كلّ من يحمل جواز سفر أردنياً مؤقتاً لن يُدرَج اسمه في قوائم رحلات العمرة. هذا ما يقوله أمين سرّ جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية كمال أبو ذياب، وهو كذلك المتحدث الإعلامي باسم لجنة السياحة الدينية والممثلة لشركات الحج والعمرة، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنّ ذلك يأتي بناءً على طلب شفهي من القنصلية السعودية في عمّان. لكنّ أبو ذياب يشير إلى أنّه "وحتى هذه اللحظة، لم يصدر أيّ قرار بطريقة رسمية، ولم يصلنا أيّ تبليغ بهذا الخصوص. وهذا القرار ربّما يهدف إلى تنظيم العملية".
ولأنّ الأمور غير واضحة، يقول أبو ذياب إنّهم سوف يتواصلون مع وزارة الخارجية الأردنية والجهات السعودية المعنية لتوضيح التعليمات الشفهية الصادرة عن القنصلية. ويأمل أبو ذياب أن تسمح السعودية للذين يحملون جوازاً أردنياً من دون رقم وطني، بأداء العمرة مثلما كانت الحال سابقاً. يُذكر أنّ المسألة المتعلقة بمنع الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر مؤقتة، من العمرة، بدأت تتفاعل عندما فتحت السلطات السعودية الباب لتسجيل الراغبين في العمرة في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري.
من جهته، يقول المتحدث الرسمي باسم دائرة الحج والعمرة التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن، الدكتور يوسف القضاة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوزارة لم تتلقَّ أيّ قرار سعودي يقضي بعدم السماح للفلسطينيين الذين يحملون جواز سفر أردنياً من دخول أراضي السعودية للعمرة". ويوضح أنّ "الوزارة سوف تعلن عن كلّ تعليمات جديدة بخصوص الحج والعمرة"، مشيراً إلى أنّ "وزارة الخارجية تتابع مثل هذه القضايا".
في السياق، تشير مصادر مطلعة بحديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "الحديث عن منع حملة جواز السفر الأردني المؤقت من السفر للحج والعمرة ليس بجديد، فقد جرى الحديث عن توجهات سعودية بهذا الخصوص قبل موسم الحج الأخير، وكان السؤال المطروح في ذلك الوقت: هل تكون الجوازات المؤقتة معتمدة أم غير معتمدة من الجانب السعودي؟ لكن بعد ذلك، مُنِح حملة الجوازات المؤقتة تأشيرات دخول إلى السعودية لأداء فريضة الحج". يُذكر أنّ "العربي الجديد" حاولت الحصول على توضيح من السفارة السعودية في عمّان حول الموضوع، إلا أنّ أنّها لم توفَّق بذلك.
تجدر الإشارة إلى أنّ المواطنين الأردنيين يحملون جواز سفر دائما مع رقم وطني، وهو يصدر لمصلحة كلّ من يتمتّع بجنسية أردنية كاملة. أمّا جواز السفر المؤقت فهو جواز سفر من دون رقم وطني تصدره الحكومة الأردنية لأهل القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب أشخاص من جنسيات أخرى وإنّما بشكل محدود.
وينصّ قانون الجوازات الأردني في المادة 12 منه على أنّه يحقّ لوزير الداخلية "في حالات إنسانية أو خاصة، إصدار جواز سفر عادي لمدة تزيد على سنة واحدة ولا تتجاوز خمس سنوات قابلة للتجديد، من دون أن يُكسِب هذا الجواز حامله الجنسية الأردنية، وللوزير (حقّ) استرداده في أي وقت. ولمدير الجوازات (حقّ) إصدار جواز سفر عادي لمدة محدودة في حالات إنسانية أو خاصة لا تزيد على سنة قابلة للتجديد من دون أن يكسب حامله الجنسية الأردنية، وللمدير أن يسترده في أي وقت". وقد قرّر مجلس الوزراء الأردني في فبراير/ شباط 2017 الموافقة على تمديد مدّة صلاحية جوازات السفر المؤقتة لتصير خمس سنوات بدلاً من سنتين بعد التجديد الثاني.
والأمر لم يبقَ محصوراً بين المعنيين مباشرة بما هو حاصل، وراح يُثار على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيّما "فيسبوك". وكان لكثيرين تعليقاتهم في السياق، ولعلّ الأبرز هو ما شدّد عليه معظم المعلّقين قائلين إنّ اللاجئين الفلسطينيين هم المقصودون بالقرار، حتى لا يبقى لاجئون يطالبون بحقّ العودة. ورأى هؤلاء أنّ المطلوب كذلك هو منحهم جوازات سفر، كجزء من صفقة القرن. تداول أن السعودية تدعو كل فلسطيني لا يحمل رقماً وطنياً، وتقصد حملة الجوازات المؤقتة، إلى مغادرة أراضيها، بمن فيهم الموظفون. من جهته، كتب سامر خرمة في تعليق على "فيسبوك": "نعم صحيح أنا معي جواز أردني موقت والكلام عن منع حملة الجواز المؤقت من أداء العمرة صحيح".
وعلى موقع "تويتر"، غرّد ناشطون كثر حول الموضوع. كتبت رهام: "إذاً حسب هذا القرار فإنّ الذين يحملون جواز سفر (عربيا) مؤقتا ليسوا بمسلمين وسقط حقهم في التنقل لمكة لأداء شعائرهم الدينية، تماماً كما سقط منهم حق العودة إلى ديارهم في فلسطين؟!!! ألا يقول رسول الله (لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى) لماذا هذا التمييز؟؟!!". أمّا مدوّن آخر فغرّد: "السعودية تمنع المسلمين من أهل القدس ممن يحملون جوازاً أردنياً مؤقتاً بسبب وضعهم الخاص من الحصول على تأشيرات الحج والعمرة، ما يدفعهم إلى اللجوء إلى الكيان الصهيوني لاستصدار أوراق رسمية تكون مقبولة لدى السلطات السعودية حتى يؤدوا فريضة الحج والعمرة".