وكانت وسائل إعلام إيطالية قد نقلت عن مصادرها أن حفتر سيصل إلى روما في السادس والعشرين من الشهر الجاري، تلبية لدعوة إيطالية يلتقي خلالها مسؤولين على رأسهم وزير الداخلية ماركو منيتي. وبحسب الوسائل الإعلامية ذاتها فقد قبل حفتر بالفعل الدعوة الإيطالية.
من جانبه قال المسؤول الليبي لـ"العربي الجديد" إن "خطاب حكومة الوفاق عبر عن انزعاجه من الدعوة الإيطالية مطالبا بتوضيح أسباب الدعوة"، مشيرا إلى أن السفير الإيطالي لدى طرابلس، جوزيبي بيروني، أبلغ خارجية حكومة الوفاق شفهيا أن "إيطاليا تسعى للتواصل مع جميع الأطراف الليبية".
وقال المصدر إن رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج وحكومته كثيرا ما أعربوا عن انزعاجهم من التقارب الإيطالي مع حفتر منذ زيارة وزير الداخلية الإيطالي لحفتر في قاعدته العسكرية شرق البلاد، لافتا إلى أن إيطاليا بالفعل بدأت في فتح سبل تواصل وعلاقات جديدة مع معسكر حفتر.
وأشار المصدر إلى أن السفير الإيطالي أوضح أن بلاده تتعامل مع كل من يمكنه مساعدتها في وقف سيل المهاجرين غير الشرعيين، مضيفا أن "إيطاليا تدرك أن حفتر يسيطر على أجزاء من الحدود الليبية النشطة في تهريب المهاجرين".
وتابع المصدر "أن وساطات روسية جرت خلال المدة الماضية لحلحلة الخلاف الإيطالي الفرنسي بشأن مصالحهما في ليبيا، سرعت من تقارب روما مع حفتر".
وشهدت علاقة إيطاليا التي تميل إلى دعم حكومة الوفاق بطرابلس توترا مع حفتر إثر تهديده بقصف أي قطعة بحرية تقترب من السواحل الليبية، بعد إعلان البرلمان الإيطالي مطلع أغسطس/ آب الماضي موافقته على إرسال الحكومة الإيطالية قطعا بحرية لدعم خفر السواحل الليبي استجابة لطلب حكومة الوفاق.
إلا أن زيارة وزير الداخلية الإيطالي مطلع الشهر الجاري لحفتر في قاعدته شرق البلاد فتحت الباب واسعا أمام التساؤلات، حول مصير هذه العلاقة، ومساعي إيطاليا لإقامة علاقات معه، لا سيما أن باريس، التي تعتبر حليف حفتر الأقرب أوروبيا، تنازع روما قيادة الملف الليبي.