لليوم الخامس على التوالي، تعزل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في زنازينها المنفردة، طفلاً فلسطينياً من قرية سلواد قرب رام الله، يدعى حمزة مؤيد حماد، ولا يتجاوز عمره 15 عاماً، وقد زُج به في العزل الانفرادي داخل سجن المسكوبية، منذ اعتقاله يوم الأحد الماضي وحتى الآن.
وقالت ورود حماد، والدة الطفل "خلع جنود الاحتلال باب بيتنا قبل أيام، وأخذوا ولدي، ولغاية الآن لا نعرف أي شيء عنه، سوى ما أخبرني به المحامي بأنه معزول داخل زنزانة في سجن المسكوبية، ولا يسمحون لأحد بمقابلته، ولا حتى محاميه".
وأكدت شذى حماد، (وهي صحافية من أقرباء حمزة)، أن "واحداً من الأسرى داخل سجون الاحتلال، أخبرنا أنه شاهد حمزة في سيارة نقل الأسرى، وعليه علامات ضرب".
ويتفنن الاحتلال في تعذيب الأطفال الفلسطينيين عند/ وبعد اعتقالهم، بالضرب والعزل والإهانة والترهيب. وكانت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين، قد ذكرت في تقريرها السنوي، أن أصعب وسائل تعذيب الأطفال الأسرى يكون بعزلهم انفرادياً.
اقرأ أيضاً:إسرائيل تحتجز الأطفال "انفرادياً"
وفي هذا السياق، قال عايد أبو قطيش، مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، لـ"العربي الجديد" إن "عزل الطفل في زنزانة، يعني العذاب، والعزل بالنسبة للصغار سيكون تأثيره النفسي قريباً وبعيد المدى، هؤلاء أطفال لا يحتملون كل هذا العذاب"، مضيفاً "الاسرائيليون سيتذرعون بأنهم يعزلون الطفل، لأنه لا يجوز حبسه مع الأسرى الكبار، وعلينا أن لا نصدق ذلك، لأنه توجد غرف خاصة بالأطفال في سجن المسكوبية".
وبين عامي 2012 و 2014، سجلت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين، 54 طفلاً فلسطينياً تعرضوا لعقوبة العزل الانفرادي، لفترة تزيد عن يومين، وكان هناك أطفال عزلتهم سلطات الاحتلال داخل زنازين منفردة في سجني "بيتح تكفا والجلمة" لمدة شهر كامل.
وتعيش عائلة حمزة حالة من الترقب، بانتظار أن تتضح الأمور يوم الجمعة المقبل، موعد مقابلة المحامي للطفل، لتواجه بذلك مأساة اعتقال طفلها البكر، وعزله انفرادياً، بمفردها، إذ غاب زوجها مؤيد حماد، منذ 13 عاماً داخل سجون الاحتلال، ولن يرجع قبل سبع مؤبدات، بعد أن كان ناشطاً عسكرياً في حركة "حماس" في فترة الانتفاضة الثانية، التي اندلعت عام 2000.
اقرأ أيضاً:"هيومن رايتس": إسرائيل تعتقل الأطفال الفلسطينيين وتنتهك حقوقهم