02 سبتمبر 2019
حليبُ المُفكرين ودوّامة الصّراع
مصطفى طه باشا (سورية)
تعتبر القهوة من أكثر المشروبات رواجًا بين المفكرين والمثقفين في العالم أجمع، وهي الشريان النابض الذي يضخ الحياة للمثقفين والمفكرين، وتمدهم بالطاقة الإيجابية والنشاط للاستمرار بالعطاء والإبداع، وكأنها جزء منهم ورفيقة دربهم ومن إنتاجهم. سُميت حليب المفكرين، وتعتبر المشروب المفضل لدى هذه الشريحة من الناس، والمثقفين العرب من ضمن هذه الشريحة التي تواجه الخطر والمصاعب، وتكون في وجه المدفع على جميع الأصعدة، وخصوصا في مثل هذه الأيام الصعبة التي تمرّ بها معظم البلاد العربية.
عانى المفكر العربي كثيرًا من الظلم والاستبداد نتيجة وجود أنظمة عربية استبدادية غير عادلة، ونتيجة مواقفه من القضايا الاجتماعية والفكرية والسياسية على جميع الأصعدة، فقد تعرّض للتنكيل والظلم من أنظمة الحكم في البلاد العربية التي لا تخلو من نقاط مشتركة فيما بينهم، أهمها التضييّق على المثقفين وحصارهم فكريًا. وفي ظل هذا الصراع، كان لا بد للمفكر من المحاربة على جبهتين؛ الأولى سبب للثانية والثانية نتيجة للأولى، الجبهة الأولى هي جبهة المجتمع والتغيير فيه، وهذه تعتبر القضية المعقدة والبسيطة (السهل الممتنع) في دوّامة الصراع، فالشعب يحتاج للقادة المثقفين، وأصحاب الفكر، كي يستطيعوا التأثير فيه وإقناعهم بحقوقهم المسلوبة وحريتهم المسروقة التي غيّبتها أنظمة الحكم وطمستها بأسلوب الترهيب والخوف باستخدام القوة العسكرية والاستخباراتية منذ عشرات السنوات وحتى يومنا هذا، ومعضلة الفساد والمحسوبيات وانتشار الفقر والبطالة وما لفّ لفّها من قضايا اجتماعية ومؤسساتية، والتي تغزو مجتمعنا، فإن المثقفين يتحملون الجزء الأكبر منها، هم من سيطالب ويساهم في إيجاد حلول لها لانتشال الشعب من براثن القمع والاستبداد المحلي في البلاد، والتي ستحقق بموجبها الحرية السياسية والفكرية.
وفي الجبهة الثانية التي يحارب المثقفين فيها؛ هي جبهة السياسة والصراع الخارجي والحقوق السياسية، وهي القضية أو الجبهة الأقل خطورة وتعقيدًا، لأنها ستكون نتيجة تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية للمواطنين الذين سيقومون باختيارهم وتطبيق حريتهم الفكرية والعقائدية على أرض الواقع. لكن دور المثقفين هو المطالبة المستمرة بالحقوق، ونقل صورة المجتمع الداخلي وما يدور فيه، من ظلم واستبداد بحق الشعوب إلى العالم الخارجي، وإيصال صوتهم ومعاناتهم للمجتمع الدولي.
فالمفكر العربي على عاتقه واجبات ومهام كثيرة، وهي فرض عين عليه، من أجل إنهاء الظلم والاستبداد والمعاناة التي تخنق المواطنين وتمنعهم من ممارسة حريتهم وديمقراطيتهم، فهل سيكون لهذه الدوّامة التي يحارب فيها المفكرين انتهاء، أم ستبقى مستمرة في مجتمعنا؟
وفي الجبهة الثانية التي يحارب المثقفين فيها؛ هي جبهة السياسة والصراع الخارجي والحقوق السياسية، وهي القضية أو الجبهة الأقل خطورة وتعقيدًا، لأنها ستكون نتيجة تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية للمواطنين الذين سيقومون باختيارهم وتطبيق حريتهم الفكرية والعقائدية على أرض الواقع. لكن دور المثقفين هو المطالبة المستمرة بالحقوق، ونقل صورة المجتمع الداخلي وما يدور فيه، من ظلم واستبداد بحق الشعوب إلى العالم الخارجي، وإيصال صوتهم ومعاناتهم للمجتمع الدولي.
فالمفكر العربي على عاتقه واجبات ومهام كثيرة، وهي فرض عين عليه، من أجل إنهاء الظلم والاستبداد والمعاناة التي تخنق المواطنين وتمنعهم من ممارسة حريتهم وديمقراطيتهم، فهل سيكون لهذه الدوّامة التي يحارب فيها المفكرين انتهاء، أم ستبقى مستمرة في مجتمعنا؟
مقالات أخرى
15 اغسطس 2019
16 مارس 2019
24 فبراير 2019