حكومة مصر تواجه الغلاء بالاستيراد.. وتجار غاضبون

قال وزير التموين والتجارة الداخلية المصري خالد حنفي، إن وزارته بدأت في دخول السوق كلاعب رئيسي وفق قواعد السوق، وأعادت لهيئة السلع التموينية دورها القديم في استيراد السلع وتوفيرها بأسعار مخفضة.

وأضاف حنفي، في تصريحات خاصة، أنه تم الاتفاق على استيراد 150 ألف رأس ماشية ستمثل نسبة 60% من المعروض في السوق من اللحوم، والتعاقد مع شركات دولية على شراء 500 طن دواجن بعدما لم تتقدم أي شركة مصرية للمنافسة على هذا العقد.

وأفاد بعقد اتفاق مع البنك المركزي المصري لتوفير الدولار لشراء كافة السلع الاستراتيجية التي تحتاجها هيئة السلع التموينية لمواجهة ارتفاع الأسعار.

وأكد الوزير المصري أن حكومة بلاده ماضية في مواجهة ارتفاع الأسعار، وتسعى من خلال منافذ الوزارة والمجمعات الاستهلاكية والتعاون مع وزارة الزراعة ومنافذ القوات المسلحة إلى توفير السلع بأسعار مخفضة بأكثر من 25% قياسا بباقي محلات البيع.

وأوضح أنه تم إطلاق قوافل من السيارات المتنقلة المبردة المحملة بالسلع الغذائية من فروع المجمعات الاستهلاكية في عدد من المناطق والأحياء ذات الكثافة السكانية العالية في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، تحمل لحوما ودواجنَ مجمدة وأسماكا وسكرا وأرزا وزيوتا وبقوليات وصلصة ودقيقاً وخضراً وفاكهة وغيرها من السلع.

وتأتي هذه التصريحات على بعد 12 يوما من الموعد الذي ضربه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للمصريين للقضاء على غلاء الأسعار. فقد تعهد السيسي، في وقت سابق، بإنهاء أزمة الغلاء بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وقال رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية وعضو مجلس إدارة اتحاد منتجي الدواجن، عبد العزيز السيد، في تصريحات خاصة، إن الشعبة اجتمعت مع وزير التموين نهاية الشهر الماضي للاتفاق على توفير الأعلاف ومستلزمات الإنتاج، وحصلت على وعد الوزير بتوفير الدولار مقابل استيراد الدواجن بأسعار مخفضة لوزارة التموين.

وأضاف أن الوزير أخل بكل الوعود، حيث تعاقدت الوزارة مع 12 شركة أميركية لشراء 500 طن أجزاء دواجن، دون أن تنفذ ما اتفق عليه مع منتجي الدواجن المصريين.

وحذر السيد من شراء أجزاء الدواجن، قائلا: "هذه السياسة ستدمر الصناعة الوطنية، وستخرج عدداً كبيراً من منتجي الدواجن من السوق".

ولفت إلى أن الدواجن هي الصناعة الوحيدة التي استطاعت تحقيق الاكتفاء الذاتي لفترة كبيرة، وأن حجم استثماراتها يمثل نحو 23 مليار جنيه، وتستوعب عددا كبيرا جدا من العمالة.

وأشار إلى أن المصريين يستهلكون ملياري دجاجة سنويا، توفر منها المزارع المحلية 1.5 إلى 1.8 مليار دجاجة.

ويبلغ حجم استهلاك مصر من اللحوم الحمراء، وفق الغرف التجارية، حوالي 850 ألف طن لحوم سنويا يتم استيراد 250 ألف طن على شكل لحوم مجمدة وحوالي 50 ألف طن يتم استيرادها على شكل رؤوس حية تذبح في مصر، ما يعني أن مصر تستورد 40% من حاجياتها من اللحوم الحمراء من الخارج.

فيما يأتي معظم الإنتاج المحلي، وفق المصدر نفسه، من المزارع غير النظامية، حيث لا تتجاوز مساهمة المزارع النظامية 2% من إجمالي الإنتاج.

اقرأ أيضاً: السيسي يفرض رسوماً على الزواج والطلاق وشهادات الميلاد والوفاة