حكواتي: يونس الصغير.. يونس الكبير

26 أكتوبر 2014
طفل حائر في عمره (Getty)
+ الخط -

يقع نقاش صغير بين أبو يونس وأم يونس حول عربة المشي، أو المشّاية التي ستساعد طفلهما يونس، ابن الشهور العشرة، على المشي.

يقول أبو يونس إنّ المشّاية غير صحيّة، بحسب ما سمع في الراديو من طبيب متخصّص بالأطفال.

تقول أم يونس إنّها تريد رؤية يونس يركض ويركض ويركض. يقول الأب: "لو تطعمينه فتّة عدس وأشياء من التي تقوّي العظام. أطعميه وسترين". ويستشهد بأمه التي جفّ حليبها وأرضعته العدس بالقنينة، فمشى وعمره ستة شهور.

لوت أم يونس فمها: "عدس!". فقال: "عدس". قالت له: "ستة شهور!". قال: "ستة شهور". قالت: "وبالقنّينة!". فقال: "كانت طاسة ألمنيوم وليست قنّينة". طاسة، قنينة، زفت الطين، ليس مهمًا، المهم في الموضوع العدس.

قالت: "أريد أن أرى يونس شابًا". قال: "وأنا كذلك، لكن قبل الشاب تعالي نتخيل الولد في الابتدائية والأزعر والشاطر في الدراسة وكلّ البنات بيموتوا فيه".

قالت: "لا لا. أنا أتخيّله بشهادة الثانوية ومن العشرة الأوائل".

قال: "ضروري العشرة الأوائل؟ 80 أو 85 يكثّر خير الله".

قالت: "أفّفف، لا أريد مشكلة معك، فيضحك العباد علينا بسبب معدل يونس بعد 17 سنة".

قال: "لماذا المشكلة؟ نحن نحكي".

قالت: "معدّل 85 لا يدخل لا طبّاً ولا هندسة ولا محاسبة حتى".

قال: "يا ستّي يكبر ويصير زلمة على قدّ حاله، ما بتعرفي يمكن بعد 17 سنة يسكّروا الجامعات. أهم شيء يكون ابن حلال ويعرف حقوق والديه".

قالت: "منذ قليل كنت تريده أزعر. أزعر وحقوق والدين كيف ظبطت معك؟".

قال: "أزعر على الناس مش عليّ أنا. والله بحسب الله ما خلقه".


**

بعد تسع سنوات أصبح يونس ولدًا في العاشرة. ولقد كانت النيّة الحسنة أن يكبر ويكبر، ونظريًا: كلّ شبر بنذر.

 في العادة لا ينتبه الأب والأم للأشبار والنذور لكنّ يونس هو الذي ينتبه.. ولقد فاض به الكيل: 

- أنتما تريدانني أن أكبر أم أصغر؟

قالا معًا: "تكبر".

ثم بدأ يعدّد لهما على أصابعه:

- حين كنّا زمان في البوفيه بالمطعم قلتما إنّ عمري أربعة وكان عمري ستة، لماذا؟ حتّى لا يدفع أبي عنّي. والرجل لم يصدّق وأمي حلفت أنّ عمري أربعة.

لما كنّا في الملاهي من أسبوعين أصرّ أبي أن أقعد في حضنه بالقطار والرجل قال له: ابنك كبير ويلزمه تذكرة قال: لا، هو عمره ستّة لكن حجمه عائلي تبارك الله".

أبو يونس: "وأنت رفضت تقعد وقلت عمرك عشرة وأحرجتنا قدّام الرجل، لأّنك قليل تربية".

يونس: "لمّا ضربت "وئام" واشتكونا في المخفر قالت أمي للشرطي إنّ عمري تسعة ونصّ".

أبو يونس: "قدّيش كان لازم تقول أمّك يا فالح؟".

يونس: "طيّب الآن أنا كم عمري؟".

أبو يونس: "عشرة".

أم يونس: "عشرة وشهران. يعني داخل في الـ11، بتقدر تقول 11".

يونس: يعني آخر كلام؟ كم عمري؟ إذا سألوني أقول 11؟".

أبو يونس: "الشياطين شايفها بتلعب في وجهي. روحي من قدّامي إنتِ وابنٍك".

دلالات
المساهمون