدف الجميع، ولا يفرق بين فصيل وآخر"، مضيفاً "علينا التكاتف لإعادة الأمور في البلدة إلى طبيعتها، وتفادي الخسائر الفادحة التي لحقت بالبنى التحتية".

وأوضح غنيمات أن العملية العسكرية التي شنت على البلدة، كبدت البلدية خسائر تقدر بمليوني شيكل، بعد تدمير شبكة الكهرباء التي تغدي نحو ألف منزل ما يزال معظمها بدون كهرباء حتى اليوم، والتي قدرت خسائرها بنحو 60 ألف دولار، إضافة إلى تخريب الشارع، والذي قدرت خسائره بنحو 122 ألف دولار.

الحملة الشعبية والرسمية لدعم صوريف انطلقت، وكذلك عمليات إزالة ركام المنزل المهدوم، يليها عملية بناء الأساسات تمهيداً لإعادة بناء الطوابق الثلاثة من جديد. ويتواصل أهالي البلدة ورجال أعمالها وشخصياتها للمساندة وجمع التبرعات، بينما يتولى خطباء المساجد يوم الجمعة القادم الحديث عن الحملة والترويج لها، لتحقيق التكاتف الذي تهدف إليه الحملة.

وفي المقابل، لن يسامح أهالي صوريف جنود الاحتلال الذين عاثوا في بلدتهم فساداً. ورغم أن سلطات الاحتلال هي "الخصم والحكم"، بحسب غنيمات، إلا أن البلدية ستقاضيها، أولا لأن جنود الاحتلال سرقوا من المنازل التي حاصروها مبلغاً قدره 90 ألف شيكل، و450 غراماً من الذهب، وثانياً لإقدامهم عمداً على تخريب البنى التحتية في محيط المنزل المحاصر، وإلحاق الأذى بعشرات العوائل.

المساهمون