وتزايدت حالات الحصبة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم في السنوات القليلة الماضية. وقالت منظمة الصحة العالمية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إنّ ما يقرب من عشرة ملايين شخص أصيبوا بالحصبة في عام 2018، وتوفي 140 ألفا، غالبيتهم أطفال.
وقال الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، سيث بيركلي للصحافيين في لندن: "في الوقت الذي ربما تركز فيه وسائل الإعلام على تزايد الحالات في أوروبا والولايات المتحدة، من المحزن أن الغالبية العظمى من الوفيات بسبب الحصبة تحدث في أفقر بلدان العالم".
وستنفذ الحملات حكومات بنغلادش وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا وكينيا ونيبال والصومال وجنوب السودان، وسيمولها شركاء من بينهم التحالف العالمي للقاحات والتحصين ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). وهدف الحملة هو الوصول إلى نحو 45 مليون طفل في ستة أشهر.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن البيانات الأولية لعام 2019 حتى نوفمبر/ تشرين الثاني أظهرت زيادة عدد حالات الإصابة بثلاثة أمثالها مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018.
والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى. ولا تزال تعتبر أحد أهم أسباب الوفيات بين الأطفال الصغار في العالم، على الرغم من توافر لقاح آمن وفعال لها.
وتنتقل عدوى الحصبة بواسطة الرذاذ المتطاير من أنف الأشخاص المصابين أو فمهم أو حلقهم. وتشمل الأعراض الأولية، التي عادة ما تظهر بعد فترة تتراوح بين 10 و12 يوما من العدوى، حمى شديدة، وسيلان الأنف وعيونا محتقنة بالدم وظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم. ويصاب المريض، بعد مرور عدة أيام، بطفح يظهر أولاً على الوجه وأعلى العنق وينتشر تدريجيًا إلى أسفل الجسم.
تظهر حالات الحصبة الشديدة بشكل كبير بين الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية، وعلى وجه الخصوص في حالة نقص فيتامين (A) أو في المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشري/متلازمة نقص المناعة المُكتسَبة "الإيدز" أو أمراض جهاز المناعة الأخرى. وتشتمل المضاعفات الأكثر خطورة على العمى والتهاب الدماغ (حالة عدوى تُسبب تورما في الدماغ) والإسهال الشديد وحالات الجفاف ذات الصلة وحالات عدوى الجهاز التنفسي الشديدة مثل الالتهاب الرئوي.
ويعتبر تطعيم الحصبة الروتينية للأطفال، جنبًا إلى جنب مع حملات التطعيم في الدول ذات التغطية الروتينية المنخفضة، من أهم الاستراتيجيات الصحية الرئيسية التي تُقلل من الوفيات العالمية الناجمة عن الحصبة.
(رويترز، العربي الجديد)