حكواتي: يا حبيبتي لا شيء يميت الأموات

 قبل أن ألتقيكِ:

سأرسم على ورقة صغيرة بعض الخربشات لتصبح ورقة نقدية، وسأذهب إلى أقرب حديقة. سألقي التحية على إحدى الشجيرات وأتخيّل أنّها بائعة ورد وأصافحها من غصنها، وأقطف وردة وأترك لها قطعة النقود الورقية.
عندما ألتقيكِ:

ستسعدين بالوردة، وستهدينني معزوفة على البيانو الذي صنعته لك سابقاً. لم أحتَج حينها سوى إلى قطعة خشب وطلاء أسود وأبيض... ستبدئين بالنقر على البيانو الخشب، وسأختبئ خلفك ممسكاً عصفورين، داعساً على قطة صغيرة، وأبدأ بالضغط عليها لتصدر أصواتاً. سيحلو لنا حينها أن نعتقد بأنّ مصدرها عزفك الجميل.
عندما ألتقيكِ:

سأرسم حول إصبعك خاتماً، وستبكين من فرط الفرحة، وسيمحى الخاتم عندما تمسحين دموعك، وسنبدأ بالبحث عنه وكأننا أضعناه في مكان ما.
عندما تنامين:

سأعيد رسمه حول إصبعك مرة أخرى، وستفاجَئين في الصباح حين أخبرك أنّني وجدته حين كنت نائمة. سنتمدد على سريرنا الذي لا نهاية له، ونتأمل سقفنا الأزرق، وفي الليل سنُضيء مئات الأنوار التي قمنا بتركيبها.
بعد فترة ستحضرين خروفاً صغيراً وتنكشين صوفه وتخبرينني بأنّه ابنتنا، سنطلق عليها اسماً جميلاً، وسنركض خلفها فرحين، وفي اليوم التالي سأقصُّ صوفه وأخبرك بأنني أريده صبياً.
عندما نكبر معاً سيكبر ألمي ومرضي معي، سأغمض عينيّ كلما اشتدّ الألم، وأفتحهما لأراك أمامي وأردّد خادعاً نفسي: "يلعن الحبّ شو بيوجّع بسّ حلو".

إلى أن ألتقيكِ:

لن أموت... ولن يميتني شيء حينها... لا شيء يميت الأموات...