حملة "صفر انهيار" لحماية المباني في المغرب

31 اغسطس 2016
المباني القديمة في مدينة فاس المغربية (ديفيد باتجيت/ GETTY)
+ الخط -


دفعت الانهيارات المتوالية لعدد من المباني والمنازل في مدن مغربية، مثل الدار البيضاء وفاس ومراكش، نشطاء حقوقيين ومتضررين، إلى تنظيم وقفة احتجاجية، مساء اليوم الأربعاء، أمام مقر مجلس النواب بالعاصمة الرباط، دعت إليها "الشبكة المغربية من أجل السكن اللائق".

ونادى ناشطون حقوقيون في مجال السكن إلى إطلاق حملة سموها "صفر انهيار"، على غرار حملات سابقة دعا إليها ناشطون مغاربة، منها "صفر ميكا" التي تعنى بمحاربة الأكياس البلاستيكية، و"صفر كريساج" لمحاربة الجريمة في البلاد.
وطالب رئيس "الشبكة المغربية من أجل السكن اللائق"، عبد الله علالي، الحكومة الحالية والسلطات العمومية وجميع الفاعلين المحليين، ببذل جهود مضاعفة لتفادي انهيارات جديدة للمباني، خاصة في المدن العتيقة مثل الدار البيضاء وفاس، كما وقع في حوادث سابقة مؤسفة.
وأفادت الشبكة بأن "انهيارات المنازل أصبحت تتكرر، على الرغم من الرسائل الواضحة الموجهة للحكومة والفاعلين المحليين والسلطات العمومية، والتي تطالب بالحد من كوارث الانهيارات المتفشية بشكل كبير في مجموعة من الأحياء، خاصة المهمشة والفقيرة".
وتوقف علالي، عند ما سماه "العنف النفسي" المسلط على رقاب سكان المدن العتيقة بالبلاد، خاصة في خضم تنامي انهيار البنايات والمنازل، ما يفضي في عدد من الحالات إلى إزهاق أرواح البشر، وإعاقات جسدية للضحايا، علاوة على الخسائر المادية الجسيمة التي تتكبدها الأسر.
ودعت الشبكة إلى "إيواء المتضررين من قاطني البنايات المنهارة عاجلا في مساكن لائقة تحفظ كرامتهم، والعمل على التعريف بخطورة الظاهرة، وخلق لجان أزمة لتتبع كل الحالات على مستوى المدن العتيقة بالمغرب، مع اتخاذ جميع التدابير العاجلة للحد من الظاهرة المميتة".

وقال عبد الله أمزين، أحد ضحايا انهيار بناية بالدار البيضاء قبل أشهر قليلة، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يمكن البكاء على الأطلال، فما حدث قد حدث، ومن مات تحت أنقاض الانهيارات قد مات، لكن المطلوب النظر إلى المستقبل بمرآة الماضي".

ويشرح أمزين أن الأمر يتعلق بتجنيد كل الفاعلين والمتداخلين في مجال السكن، ابتداء من وزارة السكن ومروراً بالسلطات المحلية للمدينة، وانتهاء بالموظفين الذين يوقعون على رخص البناء وإصلاح المباني، من أجل التفكير في أرواح البشر التي تذهب ضحية الطمع في رشوة أو خطأ تقني.
ولا تنكر الحكومة مشكلة المباني الآيلة للسقوط، لا سيما في المدن العتيقة، حيث تتحدث إحصاءات وزارة السكن عن أكثر من 114 ألف منزل مهدد بالانهيار في المغرب، بينما ما زالت انهيارات المباني تتوالى تباعا، وآخرها انهيار بناء سكني في حي سباتة بالدار البيضاء مكون من أربعة طوابق، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.
وقبلها انهار بناء آخر في حي كاليفورنيا بالدار البيضاء، وتسبب في إصابة ثلاث حالات بجروح خطيرة، كما سقطت ثلاث بنايات في حي بوركون بالعاصمة الاقتصادية، فيما شهدت مدينة فاس العديد من الانهيارات، وسط تحذيرات من وجود خمسة آلاف أسرة مهددة بانهيار مبانيها في العاصمة الروحية للمملكة.