07 سبتمبر 2019
حماس والاتصال الثاني
أحمد الكومي (فلسطين)
قبل ثلاثة أعوام تقريبا، صلّى نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الفجر في مسجد حيّنا، ثم خطب فينا بعد الصلاة. كان الحصار وقتها على أشده، وكان الناس قد مضوا في صبرهم.
جلس الجميع يرْقبون ما يحمله هنية لهم، كانت فرصة للمصارحة، لا تتكرر، بعيدا عن رادار الإعلام، تحدث الرجل بما فيه الكفاية، ثم أوجز قائلا: "بجرة قلم من حماس قادرون على أن نغدق غزة بالأموال".
لا يحتاج الأمر إلى برهان، للدلالة على أن حماس في موقع المظلومية، فالعقل لا يخطئ ذلك، وهي الحركة الإسلامية السنّية التي تحمل لواء الوسطية، المضيّق عليها داخليا من تنظيمات فلسطينية مخطوفة ومعروفة بعينها، والمحاربة عالمياً عبر أذرع عربية متآمرة.
لم يرق للخارج ولادة تنظيم فلسطيني يكون شاذا في محيط عربي لا يعرف اللاءات، وينبذ المعارضة وكل من يتجرأ ويلوح بوجهه ناصية النظام الحاكم، على الرغم من أن ميثاق حماس لم يخل من الإشارة، في أكثر من موضع، إلى عمقها العربي والإسلامي، وحاجتها الملحّة للأمة، وعلى الرغم من أن عناوين الحركة عريضة، والهدف الذي وجدت لأجله مكتوب، أيضاً، بالبُنط العريض.
كان من الذكاء، أن يبحث المتآمرون عن الشريان الذي يمد حماس بالحياة، فكانت الثنائية الممثلة في اتصالها بالله عزوجل الذي أهّلها أن تكون حركة إنسانية خلوقة، واتصالها ثانيا بأبناء شعبها الذي جعلها تتمتع بجماهرية عريضة، وهي في عزِّ شبابها، لتمثل أنموذجا غير مسبوق في التاريخ الفصائلي.
أما أن يقطعوا الاتصال الأول فهذا ممكن، حين نرى الماء يصعد إلى قمة جبل، وعليه، تقرر التشويش على الاتصال الثاني، وصولا إلى قطعه تماما لغاية قبْر حماس، ومعها الميدان الذي تتخذه حصنا (غزة)، فرأينا الانقلاب على الشرعية، ثم أعقبه الحصار و"ثلاثية الحرب" خلاله، والمحاولات مستمرة، اليوم، بشد الخناق أكثر على رقاب الناس، ومحاربتهم في أرزاقهم، وحرمانهم الحد الأدنى من الحقوق الحياتية.
واعتقد أنه ليس من الحكمة المكابرة والتسليم بفشل هذه المؤامرة، اعتمادا فقط على مزيد من الصبر لدى الناس، فعقل اليائس مسكن الشيطان، وهذا يوجب على حماس أن تذرف مزيداً من العرق، شعبياً أكثر منه سياسيا، وإن كانا سوياً على سكة الأهمية، عبر تمكين الالتحام أكثر، بالنزول إلى الناس أكثر، وسدّ الثغرات، وإذابة الفجوات، واستعادة زمن اللثام وكيس الطحين، وأن ترغب عن كل ما كانت ترغب فيه، وهو، برأيي، القرار الأسلم في مرحلة اشتداد المكائد، وإن كان كل هذا واجباً، فهو بالأساس معروف.
لا يحتاج الأمر إلى برهان، للدلالة على أن حماس في موقع المظلومية، فالعقل لا يخطئ ذلك، وهي الحركة الإسلامية السنّية التي تحمل لواء الوسطية، المضيّق عليها داخليا من تنظيمات فلسطينية مخطوفة ومعروفة بعينها، والمحاربة عالمياً عبر أذرع عربية متآمرة.
لم يرق للخارج ولادة تنظيم فلسطيني يكون شاذا في محيط عربي لا يعرف اللاءات، وينبذ المعارضة وكل من يتجرأ ويلوح بوجهه ناصية النظام الحاكم، على الرغم من أن ميثاق حماس لم يخل من الإشارة، في أكثر من موضع، إلى عمقها العربي والإسلامي، وحاجتها الملحّة للأمة، وعلى الرغم من أن عناوين الحركة عريضة، والهدف الذي وجدت لأجله مكتوب، أيضاً، بالبُنط العريض.
كان من الذكاء، أن يبحث المتآمرون عن الشريان الذي يمد حماس بالحياة، فكانت الثنائية الممثلة في اتصالها بالله عزوجل الذي أهّلها أن تكون حركة إنسانية خلوقة، واتصالها ثانيا بأبناء شعبها الذي جعلها تتمتع بجماهرية عريضة، وهي في عزِّ شبابها، لتمثل أنموذجا غير مسبوق في التاريخ الفصائلي.
أما أن يقطعوا الاتصال الأول فهذا ممكن، حين نرى الماء يصعد إلى قمة جبل، وعليه، تقرر التشويش على الاتصال الثاني، وصولا إلى قطعه تماما لغاية قبْر حماس، ومعها الميدان الذي تتخذه حصنا (غزة)، فرأينا الانقلاب على الشرعية، ثم أعقبه الحصار و"ثلاثية الحرب" خلاله، والمحاولات مستمرة، اليوم، بشد الخناق أكثر على رقاب الناس، ومحاربتهم في أرزاقهم، وحرمانهم الحد الأدنى من الحقوق الحياتية.
واعتقد أنه ليس من الحكمة المكابرة والتسليم بفشل هذه المؤامرة، اعتمادا فقط على مزيد من الصبر لدى الناس، فعقل اليائس مسكن الشيطان، وهذا يوجب على حماس أن تذرف مزيداً من العرق، شعبياً أكثر منه سياسيا، وإن كانا سوياً على سكة الأهمية، عبر تمكين الالتحام أكثر، بالنزول إلى الناس أكثر، وسدّ الثغرات، وإذابة الفجوات، واستعادة زمن اللثام وكيس الطحين، وأن ترغب عن كل ما كانت ترغب فيه، وهو، برأيي، القرار الأسلم في مرحلة اشتداد المكائد، وإن كان كل هذا واجباً، فهو بالأساس معروف.
مقالات أخرى
01 يوليو 2019
18 يناير 2019
05 نوفمبر 2018